شهدت المزادات العقارية في المنطقة الشرقية فتوراً في مبيعاتها أدى إلى انخفاض في حجم بيع قطع الأراضي، وأصبح مستثمر المساهمات يبحث عن الأرباح السريعة من خلال تصفية السهم في المزاد بعد البيع من دون الحاجة إلى تطبيقه على قطع أراض في المزاد. وأبلغ"الحياة"المدير العام لمؤسسة فهد آل بن علي للتنمية والتطوير العقاري فهد بن سامي آل بن علي أن الإقبال على المزادات العقارية في المنطقة الشرقية أصبح ضعيفاً، وأرجع الأسباب إلى عزوف المستثمرين عن تطبيق الأسهم على الأراضي في المساهمة نفسها، مما أدى إلى ضعف الإقبال على طلب الأراضي من خلال المزادات العقارية في المنطقة. وأبان أن حالة التشبع التي تمر بها المنطقة من المساهمات العقارية ساعدت كثيراً في العزوف لان المستثمر يعمل على المضاربة العقارية لنيل أرباح المساهمة في غضون 12 شهراً تقريباً بربح يصل إلى 40 في المئة للسهم الواحد. وأوضح آل بن علي أن توجه المستثمرين إلى البيع السريع للشراء في مساهمة أخرى لا يساعد مالك المساهمة على إنهاء المزاد في جلسة واحدة، مما يضطره إلى تمديدها ليومين أو ثلاثة من حين بدء المزاد لبيع جميع قطع الأراضي وتوزيع الأرباح على المساهمين، كون اغلب المستثمرين في انتظار تصفية السهم أو بيعه أثناء المزاد من دون تطبيق تلك الأسهم على هيئة أراض. وأبان آل بن علي أن المالك يهتم بتصفية المساهمة في أسرع وقت ممكن، كونها مرتبطة بما يسمى سمعة العقاري، وكشف آل بن علي أن اغلب ملاك المساهمات الكبيرة أصبحوا في الوقت الراهن يعمدون إلى قطع الأراضي في مساهماتهم عن طريق بيع التجزئة من دون اللجوء إلى مزادات عقارية. وقال المستثمر في المجال ذاته من الخبر محمد بن سعيد الصومالي انه يعمل على الاستثمار في المساهمات العقارية منذ فتره طويلة، من دون تطبيق تلك الأسهم على قطع أراض في المساهمة، وعزا ذلك إلى أن تلك الطريقة ستجمد أمواله إلى أكثر من عامين حتى تنتعش المساهمة بالعمران، وأبان الصومالي أن قيمة الأرباح العائدة من تصفية الأسهم تصل من 40الى 70 في المئة للسهم الواحد في اغلب المساهمات العقارية في المنطقة الشرقية، وهو الأمر الذي يساعده على التوجه للعمل بهذه الطريقة، كون سعر الأرض لن يصل إلى 100 في المئة إلا بعد أعوام عدة، نظراً إلى أن أغلب المساهمات العقارية الجديدة تقع خارج النطاق العمراني. يشار إلى إن المنطقة الشرقية شهدت خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة موجة انتعاش عقارية وصفها الكثير من المستثمرين أنها فرصة جيدة للاستثمار وتحقيق أرباح كبيرة، حيث تتوقع دراسات حديثة ان تواصل السوق نموها خلال السنوات المقبلة، وأرجعت ذلك إلى أسباب عدة منها عودة رؤوس الأموال بعد أحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر وتسليطها في الداخل، الأمر الذي أوجد سيولة كبيرة أسهمت في انتعاش السوق، ولا سيما السيولة الكبيرة التي وفرتها المصارف المحلية من خلال سنها برامج التمويل المتعددة، بجانب قرار حكومة السعودية المتضمن تخصيص تسعة بلايين ريال 2.4 بليون دولار من فائض الموازنة لصندوق التنمية العقاري. وتشير الإحصاءات إلى ان حجم المبيعات العقارية في المنطقة الشرقية في الفترة الأخيرة تجاوز نحو 2.5 بليون ريال 666 مليون دولار, وذلك عبر أكثر من 30 صفقة عقارية موزعة بين مساهمات عقارية وبيع أراض في كل من الدماموالخبر والظهران والقطيف والجبيل كان أخرها مساهمة حي الحمراء في الجبيل التي تجاوزت مبيعاته 150 مليون ريال 40 مليون دولار، إضافة إلى مساهمة بحيرة النورس التي تجاوزت كلفتها 170 مليون ريال"45.3 مليون دولار".