أشار وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله بن صالح العبيد إلى الصعوبات والعقبات التي واجهت وزارته في حصر وتحديد الأرقام والأعداد الفعلية والحقيقية للأميين والأميات داخل مدينة مكةالمكرمة، وحالت دون الوصول إليهم في مواقعهم، وعزا ذلك للخصائص الاجتماعية والديموغرافية والجغرافية لمكةالمكرمة والتي جعلت الوزارة تضع خطة خاصة لهذا الغرض تستمر خمس سنوات. وقال الوزير العبيد خلال رعايته أول من أمس بمناسبة تدشين المرحلة الثانية لمشروع"مكةالمكرمة بلا أمية"بالنسبة للإناث والمرحلة الأولى للذكور،"إن الوزارة تطالب المجتمع أفراداً ومؤسسات بالتعاون معها في دعم هذا النوع من التعليم الذي يستهدف جميع المواطنين والمقيمين من الفئات العمرية من عشرة إلى 50 عاماً". وأكد أن وزارة التربية والتعليم تجاوزت النمطية في أساليب التعليم، مشيراً إلى أن مشروع مكةالمكرمة بلا أمية أحد هذه الأساليب التي انتهجتها وتبنتها الوزارة. وقال إنه على رغم انخفاض نسبة الأمية في السعودية والتي تتمركز في كبار السن وترتفع بين الإناث أكثر من الذكور، تسعى الوزارة جاهدة للقضاء على الأمية بالوسائل كافة. وأوضح أن وزارة التربية والتعليم افتتحت في هذا الصدد هذا العام 4200 مركز لمحو الأمية وتعليم الكبار في جميع المدن والقرى والهجر يدرس فيها نحو 100 ألف أمي وأمية بطريقة نظامية، ويحصل من خلالها الدارسون على الشهادة الابتدائية. وأوضح أن حصول السعودية على العديد من الجوائز العالمية والإقليمية نظير جهودها لمحو الأمية يؤكد حرص قيادتها السياسية على الالتزام بتوفير فرص التعليم للمواطنين، بل تعداه إلى المقيمين أيضاً، من خلال تسخير كل الإمكانات والطاقات البشرية والمادية لتحقيق هذا الهدف الذي ينشده الجميع. من جانبه، كشف الأمين العام لتعليم الكبار في وزارة التربية والتعليم الدكتور محمد سليمان المهنا أن السعودية كانت في عام 1399 ه تقع في ذيل قائمة الدول التي تسجل ارتفاعاً في نسبة الأمية لديها بنسبة تزيد على 37.5 في المئة بين الذكور و60 في المئة بين الإناث في تلك الفترة. وخفضت بشكل كبير حتى وصلت هذا العام إلى سبعة في المئة تقريباً بين الذكور و22 في المئة بين الإناث بنسبة عامة لا تزيد على 15 في المئة بين الفئة العمرية من عشر سنوات فأكثر. ولفت الدكتور المهنا إلى أن حجم الاعتمادات السنوية لبرامج محو الأمية يصل إلى 190 مليون ريال سنوياً، مؤكداً أن الوزارة أطلقت برنامج تعليم الكبار للعاملين في جميع القطاعات والإدارات الحكومية لمحو الأمية فيها، بدءاً من العاملين في وزارة التربية والتعليم والتي شملت أكثر من سبعة آلاف أمي وأمية من العاملين لديها في الوظائف الدنيا، كالمستخدمين والحراس والمراسلين والسائقين. وفي ضوء ذلك أعلنت الوزارة خلوها من الأمية في العام المنصرم، كما أنهيت أعمال محو أمية العاملين في كل من وزارة الشؤون الإسلامية، والأمن العام، والدفاع المدني، وحرس الحدود، والقوات الجوية وأعلنت هذه القطاعات خلوها منها رسمياً. كما أعلن في العام الماضي خلو منطقة المدينةالمنورة من الأمية وستتبعها خطوات لاحقة منها إنهاء الأمية في مكةالمكرمة التي تشهد حالياً تنفيذ هذا البرنامج، والذي بدأ في العديد من القطاعات الحكومية. كما أكد كل من أمين عام تعليم الكبيرات عبدالله الغنام وكذلك رئيسة مشروع مكة بلا أمية الذي تنفذه إدارة تعليم البنات في مكةالمكرمة إيمان صالح عبدالماجد أهمية المشروع والأهداف التي وضعت من أجل إعداد الأميات اللائي استهدفهن المشروع في مرحلته الأولى، وكذلك المستهدفات في المرحلة الثانية من هذا المشروع الذي تنفذه الإدارة العامة لتعليم البنات في مكةالمكرمة.