أنهت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض أخيراً، أعمال مشروع تحسين سوق الزل، وتطوير بيئة العمل المحيطة بها، مع إزالة السلبيات القائمة فيها. وهدف مشروع تحسين سوق الزل إلى رفع المستوى الحضري للسوق، والإبقاء على أنشطتها التجارية القائمة، مع رفع المستوى العمراني لها، ما سيشجع الملاك على تطوير عقاراتهم فيها، وتوسيع نشاطهم التجاري. واشتمل نطاق عمل المشروع على إزالة بقايا المباني الطينية المتهدمة حول منطقة السوق، وإعادة تنظيم البنية التحتية، وردم المكشوف منها تحت الأرض، والقيام بأعمال التبليط، والتظليل والإنارة للممرات الداخلية للسوق ذات المحالّ التجارية النشطة، بحيث توفر إضاءة طبيعية لتلك الممرات. كما قامت الهيئة بتحسين واجهات الممرات الداخلية وأسقفها، وعمل المشروع على تنظيم مداخل السوق من جهة الشوارع المحيطة، إضافة إلى تأكيد المحور الرئيس للمشاة القادمين من جهة الجنوب، لربط المحكمة العامة ومسجد الشيخ محمد بن إبراهيم بمنطقة قصر الحكم. ويأتي مشروع تطوير سوق الزل لبنة إضافية إلى جانب المشاريع السابقة في برنامج تطوير منطقة قصر الحكم، التي تهدف في مجملها إلى رفع المستوى العمراني والحضري للمنطقة، ضمن خصوصية معمارية تراثية، تجعل من منطقة قصر الحكم عنواناً للهوية المعمارية لمدينة الرياض. يذكر أن سوق الزل تقع في منطقة قصر الحكم وسط مدينة الرياض، في المنطقة المحصورة بين شارع طارق بن زياد جنوباً، وشارع الشيخ محمد بن عبدالوهاب غرباً، وشارع الشيخ محمد بن إبراهيم شرقاً، وتبلغ مساحتها 38580 متراً مربعاً. وعلى مدى العقود الماضية، استمر الازدهار التجاري في سوق الزل، وظلت محتفظة بقيمتها التجارية إلى الوقت الراهن، إذ تكتسب السوق تميزاً لا يوجد في مكان آخر في مدينة الرياض، بعد أن أصبحت أكبر تجمع لمحال الملبوسات والأدوات الرجالية والتراثية، التحف والتراثيات، صناعة الأحذية الشعبية، العطور الشرقية، إضافة إلى وجود حراج ومزاد علني دائم للتراثيات والمقتنيات الثمينة. وأدى التميز والتفرد في تلك الأنشطة التجارية إلى جعل السوق مقصداً لزوار المدينة، خصوصاً السياح الأجانب، فضلاً عن سكان المدينة، ولم يحد ازدهار الأنشطة التجارية من حولها من نشاطها، اذ نشأت علاقة تكاملية بين نشاط السوق وما يزدهر في المراكز التجارية المحيطة، كأسواق المعيقلية والديرة ومركز الرياض للتعمير. ومع تكامل برنامج تطوير منطقة قصر الحكم بعناصره ومشاريعه المختلفة، ومنها قصر الحكم، جامع الإمام تركي بن عبدالله، الساحات والميادين، شارع الثميري، مسجد الشيخ محمد بن إبراهيم، المحكمة العامة، متنزه سلام، ازدادت أهمية السوق وحاجتها للتطوير، مع تحسين مستواها الحضري. +تدرس حذف السوابق لسجناء"الحق الخاص"