هي مدينة"الجنون والمجانين"كما يصفها البعض. أول مستشفى للصحة النفسية كان في الطائف وحظي باسم"شهار"نسبة إلى المكان الذي أنشئ فيه، وطار هو بشهرة الاسم في أرجاء البلاد. الدكتور عدنان عاشور أحد أقدم الأطباء النفسيين في السعودية شغل على مدى ثلاثة عقود منصب مدير مستشفى الصحة النفسية في الطائف ما أكسبه خبرة في كل شيء عن"شهار"وما زال المسؤولون في الصحة يستشيرونه في بعض الأمور التي تتعلق بالصحة النفسية. يبرر عاشور وجود أول مستشفى نفسي في الطائف بقوله"الطائف مدينة صغيرة المساحة، وجوها لطيف وتوجد فيها مواقع سياحية وترفيهية يمكن استخدامها لنقاهة المرضى". ويؤكد"مع الوقت أصبحت الطائف مدينة تساعد على العلاج النفسي فهي تجمع مقومات المدن الكبيرة وهدوء الصغيرة منها"، مضيفاً إلى ذلك أنها في موقع متوسط وقريب من مكةالمكرمة، وتسمح لأهالي المرضى بالتواصل مع ذويهم بين الحين والآخر. ويتذكر عاشور أن غالبية المراجعين للمستشفى عندما كان مديراً هم من سكان الطائف والمحافظات والمراكز التابعة لها في بداية الأمر، فيما تأتي الحالات الخطرة من بقية المدن السعودية. ويقول"معظم الأمراض التي يشتكي منها المراجعون هي الأمراض النفسية ومنها القلق النفسي والاكتئاب، تليها الأمراض العقلية ومنها الفصام العقلي والاكتئاب الذهني". وأشار عاشور إلى أن المنومين في المستشفى حالاتهم مستقرة ولكنهم يعانون من أمراض عقلية، ومرفوضون من الأهل والمجتمع، وليس لهم علاج وإنما تقدم لهم الرعاية التمريضية فقط، وبعضهم أدخلوا للمستشفى حفاظاً على سلامة الآخرين من أذيتهم. ويقول تاريخ"شهار"إنه أنشئ في عام 1382ه، وهو يضم 690 سريراً، ويبلغ عدد الحالات المرضية الموجودة فيه حالياً أكثر من 700 مريض، كما راجع العيادات الخارجية أكثر من 21 ألف مريض، وأكثر من 1980 حال طوارئ. وهو يعد مرجعاً وحيداً للسلطات السعودية للتثبت من حال المرضى نفسياً خصوصاً من مرتكبي الجرائم المختلفة، إذ تأتي الحالات من أرجاء البلاد كافة لفحصها والتأكد من حالاتها النفسية قبل اعتماد أي حكم شرعي عليها."شهار"ليس المستشفى الوحيد الذي يستقبل المرضى النفسيين في الطائف، هناك عيادة صحية شهيرة تعنى بالشأن النفسي الى جوار المستشفى هي عيادة الدكتور أسامة الراضي وتجد نصيبها من المرضى النفسيين، ممن لا يعشقون انتظار مواعيد المستشفيات الحكومية. يذكر أنه على رغم أن المستشفى حمل اسم"شعيب شهار"الذي تغنى فيه الأمير خالد الفيصل في إحدى أشهر قصائده"الليالي فرقتنا"قائلاً"يا سقى الله ليلة بك عرفتنا... في شعيب شهار عن غيرك سلينا"، إلا أن شهرة المستشفى طغت كثيراً على شهرة المكان، وذاع اسم"شهار في أنحاء السعودية كافة كمستشفى للأمراض النفسية.