على رغم أنه لم يسجل اسمه ناخباً، فإن الشاب محمد الميموني زار ومجموعة من أقاربه غالبية مقرات مرشحي الانتخابات البلدية في الرياض، وهو لم يتجول بينها، للتعرف إلى برامج أصحابها الانتخابية، لكنه كان يبحث عن الأسماء التي يفضلها من الشعراء الشعبيين، الذين حرص المرشحون على استضافتهم لاستقطاب جمهورهم العريض. ويمثل الميموني وأقاربه نموذجاً لمئات من محبي الشعر الشعبي، لم يسجل معظمهم اسمه ناخباً، حرصوا على حضور هذه الأمسيات، التي أقامها مرشحون وقدموا ألواناً من الشعر خلالها، بدءاً بشعر"القلطة"ومروراً بالعزف على الربابة وانتهاء بالشعر الشعبي، سعياً إلى جذب الناخبين. ويقول الميموني:"وجدت في هذه المخيمات فرصة للالتقاء بكثير من الشعراء الذين أحب سماع أشعارهم". وهو يعترف أنه جاء إلى المخيم الانتخابي"من أجل الشعر أولاً"، لأنه يريد أن يتمتع بعض الوقت،"فالانتخابات البلدية أصبحت متنفساً لقضاء الشبان أوقات فراغهم في ما يحبون، بعيداً من التسكع في الشوارع بلا هدف". ولعل إقبال الميموني ومحبي الشعر الشعبي هو ما دفع المرشح عبدالعزيز الدباس الدائرة الرابعة إلى إغلاق مخيمه الانتخابي بعد يومين من بدء حملته، واعتمد على الوصول إلى الناخبين بنفسه، من خلال المطبوعات الدعائية،"فمن يأتون إلى المخيم همهم الأول الاستماع إلى الشعر الشعبي من دون النظر إلى برنامجي الانتخابي". ويتذمر الدباس من"مرشحين جعلوا من مخيماتهم الانتخابية مراكز للتراث الشعبي من دون الاهتمام بتوعية الناخبين". واتهم بعض المرشحين بالذهاب بعيداً من الهدف المراد من الانتخابات،"فأصبحوا يقيسون نجاح حملاتهم بحجم إقبال محبي الشعر على مخيماتهم". وفي المقابل، يقول المرشح عياش العنزي، إن مخيمه"كان برنامجه منوعاً، بين التراث الشعبي من عزف على الربابة إلى الشعر إلى المحاضرات الدينية، والتعريف بالبرنامج الانتخابي". واللافت أن المرشحين الذين اعتمدوا هذه الطريقة واستضافوا أشهر الشعراء، كانوا في ذيل قوائم نتائج الانتخابات النهائية التي أعلنت الجمعة الماضية. ونشطت سوق الشعراء الشعبيين خلال موسم الحملات الانتخابية، ووصلت أجور بعضهم إلى 15 ألف ريال في الأمسية الواحدة. ويقول صاحب أحد مكاتب التعاقدات مع الشعراء الشعبيين عبدالعزيز نغيمش المطيري، إن الحملة الانتخابية شهدت طلباً كبيراً على استضافة الشعراء المشهورين في هذا المجال، مشيراً إلى أن"الأسبوع الأول من الانتخابات شهد إقبالاً على شعراء الأمسيات، أما الأسبوع الثاني، فزاد الطلب على شعراء"القلطة"، بعدما لاحظ المرشحون قلة الإقبال على الأمسيات العادية". وتتراوح كلفة استضافة هؤلاء الشعراء بين خمسة آلاف وسبعة آلاف ريال، أما شعراء"القلطة"، فترتفع أسعار استضافتهم لتتراوح بين ثمانية آلاف و15 ألف ريال في الأمسية الواحدة، وقد يدفع بعض المرشحين أكثر من ذلك. ويتعاقد المكتب الذي يملكه المطيري مع ما بين عشرة شعراء و14 شاعراً يومياً، وازداد العدد خلال الأيام الأخيرة للحملات.