كرست مجموعة عمر قاسم العيسائي تقويمها لعام 2005، لهواية التصوير الفوتوغرافي، إذ ضم التقويم عدداً من الصور الفوتوغرافية التي التقطتها عدسة بعض الفنانين والفنانات في هذا الميدان الذي يحتاج إلى الدعم والتشجيع لشق طريقه بين مختلف الفنون، ولعل محاولة العيسائي تمثل خطوة مهمة في هذا الصدد هي أحوج إلى أن تتكرر من مؤسسات ومجموعات أخرى، من أجل تربية بصرية وتمارين جماعية على التذوق الجمالي. فعندما تطبع عشرات الصور الفوتوغرافية على تقويم يوزع في مئات النسخ على جهات وأشخاص وأسر، من دون شك سوف تسهم هذه الصور في تلمس فن بديع لا يقل أهمية عن الفنون الأخرى، وبالتالي اكتشاف جماليات من نوع آخر، جماليات تأخذ عناصرها الأولية من الواقع المتعين أمامنا، لكنها يقينا تضيف إليه عبر ما تمليه الرؤية الجوانية للفنان نفسه، وما يحدده الأفق الفني والفلسفي الذي يتحرك في إطاره هذا الفنان أو تلك الفنانة. وعلى رغم أن فن التصوير الفوتوغرافي في السعودية، لا يزال في أول الطريق، لناحية انتشاره وكثافة متلقيه، ولناحية أيضا اهتمام المؤسسات الرسمية به، وتنظيم المعارض للمشتغلين فيه، إلا أنه مع ذلك ومن خلال الصور المنشورة في التقويم، نجد عدداً من الفنانين يتمتعون بحساسية بصرية لافتة، بل وفريدة من نوعها. فما نتلقاه من صور لهم، تعتبر أعمال فنية غاية في الفرادة، تدفعنا إلى التفكير والتأمل طويلا، في موجوداتها وعناصرها التي بقدر ما يمكن أن نردها إلى مرجع واضح الملامح، يمكن لنا أيضا أن نتساءل من أين جاءت تلك العناصر، وهو تساؤل تمليه قوة المخيلة ورهافة التقاط الصورة، من جانب الفنان والفنانة. في هذا التقويم نطالع صوراً لكل من: علي السومين، نسرين الدار، عبد العزيز عياش،عادل قريشي، راوية العيسائي، زكي غواص، سوزان باعقيل، محمد المهنا، أشرف الفقيه، عبدالله العقيلي، سعد محجوب ورشيد السعدي. بعضهم لا يزال طالباً في الجامعة وآخرون تخرجوا ويشتغلون في مهن ليس لها علاقة بالتصوير الفوتوغرافي، عدد منهم أخذ دورات متخصصة في التصوير، داخل السعودية أو خارجها، وغالبيتهم شاركوا في معارض جماعية، وبعضهم حاز جوائز مهمة. في الختام، هل يمكن أن نرى في المستقبل أعمالاً ومشاريع من هذا النوع، في شكل تقاويم أو "بوست كارت"، أو بطاقات دعوة أو ما شابه، من أجل إشاعة ثقافة بصرية في أوساط المجتمع. "المنبر الثقافي"مجلة جديدة تصدر عن الملحقية الثقافية السعودية في الإمارات