شهدت مدينة وهرانالجزائرية ليلة بيضاء تحولت فيها شوارعها إلى جسر ثقافي بين ضفتي المتوسط برعاية «المركز الثقافي الفرنسي» في المدينة. تحمل احتفالية هذا العام عنوان «هذه الجدران التي تكلمنا». وكما يدل العنوان، يتعلق موضوع التظاهرة بعرض أعمال يكون الجدار حاملاً لها. ويتضمن البرنامج عروض فيديو في أماكن مختلفة من وهران، منها مقر «جمعية سيدي الهواري» في قلب المدينة القديمة، فضلاً عن فتح مقر بلدية وهران ليلاً لرواد الثقافة التي تتحول واجهتها أيضاً إلى معرض ضخم لصور فنان العدسة الإنساني الإيراني ريزا تحت عنوان «أرض واحدة، عائلة واحدة». وكان الفنان الإيراني زار وهران أكثر من مرة، وهو يزورها هذه المرة في إطار مشروعه حول إنجاز ألبوم كبير عن الجزائر يتوقع صدروه العام المقبل. وبالمشاركة مع جمعيات «غاليري ميترو بولار» و»لحظات فيديو لمرسيليا»، قدمت الاحتفالية للجمهور عروض فيديو على الجدار شارك فيها هوغو فيرلاند بعرض فيديو يتعلق بالتكوين الداخلي لكتلة كونية بعنوان «الطير». ويعرف فيرلاند باهتمامه بحركة الكون ونجومه وكواكبه والنظام الشمسي... كما زار وهران العام الحالي الممثل غريغوري بوريدان وفنان الأضواء جوليان تايلور الذي قدم عرض فيديو تحت عنوان «أشباح ومرايا»، وهو من الأعمال الجديدة على الجمهور الجزائري. وكان تايلور نال هذا العام جائزة «فويات» عن تصويره حفلة عيد ميلاد من أعلى (الصورة المرفقة). كما برمجت إدارة التظاهرة في وهران حوالى عشرين فناناً لعرض أعمالهم أمام الجمهور المحلي. وتحتضن وهران تظاهرة «الليالي البيضاء» للسنة الثالثة على التوالي، علماً انها كانت خلال السنتين الماضيتين مقتصرة على جمهور «المركز الثقافي الفرنسي» الذي لا يقصده العامة. لكن إدارة المركز قررت توسيع نطاق التظاهرة وتقديمها إلى الجمهور العريض والذهاب بها إلى شوارع «الباهية» (الجميلة)، وهي الصفة التي يطلقها الجزائريون على وهران. انطلقت فكرة «الليالي البيضاء» في باريس عام 2002، وتبنتها بلدية العاصمة الفرنسية التي عكفت منذ ذلك التاريخ على تقديم برنامج ثقافي مكثف في ليلة واحدة، وهي الفكرة التي حطت رحالها في عواصم أوروبية أخرى مثل مدريد وروما، بل قطعت المحيط الأطلسي نحو ليما عاصمة البيرو. ويقول رئيس بلدية باريس برتران دولانوي ان احتفالية هذا العام هدفها لقاء فناني الأعمال المشاركة مع جمهور يتزايد سنوياً ويتحول من محلي خاص بالمدينة إلى جمهور فرنسي عريض وحتى دولي. ويضيف: «سمحت هذه التظاهرة بتعزيز مكانة الفن المعاصر وإبداعاته وتجدده في مدينة باريس. لكن روح «الليالي البيضاء» هي المشاركة والتبادل، لذلك تقرر خروجها إلى مدن أخرى». وتبقى ميزة «الليلة البيضاء» في أن الجمهور يجد نفسه محاطاً بالأعمال الثقافية، وفي قلب النشاطات المتنوعة التي تغزو الأمكنة التي يرتادها الناس عادة، كالشوارع والصالونات الفنية والثقافية المنتشرة في أرجاء المدينة.