"لو كانت لديك سبعة ملايين ريال، فماذا ستفعل فيها؟" ربما تضعها وديعة في مصرف، وتحصل على أرباح سنوية هائلة، تتضاعف عاماً بعد آخر. لكن مرزوق علي الكربي المري الذي يملك سبعة ملايين، لم يضعها في مصرف، بل في حظيرة المواشي، الملاصقة لبيت الشعر الذي يسكنه في هجرة الرفيعة القريبة من منطقة الحفاير على أطراف الربع الخالي. قد يبدو خيار المري غريباً على من لا يرتبطون بعلاقة قوية مع الإبل، لكنه وكثيرين من أبناء البادية لا يرون غرابة في ما يفعلون مطلقاً، فهو يرتبط بعلاقة عشق مع إبله، ورثها من والده، الذي ورثها بدوره من آبائه. ويملك المري بعيراً يدعى"حجاب"وناقتين"خنوف"و"المرازم"، تبلغ أعمارها نحو 11 شهراً، وهى من سلالة نادرة من الإبل تنحدر من البعير"حجاب خنوفان". ويقول:"إن سلالة هذا البعير تعود إلى سلالة الأصايل من المزايين". وحصدت إبل المري المراكز الأولى في مزايين الإبل، الذي أقيم في هجرة"يبرين"أخيراً، متقدمة على إبل تنتمي إلى سلالات أصيلة أخرى، شارك فيها مواطنون سعوديون وعدد من أبناء دول الخليج، الذين شاركوا بأبناء الأباعر"عسران"و"وحيدان"و"مكيسيران". يبلغ سعر البعير"حجاب"نحو ثلاثة ملايين ريال، أما"خنوف"و"المرازم"فيبلغ سعر الواحدة منهما مليوني ريال. ويعزو المري ارتفاع أسعارها إلى"ندرة السلالات العربية". ويضيف"لا تُعرف القيمة الحقيقية للجمل المنتمي إلى سلالة عربية نادرة إلا من المتخصصين والمهتمين". اللافت أن المري وغيره من المهتمين بتربية الإبل ذات الأصول النادرة يعرفون السلالات، ليس في منطقتهم فقط، بل حتى تلك التي تعيش في مناطق ودول أخرى. يقطع المري نحو 250 كيلومتراً، هي المسافة الفاصلة بين هجرته ومدينة الهفوف، لإجراء الفحص الطبي على إبله نوقه، في المستشفى البيطري التعليمي، فهو حريص على رأس ماله، الذي يعشقه، ليس حباً في المال، بل لأنه يرى في إبله"تراثاً لا يمكن التخلي عنه". ويضيف"التخلي عنه يعني لي التنكر لآبائي وأجدادي" وخلال هذه الأيام يستعد المري للمشاركة في مهرجان"مزايين الإبل"، الذي سيقام في منطقة أم رقيبة، في محافظة حفر الباطن، برعاية الأمير مشعل بن عبد العزيز، وهو المهرجان الأبرز لدى مربي الإبل في السعودية والخليج، حيث تعرض عشرات من الإبل التي تصل قيمتها إلى ملايين الريالات. وتحظى أسهم الجمال والنوق المعروضة ذات الصفات المطلوبة في بورصة البيع والشراء، بإقبال كبير على مستوى دول الخليج العربي. وتجتذب هذه المهرجانات الكثير من هواة وتربية الإبل، ويستغل تجار المناسبة لعرض الكثير من مقتنيات البادية والموروثات الشعبية، مثل منتجات الإبل والسمن البري والأقط والحطب والجلسات الشعبية، وأغراض الرحلات والصيد.