الصفحة: 7 - المحلية على رغم أن السعوديين "لا يزرعون الجرجير تحت السرير"، بحسب المثل الشائع، إلا أن يوم الجمعة يكاد يكون "حفلة جرجير" على مستوى البلاد، فلا تخلو مائدة منه، وهو لا يعد سوى جزء من طقوس تعوّد السعوديون عليها في "عيد الأسبوع"، حيث يحمل عادات وتقاليد سعودية لا تمارس إلا في هذا اليوم. وأظهر استطلاع ل"الحياة" شمل معظم مدن السعودية الرئيسة، اتحاد السعوديين في اجتماعهم الأسبوعي، على مائدة غداء يوم الجمعة، حيث تتجمع كل عائلة عند كبيرها، إضافة إلى وجود "الكبسة" تجاورها أكلة شعبية تميز كل منطقة عن الأخرى، وتزين الموائد بمقبلات، اختلفوا على أنواعها، واتفقوا على الجرجير. وأبرز يوم جمعة يشهد فعاليات عائلية، كان في منطقة حائل التي تحدث عنها حمود بن سالم قائلاً: "يوم الجمعة في حائل هو عيد حقيقي، يبدأ من الصباح، حيث يجتمع الأب مع أبنائه على الإفطار، ويتحدثون عن بعض الامور العائلية، والترتيبات للاجتماع العائلي الأسبوعي بعد أداء الصلاة. ومن الأكلات الشعبية التي تؤكل صباحاً "الرغفان، وهي من أنواع الخبز المشبع بالسمن". ويتغير المنظر سريعاً بعد أن يفرغ الحائليون من أداء صلاة الجمعة وفقاً لحمود "نتوجه بعد ذلك إلى بيت أحد أعمامي، ونتناول الغداء سوياً، وتكون الأكلة الرئيسة المفضلة على السفرة، الكبسة والجريش، ولا تخلو في معظم الأحيان من الجرجير، فيما الحديث الدائر يتركز على أخبار أفراد العائلة، والأمطار والمناطق التي نبت فيها الربيع، ويتميز الكلام بالفكاهة". ويكمل حمود عن جمعتهم: "بعد العصر نذهب إلى من تخلف عن الاجتماع الاسري بسبب ظرف معين في حين نقضى بقية الوقت في أطراف وادي مع شب نار، وفي المساء تجتمع العائلة ايضاً في فناء منزل احد الأقرباء، وهو اجتماع لا يقل أهمية عن مثيله ظهراً". وفي الطرف الآخر من البلاد، يتحدث سعيد الشهراني من منطقة عسير: "من يستيقظ صباحاً ينعم بفطور عائلي، نراه نحن فاخراً ويتمثل في حلوة "العريكة"، حيث يتناولها مع دلة القهوة، ودائماً ما يكون أحد أفراد العائلة الذين يعملون خارج المنطقة موجوداً، وبذلك تجتمع الأسرة في منزل والده قبل سفره". ويتحدث سعيد عن "لذة" هذا اليوم بالنسبة له: "الكبسة موجودة مثل كل يوم، إلا أن يوم الجمعة يكون موعداً مع "العصيد والمرق" ترافقها خضراوات مثل الجرجير، وتدور حكايات عن أخبار العائلة في السابق، وعن الزواجات التي ستتم قريباً، والاطمئنان على من حدث له عارض صحي". ومن الرياض يصف عبد الكريم الصالح معالم يوم الجمعة قائلاً:" تدب الحركة بعد أداء صلاة الجمعة، حيث يتجه الناس إلى الأسواق، ثم يجتمعون بشكل دوري عند احد أفراد العائلة، حيث يكون الاجتماع بالتناوب، ودائماً ما تكون السفرة حافلة، إذ تأتي كل اسرة بما لديها من مأكولات، والأكلة الأشهر هي "الجريش" إضافة إلى أكلات أخرى حديثة وسلطات بينها الجرجير". وليس بعيداً عن الرياض، يقول عثمان الحنيفش من القصيم: "القصيميون يحبون يوم الجمعة كثيراً، ويسمونه "جمعة جامعة"، تجتمع الأسرة بأكملها عند كبيرها أسبوعياً من دون تخلف، وتقام سفرة كبيرة تتوزع فيها أكلات مثل "المطازيز" و"المرقوق"، إضافة إلى أهم عنصر، وهو"الكبسة" وإلى جانبها توضع مقبلات مثل الجرجير. ويكمل عثمان الذي يعمل بعيداً عن أسرته "بحنين" عن جو الجمعة "بعض أفراد الأسرة يسكنون في مدن قريبة بحكم أعمالهم، نجتمع وتدور أحاديث عن كل أفراد العائلة، وأخبارهم وأحوال الأبناء، وكأن اليوم خصص للاطمئنان عن بعضنا بعضاً". ومن أقصى شمال البلاد، يروي عبدالعزيز حطاب من القريات تفاصيل يوم الجمعة هناك فيقول: "كثر من أبناء القريات يدرسون أو يعملون خارجها، حيث يكون غداء يوم الجمعة مثل الاحتفال، لكن بالنسبة للطعام في الشتاء يختلف عن الصيف، حيث تكون المائدة في الأجواء الباردة غنية ودسمة وأهم أكلة هي المنسف". وعن الجمعة في الصيف يضيف" الأكل خلال هذا الفصل يكون من الخبز المصنع محلياً، مع بعض الحساءات التي تطهى في المنزل وتضاف إليها السلطات والجرجير". ويسأل الأب أبناءه عن موعد سفرهم إلى جامعاتهم أو أعمالهم، ويطلب منهم الحيطة والحذر، ويشد من أزرهم، ويطلب منهم مضاعفة الجهد، "كما يتخلل ذلك مواضيع عن الاخبار الاجتماعية الجديدة". وعلى شاطئ البحر الاحمر في جدة يصف أحمد باعظيم الجمعة باليوم المفضل لديه ويصف:"صباح الجمعة في جدة بأنه مختلف عن بقية الأيام إذ إن محلات بيع أكلة "الهريسة" ورائحة البخور تفوح من المنازل، أما بعد الصلاة، فيكون الغداء مبكراً، سواء في المنزل أو على شاطئ البحر، في حضور جميع أفراد العائلة". وعلى رغم أن بعض العائلات تخلت عن بعض هذه العادات كما يقول، إلا أنها مازالت حية لدى معظم العائلات، مكملاً: "الاكلة الأشهر هي "الصيادية" أو الأسماك على وجه الخصوص، مع "سلطة الطحينة" والجرجير، وتختتم بالشاي الاخضر، وغالباً ما يستمتع الصغار بهذا اليوم، لأن العائلات تخرج في مجموعات إلى البحر عصراً". وعلى الجانب الآخر من السعودية على شاطئ الخليج، يقول حسن أبو الرحى من القطيف: "يوم الجمعة تكون الوجبة الرئيسة على الغداء الأسماك ، وسط اجتماع عائلي أو شبابي حافل، إذ يأتي الأقارب من الجبيل والمدن القريبة، وبعد العصر نذهب إلى الشاطئ للتنزه واصطياد السمك، أما المساء فيكون استعداداً ليوم السبت الحافل بالعمل". وآخر من تحدث لهذا الاستطلاع هو نايف يحيى من منطقة جازان، حيث يعتقد "أنها المدينة المميزة" في هذا اليوم بكثرة أنواع الأطعمة التى تتناولها العائلات، ويقول: "في الصباح يذهب أحد أفراد العائلة لشراء الإفطار وما تحتاج إليه ربة البيت للغداء، ويتكون الفطور من "الزلابية" وحلوى "المشبك"، وخبز التنور مع "المحشوش"، في مثل هذه الأيام أي بعد عيد الأضحى بشهرين". ويكمل نايف بقية ساعات اليوم "بعد أداء صلاة الجمعة يأتي إخواني المتزوجين إلى بيت الأسرة، ونتناول الغداء المزدهر بالأكلات الجيزانية مثل: "الحيسية" و"المغش" و"لحم الحنيذ" و"خبز الخمير"، ويختتم الغداء بأكلة "المرسح"، ونتبادل الحديث عن آخر المستجدات على الساحتين العائلية والاجتماعية".