نجح فريق طبي في مركز العلوم العصبية في مدينة الملك فهد الطبية في إجراء جراحة استئصال تشوه شرياني خَلْقي من دماغ مريضة سعودية تبلغ من العمر 24 عاماً. وقال رئيس الفريق استشاري جراحة الأعصاب رئيس مركز العلوم العصبية الدكتور محمود بن عبدالجبار اليماني، إن التشوه كان في الجزء الخلفي الأيمن من الدماغ، وتسبب في إصابة المريضة بنوبات صرع مزمنة. وذكر أن الجراحة استغرقت نحو خمس ساعات، واستخدم فيها جهاز"الملاحة العصبية"الذي يعد الأحدث من نوعه على مستوى العالم، ويتمتع بقدرة تقنية كبيرة على تحديد الأهداف المراد استئصالها. وأوضح اليماني أن المريضة خضعت عام 1998 لجراحة في مستشفى متقدم في الشرق الأوسط، إلا أنها لم تنجح سوى في استئصال أقل من 20 في المئة من حجم التشوه، ما أدى إلى معاناة المريضة، في ما بعد من تشنجات. وأشار إلى أن المريضة أصيبت قبل عشر سنوات تقريباً بنزيف في الدماغ عن وجود التشوه الخلقي. وقال إنه تم تحويلها أخيراً إلى مركز العلوم العصبية في مدينة الملك فهد الطبية برنامج علاج الشرايين الدماغية فأجريت الفحوصات والتحاليل الطبية اللازمة، التي أظهرت عدم استئصال 80 في المئة من التشوه. وأضاف أن الفريق الطبي حيرَّ المريضة بين العلاج الجراحي والعلاج الاشعاعي والعلاج التداخلي، بعد تحديد نسب النجاح والفشل والمضاعفات المتوقعة جراء كل طريقة. وذكر أنه تم تجهيز المريضة من جميع النواحي الطبية والتخديرية، وخضعت بعد ذلك لجراحة لفتح الجمجمة واستئصال الجزء المتبقي من التشوه الشرياني في خلفية الفص الدماغي الأيمن. وبعد نهاية الجراحة نقلت المريضة الى قسم العناية المركزة، وخضعت للملاحظة 24 ساعة، ثم نقلت إلى جناح التنويم وهي بكامل وعيها، وخضعت بعد ثلاثة أيام لأشعة ملونة القسطرة أكدت عدم وجود أي بقايا للتشوه. يذكر أن متابعة وعلاج مثل هذه الحالات، بما في ذلك إجراء هذا النوع المعقد من الجراحات، يكلف في بعض الدول الأوروبية ما يقارب مليون دولار.