لم تكن البداية الروتينية لملتقى حوار الشباب الثاني "التعليم العالي بين طموحات الشباب والواقع" الذي عقد مساء أول من أمس في فندق الظهران، تنبئ بمداخلات"جرئية"للطلبة والحضور. فهم انهالوا على ضيفي اللقاء عميد جامعة الأمير سلطان الأهلية في الرياض الدكتور أحمد بن صالح اليماني، ووكيل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن للشؤون الأكاديمية الدكتور عبد العزيز الصويان، بالكثير من"التهم"والأسئلة التي اتسع لها صدراهما، وأجابا عنها. وتراوحت استفسارات الطلاب حول القبول في الجامعات ومطالبتها بتبني آلية أفضل لزيادة الأعداد في المستقبل. وسأل الطالب عبدالله بوغنوم عن الفرق الشاسع بين عدد الخريجين في الثانوية وعدد المقبولين في الجامعة؟ ورد عليه اليماني مؤكداً أن"الدولة ليست في حاجة الى التخصصات الأكاديمية فقط، وهي بحاجة الى خريجي الثانوية والضباط والأفراد وهذا ضروري جداً". وأثار استفسار آخر، قُصد به مقارنة بين أسعار الدراسة الأهلية في السعودية والأسعار في الخارج، التي تعد أقل كلفة بنسبة تصل إلى 40 في المئة، فقال اليماني:"إن الحكم لا يكون كذلك، فالطلاب السعوديون في الخارج يعانون مشقة السفر وكلفة السكن والمواصلات". وعلل أن من أهم أسباب ارتفاع كلفة التدريس في الجامعات هو عضو هيئة التدريس. وقال:"إن الجامعة الجيدة تستقطب أعضاءً جيدين ويكونون مكلفين"، مشيراً إلى"أن أحد أعضاء هيئة التدريس يكلف الجامعة أكثر من 300 ألف ريال سنوياً"، موضحاً أن"كلفة الطالب لا تتجاوز 150 ألف ريال في التعليم الأهلي، في حين تصل في التعليم الحكومي إلى 300 ألف ريال من القبول إلى التخرج". وأشار الدكتور الصويان إلى أن مسألة القبول في الجامعات تمثل هماً لدى الجامعات والشباب معاً، مؤكداً"أن وزارة التعليم العالي حققت عدداً من الإنجازات، ومنها افتتاح عدد من الجامعات، آخرها كانت جامعة حائل، كذلك إطلاق برامج الدبلوم العام والذي فتح المجال لعدد لا بأس به للدراسة والحصول على الدبلومات التأهيلية"، وكذلك عرج على أهمية كليات المجتمع وما أحدثته من نقلة. وطالب أحد الحضور بإعطاء الطلاب الحق في تجربة الدراسة الجامعية، وتمكينهم من ذلك كحق شرعي لهم، وأكد غضب كثير من الشباب وتحطم حلمهم عندما يقبلون في تخصصات ليست من طموحهم، كذلك اتهم الجامعة من طريق وضعه مقارنة بين عدد المقبولين في الجامعة وعدد نظرائهم في الكلية التقنية في الدمام. ورد الدكتور الصويان بقوله ان جامعة الملك فهد فتحت القبول في هذه السنة إلى الضعفين تقريباً مقارنة بما كان يحدث سابقاً، وقال:"هذا يحسب في سبيل الخطوات الجيدة". وأوضح أن"مباني الجامعة مخصصة لاستيعاب خمسة آلاف طالب فقط، في حين أنها استقبلت ضعفي هذا الرقم تقريباً"، مشدداً على أولوية التفكير في الكيف وليس الكم. وأحدث الطالب عبدالرحمن الراشد دوياً في القاعة بعد أن ذكر أن قيام الطالب السعودي بالدراسة في الخارج كان بسبب عدم القبول في الجامعات الداخلية، ذات الأسعار المرتفعة، إضافة إلى عدم ثقته في التعليم العالي في السعودية. جامعة "الفهد" تعتزم فتح كليتين أوضح وكيل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن للشؤون الأكاديمية الدكتور عبد العزيز الصويان عن وجود نية لدى الجامعة في افتتاح كليتين للمجتمع في المنطقة الشرقية، وذلك ضمن خططها التوسعية. وأشار إلى ذلك خلال حديثه في حوار الشباب الثاني"التعليم العالي بين طموحات الشباب والواقع"والذي أشار فيه إلى جهود الجامعة في توسعة رقعة القبول فيها، من خلال إنشاء كليتي مجتمع جديدتين في الأحساء والجبيل. ومن جانب آخر أظهر تقرير صادر عن وزارة التعليم العالي قبول أكثر من 7844 طالباً وطالبة في كليات المجتمع، بلغ عدد الخريجين منهم حوالي 1122 طالباً وطالبة في نهاية عام 1424ه.