عادت الطفلة هدى الفيفي إلى مدرستها، بعد ما انقطعت عنها أياماً عدة، في أعقاب تعرضها لعنف من زوجة أبيها، التي تعمل في مركز الإشراف التربوي في مدينة أبها. هدى، الطالبة في الصف الخامس الابتدائي، في الابتدائية الرابعة، الواقعة في حي الخالدية في مدينة أبها، تعرضت للضرب من زوجة أبيها أكثر من مرة. وذكرت مديرة مدرستها خديجة الحديثي، ل"الحياة"أن هدى قدمت إلى المدرسة في أحد أيام الفصل الدراسي الثاني العام الماضي، وهي تعاني من تورم في إحدى عينيها، وضربات متفرقة على وجهها. وأضافت أن إدارة المدرسة تداركت الأمر داخلياً، من دون أن تتوقع أنه سيتكرر بصورة أشد عنفاً. وأشارت إلى أن الجميع يرغب في التوصل إلى حل، لإنقاذ هدى وغيرها من الأطفال الذين يتعرضون للعنف الأسري. إلى ذلك، أوضحت معلمة مادة الرياضيات في المدرسة"ش. ش"، أن هدى"تتمتع بمستوى دراسي ممتاز"، مشيرة إلى أن"أمارات الانكسار"، بدت واضحة على وجهها عند حضورها إلى فصلها في اليوم الذي تعرضت فيه للضرب. وأضافت:"كانت هدى ترتدي منامة ومن فوقها عباءة مقفلة تماماً، وكان واضحاً أنها لم تتناول فطورها، فاصطحبتها إلى المرشدة الطلابية لتتعرف منها على مشكلتها". وأكدت مديرة المدرسة اتخاذ الإجراءات اللازمة، بعد عرض القضية على المدير العام للتربية والتعليم البنات في عسير، الدكتور علي محمد الموسى، الذي وجه بنقلها على الفور إلى الوحدة الصحية، ومن ثم إلى مستشفى عسير المركزي. "الحياة"التقت هدى في مدرستها، ولاحظت أنها ترتدي منامة خفيفة، تحت الزي المدرسي، وفوقه جاكت يبدو قديماً، إلا أنها بدت مرتبة ونظيفة، وقالت بصوت خافت، إن المرشدة الطلابية استدعتها عقب وصولها إلى المدرسة صباح الاثنين الماضي، لتستفسر منها عن آثار الضرب البادية على وجهها. وأضافت، أن المرشدة الطلابية حولتها إلى الوحدة الصحية. وحول أسباب تعدي زوجة أبيها عليها بالضرب قالت:"لقيت في درجي رسائل من صديقاتي في الصف، ومن ثم ضربتني على الخطأ، وقدمت لها اعتذاري". وأكدت هدى أنها لا ترغب في العيش إلا مع والدها وزوجته، ورفضت العيش مع والدتها المطلقة، التي تعيش عند جدها الذي يطالب بها، واكتفت بالقول:"أريد أن أجلس عند أبي وفي مدرستي". وأشارت إلى أن والدتها تسكن في الحي نفسه الذي تسكن هي فيه مع والدها. وأكدت أنها تقضي إجازة نهاية الأسبوع عند والدتها.