ينظر الكثير من هواة الرحلات البرية في السعودية، هذه الأيام إلى السماء، متابعين مزنها المتراكمة لعلها تجود بما تحمل لتكتسي الأرض حلتها الخضراء ليبدأوا ممارسة هوايتهم المفضلة بعد صيف شديد الحرارة. واستعداد محبي هذه الرحلات لممارسة هوايتهم بدأ مع إجازة عيد الفطر المبارك، وجهز الكثيرون منهم ما يحتاجون من أدوات تساعدهم على الاستمتاع بجمال الطبيعة الصحراوية. وفي المقابل يبذل أصحاب محال بيع مستلزمات الرحلات البرية جهدهم في تقديم كل جديد في هذا المجال. ويؤكد مدير أحد هذه المحال محسن باحاج أن من يعمل في مجال مهنته لا بد من أن يتابع أحوال الطقس ويحسب لهذه الأيام حسابها، فالاستعداد لديه بدأ قبل رمضان، تحسباً لإجازة الفطر والإجازات الرسمية التي تعقبها خلال فصل الشتاء. ويضيف أن الكساد الذي مر عليهم، خلال فصل الصيف، يقابله انتعاش في عمليات البيع لهواة هذه الرحلات خلال الخمسة أشهر المقبلة، مشيراً إلى أن الشباب هم الفئة الأكثر إقبالاً على هذه المستلزمات البرية، إضافة إلى العائلات التي تريد الهرب من جو المدينة. ويوضح أن من المستلزمات التي يكثر عليها الطلب هذه الأيام الفرش والخيام الصغيرة والسواتر المصنوعة من القماش للعائلات، مبيناً أن لديه ما يزيد على 600 صنف تختص بكل ما يهم الرحالة. ومن جهته يهتم حسين الإمام، وهو مدير محل آخر، بكل جديد في هذا المجال، مشيراً إلى أنه وصل إليه أخيراً موقد نار صغير جداً قابل للطي، ولمبة صغيرة تثبت بمغناطيس وتعطي إنارة كافية، إضافة إلى أدوات يصعب حصرها ولكل منها دور في هذه الرحلات. ويوضح أن مبيعاته خلال الشهر الماضي وصلت إلى 5 آلاف ريال يومياً، متوقعاً مضاعفة الإقبال مع اقتراب عطلة المدارس وعيد الأضحى. ويضيف أن محله والمحال الأخرى الخاصة بهذه التجارة أصبحت تفكر وتفصل بحسب ذوقها ما يتوقع انه ضروري لمثل هذه الرحلات صناعة محلية، مشيراً إلى أن فرش النوم والخيام والحقائب تلقى إقبالاً منقطع النظير من الشباب. وفي المقابل يؤكد عبدالعزيز محمد الناصر أنه استعد منذ فترة طويلة لهذا الوقت، فهو جهز سيارته بمقطورة حمل فيها جميع ما تحتاجه عائلته من أدوات لرحلاته البرية المقبلة، مشيراً إلى أنه اتفق مع أصدقائه وأقاربه في المناطق القريبة من الرياض على قضاء وقتهم في احد المتنزهات البرية. ويشير الناصر إلى أن العزاب يستفيدون كثيراً من هذه الأدوات لأنهم يبيتون في الصحراء فيحتاجون أشياء إضافية، بعكس العائلة التي يكون الحد الأقصى لبقائها منتصف الليل لوجود النساء والأطفال الذين ربما يتأثرون ببرودة الطقس. أما الشاب محمد الأحمد فانه جهز سيارته من هذه المحال بالأغراض كافة التي تكفل له ولزملائه الاستمتاع بحياة البادية، مشيراً إلى أنه ينتظر إجازة المدارس بفارغ الصبر لكون هذه الرحلات هي عادته في كل عام في مثل هذا الوقت. وعن الأماكن التي يرتادها الكثير من الشبان، أوضح أنهم يتناقلون الأخبار في ما بينهم عن الأماكن التي اكتست بالربيع فتكون هدفاً لرحلاتهم مهما بعدت، محذراً هواة الرحلات المبتدئين من المبيت في بطون الأودية هذه الأيام حتى لا يدهمهم السيل. يذكر أنه خلال جولتنا وجدنا أن هذه المتاجر تهتم أيضاً بالكتب التي تتحدث عن الأعشاب البرية وكيفية التداوي بها وكتب تعرَف المتنزه ببعض الحيوانات الخطرة كالثعابين والعقارب، إضافة إلى كتب المسابقات الثقافية.