هل يعاني اللاعب الخليجي ضعفاً في ثقافته الاحترافية؟ سؤال يثار في الآونة الأخيرة خصوصاً بعد المستوى اللافت الذي ظهرت به بطولة الخليج رقم 17 لكرة القدم التي أقيمت أخيراً في قطر، وبروز أكثر من لاعب مؤهل بقوة للاحتراف بأوروبا، وعلى رغم مضي أكثر من شهرين على البطولة إلا أن بورصة الانتقالات العالمية لم يسجل فيها اسم أي لاعب خليجي، وهذا يفتح المجال لطرح تساؤلات عدة. أولها أن اللاعب الخليجي يرهب الغربة خصوصاً في بلاد أوروبا، فلم ينجح مهاجم الهلال والمنتخب السعودي المخضرم سامي الجابر مع فريق ولفرهامبتون الإنكليزي، ومن قبله لاعب الهلال الدولي فهد الغشيان الذي خاض تجربة قصيرة مع الكمار الهولندي، وكان كل لاعب يجيب على السؤال الذي كان يطرح عليه بقوة، وهو: لماذا لم تكمل تجربة الاحتراف؟ فيقول: "لم أتأقلم وافتقدت الأهل والأصدقاء، والغربة مؤلمة، والعادات مختلفة...الخ". ثاني هذه التساؤلات هو قصر نظر وضعف طموح المحترف الخليجي، بدليل أن قطر بها نحو 15 محترفاً بحرينياً هم تقريباً التشكيلة الأساسية للمنتخب البحريني الأول، والسعودية بها 5 محترفين عمانيين، وعلى رغم نجاح هؤلاء اللاعبين إلا أن الفائدة الفنية بالطبع اقل بكثير من الاحتراف الأوروبي، ولا تتسع دائرة احتراف اللاعب الخليجي عن الدوري القطري أو السعودي أو الإماراتي وأحياناً الكويتي، والتطلع للاحتراف الأوروبي لا يشغل بال الكثير من اللاعبين، فكان حرياً بعلاء جبيل هداف البحرين الحائز على لقب هداف آسيا لعام 2004 أن يحترف في أوروبا، وكذلك عماد الحوسني نجم وهداف عمان في خليجي 17 الأخيرة، ويمكن استثناء الحارس العماني علي الحبسي المحترف الحالي في "ليم النرويجي" الذي قطع مشواراًَ ناجحاً في الدوري النرويجي، وكان يحلم بالانضمام إلى بولتون الإنكليزي ولكن انقضت فترة التعاقدات الشتوية، ولم نسمع عن إنهاء بولتون لصفقة الحبسي. وأيضاً يوجد القطري حسين ياسر الذي انضم إلى مانشستر يونايتد الإنكليزي، ولكن الأخير اعاره إلى ناد قبرصي. الخلاصة أن اللاعب الخليجي لم يصل بعد للنضوج الاحترافي، مجدي طلبة مدرب فريق شباب الاتفاق والمحترف السابق في باوك اليوناني يعلق على هذا الموضوع قائلاً: "اللاعب الخليجي لا يصلح للاحتراف لأنه لم يتعود على الانضباط،لان المفهوم الحقيقي للاحتراف غير مطبق، فكيف يكون اللاعب محترفاً ولديه أعمال خاصة أو وظيفة أخرى". ويواصل طلبة حديثه: "المحترف يجب أن يكون متفرغاً لكرة القدم، لذلك لا يحظى اللاعب الخليجي باهتمام الأندية الأوروبية على رغم المستوى الفني الكبير لعدد كبير من اللاعبين الذين لا تقل مواهبهم عن لاعبين عالميين مشهورين، أيضاً الفكر والطموح بعيدان عن عقلية اللاعب الخليجي المطالب بان يكون طموحاً ويسعى للاحتراف الأوروبي، لأن تطور مستواه سيعود بالنفع على منتخب بلاده. ويضيف طلبة: "نشاهد المستوى الفني الكبير للمنتخبات الأفريقية مثل الكاميرونونيجيريا، والآسيوية مثل اليابان وكوريا الجنوبية، لأنها فتحت أبواب الاحتراف على مصراعيها، ونطالب جميع الاتحادات العربية عامة والخليجية خاصة، بأن تفتح أبواب الاحتراف أمام اللاعبين، لان الفائدة النهائية ستعود على المنتخبات الوطنية، فمنتخب مثل الكاميرون أو نيجيريا لا يوجد بهما أي لاعب داخل بلادهما، وإنما نشاهد النجم الكاميروني صامويل ايتو لاعب فريق برشلونة الأسباني الذي يقدم مستوى رائعاً ابهر به جميع عشاق الساحرة المستديرة في العالم، لو ظل هذا اللاعب في الدوري الكاميروني، فهل كان سيشعر به احد؟