لم تهتز قناعتي يوماً بأن خالد القروني سيكون واحداً من أعظم مدربي كرة القدم في تاريخ السعودية وأنه سيأتي اليوم الذي سيكلف فيه بقيادة الأجهزة الفنية للمنتخب السعودي الأول وأن المسألة مسألة وقت لا أكثر، فمع احترامي لغالبية المدربين السعوديين الذين يمارسون مهنة التدريب حالياً إلا أنهم مدربو مراحل موقتة لا أكثر. أما مسألة أن يكون أحدهم مدرباً لفترة زمنية طويلة فإن المعادلة هنا تختلف، لأنها مرتبطة بموهبة التدريب، وبخبث كروي على رأي صديقنا التونسي"فوزي البنزرتي"مدرب الوحدة. وهاتان الصفتان تتوافران في خالد القروني وليس في أحد غيره. شاهدت مباراة الهلال مع النصر، وكنت شاهدت النصر قبلها في مباريات عدة، وقارنت بين الوضعين فوجدت فريقاً جديداً يرتدي القميص الأصفر، وهذا خبر أكثر من جيد للمنافسة المحلية السعودية"عقبال الأهلي"، فالنصر الذي شاهدناه أمام الهلال لم يكن نصر"حماسة"حتى يخرج علينا أحد منظري التدريب، ويقول إن المدرب السعودي هو مدرب موقت، فالقروني، وهو نوعية مختلفة من المدربين السعوديين مثلما هو أحمد العجلاني نوعية مختلفة من المدربين العرب، يتميز بجرأته التي يفتقدها كثير من المدربين، وإلا فمن الذي تغير من اللاعبين في النصر عن من كان يدربهم البرتغالي المقال"ماريانو باريتو"؟ لا أحد، ولكن خالد القروني يعلم جيداً أن استمرار النصر بالتشكيلة المتهالكة ذاتها التي كان يسير بها لن يقوده إلا إلى الانهيار العناصري والفني ثم النفسي مثلما حدث لنادي الأهلي حالياً. ومن هنا فإن القروني استطاع إجراء مسابقة بين اللاعبين ودفع بمن راهن عليهم الذين لم يخيبوا ظنه وقدموا نصراً مقنعاً إلى حد ما بعد إحباطات نصراوية عمرها سنوات. النصر يحتاج حالياً إلى التفاف شرفي حول الرئيس الجديد الأمير فيصل بن عبدالرحمن ويحتاج إلى بقاء المدرب خالد القروني حتى نهاية الموسم الحالي من أجل منحه الفرصة العادلة لتقديم نصر جديد ومختلف للمدرجات الصفراء، وحتى يردّ عليّ من يرون أن المدرب السعودي"الذكي"من نوعية القروني هو اختيار غير مفيد لأي فريق. وكم أتمنى أن يراقب صانعو القرار في نادي الأهلي ما يحدث في نادي النصر وأن يتصرفوا لمرة بطريقة صحيحة من خلال التعاقد مع المدرب التونسي أحمد العجلاني، حتى يصنع فريقاً جديداً بدل فريق الإحباط الذي يراهنون عليه الآن وأصاب جماهيرهم بالصدمات المتتالية. النصر والأهلي شريكان أساسيان في صناعة دوري سعودي قوي، والنصر أخيراً وجد"خريطة طريق"تقوده إلى المنافسة، على الأقل بعد إحباط مواسم ومواسم متتالية. وبقي على الأهلي وأهل الأهلي أن يصلوا إلى قناعة بأن فريقهم يحتاج إلى بناء وليس إلى ترميم بسبب عدم صلاحية الكثير من لاعبيهم للاستهلاك الكروي حالياً. فمع احترامي وتقديري للصديق الخبير الدكتور عبدالرزاق أبو داود رئيس الأهلي المستقيل إلا أن الأهلي كان يحتاج إلى مدرب من نوعية القروني أو العجلاني لبث الروح في جسد يلفظ أنفاسه الأخيرة وليس إلى"حانوتي"من ماركة السيد"إيليا". [email protected].