دعا الأمين العام لجماعة الخط العربي والزخرفة الإسلامية في القطيف الخطاط والرسام نافع التحيفاء إلى رفع الذوق الفني في المحافظة، للخروج من حال الركود التي تعانيها الحركة الفنية في شكل عام، والتشكيلية في شكل خاص. واقترح في حديث إلى"الحياة"عدداً من الخطوات لتحقيق هذا الهدف الذي تنشده جماعة الخط العربي التي تتخذ من مركز الخدمة الاجتماعية في القطيف مقراً لها، وقال:"لن يكون ذلك متاحاً إلا إن حاولنا بث الجمال في مختلف نواحي المجتمع، كتنفيذ أعمال جمالية في الدوارات والزوايا المختلفة للطرق". وأضاف"أنه إلى جانب ذلك يخلق حالاً عامة يتنوع فيها الجمال عبر تنظيم المعارض الفنية المفتوحة، غير المقتصرة على صالات النخبة كما هي الحال الآن". وشدد على دور المؤسسات الحكومية في هذا الجانب، موضحا أن"ذلك يتم عبر إصدار توصيات منها لمختلف فروع البلديات في وضع مواصفات مناسبة، لتخطيط المنازل والاستراحات وغيرها، فبدلاً من السماح لمقاول بوضع نصب عادي، فإن وجود توصيات يجعله يضع له شرطاً، مثل أن يكون هذا النصب منبثقاً من روح جمالية لتحقق هدف هذا النصب". ودعا إلى إقامة دورات لمختلف شرائح المجتمع، لتوعيتهم بقضايا الجمال في مختلف النواحي، إضافة إلى البرامج التلفزيونية المكثفة في هذا الاتجاه. وانتقد التحيفاء من يصف الخط بالموهبة، مخالفاً بذلك الرأي السائد الذي يؤكد"أن الخط موهبة". وقال:"إن الخط ليس موهبة مطلقاً، وإنما ميول وتعلم فإن استطعت كمعلم لمادة الخط أن تحبب الطلبة في المادة فالبقية سهلة، ونحن نسمي خطأ القدرة التي هي في متناول الجميع موهبة، إذ إن الموهبة تأتي في آخر طريق الفنان أو الخطاط لجعله مبدعاً، والإبداع يغاير القدرة أو المهارة، وبعبارة أخرى فإنه لكي أكون خطاطاً فأنا أحتاج إلى معلم وتدريب، أما أن أكون مبدعاً فهذا يحتاج إلى موهبة". وعن النقطة المركزية الكامنة في الشخصية الموهوبة، وكيف لهذه الموهبة أن تصبح كفاءة يشار إليها في ميدان الخط؟ قال:"ببساطة فإن الاكتشاف المبكر من الشخص لموهبته، والرعاية الكافية والدراسة المعمقة والجهد المتواصل والانفتاح على المعارض المحلية والدولية، كلها مقومات تساعد الخطاط على التغلغل في أعماقه، ما يجعله يكتشف موهبته فيلتفت إليه الآخرون". وعن اكتشافه موهبته أوضح"انطلقت من المدرسة فهي نواة مهمة". ولم ينسَ الدور الأسري الذي نشأ فيه، وأضاف"يرجع الدور الأكبر إلى بيئتنا المنزلية إذ كان أخي صاحب خط جميل، إضافة إلى بعض الأصدقاء الحاملين التوجه الفني نفسه، ما أثر في شحذ الهمم، ومن أصدقائي الذين أصبحوا خطاطين على أعلى المستويات الخطاط حسن الزاهر الذي سافر معي لتعلم الخط على يد الخطاط العالمي محمد أوزجاي في تركيا، الأمر الذي انعكس على تجربتنا بقوة". وعلى رغم أن التحيفاء لم يكن خطاطاً فقط، وإنما كان فنانا تشكيلياً إلا أنه يحمل بعض الإحباطات في هذا الجانب، ويقول:"إن ما أقوله يختلف عن وجهة نظر بعض الفنانين، وباستطاعتي القول إننا نحتاج إلى التكوين الفني الحقيقي الذي يقفز على الجانب العملي والأكاديمي للموهبة الدراسة الأكاديمية، بيد أننا ما زلنا للأسف نمارس هذه الفنون بطريقة بسيطة وبدائية، ولو توافرت لي الفرصة لدراسة الرسم في شكل محترف، لفعلت كما فعلت ذلك في الخط. ثانياً: لا أجد نفسي مؤهلاً تأهيلاً حقيقياً لذلك، فأنا حذر جداً في جانب الإنتاج، ومع احترامي للأسماء الموجودة حالياً إلا أنها تنتج كمّا لا كيفاً". ويصرح التحيفاء منتقداً بعض ممارسي الفن التشكيلي، ويقول:"لا تخفى الأخطاء التي أراها متسلقة على أكتاف اللوحات التي تبرز في المعارض". يذكر أن الخطاط نافع التحيفاء يعكف حالياً على كتابة القرآن الكريم، الأمر الذي جعله يكثف من التمرينات الخاصة استعداداً لإنهاء مهمته التي شرع فيها قبل أشهر عدة.