كشف قرار أصدره وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير متعب بن عبد العزيز أخيراً، عن تجاوزات عدة في تركيب أبراج الهاتف الخاصة بتقوية بث شبكات الهاتف النقال. ويتضمن القرار، الذي حصلت"الحياة"على نسخة منه، الضوابط البلدية والفنية للترخيص بإنشاء أجهزة الاتصالات اللاسلكية التجارية أبراج ومحطات التقوية والهوائيات، ومنها"لا يُسمح بتركيب أبراج ومحطات التقوية أو الهوائيات أو أي أجهزة أخرى للاتصالات اللاسلكية في المواقع المخصصة للاستخدام السكني". كما أكد القرار الصادر قبل ثلاثة أشهر على"أن ترتد الأبراج الشبكية أو الأحادية القائمة بذاتها من جميع الجهات، مسافة تعادل طول نصف ارتفاع البرج مُقاس من مركز قاعدة البرج، أما الأبراج المشدودة بكيابل فترتد مسافة لا تقل عن ثلاثة أمتار مُقاسة من وتد التثبيت". اللافت أن قرار وزير الشؤون البلدية والقروية كان بأثر رجعي، ما يعني إزالة الأبراج المخالفة للضوابط البلدية والفنية، في حال تقدم قاطنون بالقرب منها بشكوى إلى البلديات، وهو ما حصل في بلدة العوامية محافظة القطيف، بعد أن تقدم أصحاب منازل مجاورة لبرج هاتف جوال، بشكوى ضد شركة"الاتصالات السعودية". واتهم أحمد العواني البرج الملاصق لمنزله بالتسبب في مشكلات صحية لأفراد من عائلته، بعد تركيب البرج منذ نحو عام ونصف العام، مبدياً مخاوف من"النتائج الخطرة، التي قد تهدد عائلتي"على حد قوله. ولا يفصل البرج عن منزل العواني، الذي بني قبل نحو 15 عاماً سوى ثلاثة أمتار. وقال:"رفعنا دعوى ضد الشركة في البلدية، وطالبنا بضرورة وضع حد لمعاناتنا". وأضاف"لا يفصل البرج عن غرفة نومي وصالة المنزل إلا أمتار قليلة، ما يشكل مخالفة صريحة لنظام الأبراج، كما أنه كان يعمل في وقت سابق على مولد بالديزل، وتسبب في الكثير من الإزعاج لأسرتي، حتى أن زوجتي اقترحت علينا بيع المنزل، من أجل ضمان تفوق الأبناء في الدراسة، إضافة إلى أن المولد كان يخلف وراءه تلوثاً بيئياً بفعل الدخان المنبعث منه". وأوقفت شركة"الاتصالات السعودية"بث برجها. وقال مصدر في الشركة:"وردت لنا شكاوى عدة من مشتركين لا يستطيعون إيجاد شبكة لهواتفهم النقالة، بسبب توقف البرج، وأخبرناهم بإيقافه، لأنه مخالف للأنظمة"، مضيفاً"من حق أي مواطن أن يبدي اعتراضه على الشركة، ومن حق الشركة أن تدافع عن نفسها حسب الوسائل القانونية، التي يجب أن يحترمها الجميع". من جانبه، قال مصدر في بلدية القطيف:"إن البرج كان مخالفاً للأنظمة، لذا طلبنا من الشركة إيقافه، وقد استجابت إلى ذلك". وفي بلدة العوامية تجرى التحضيرات لبناء أبراج مشابهة للبرج محل النزاع، ما تسبب في مخاوف لدى القاطنين إلى جوارها، كما أن حالاً من عدم الرضا تدور في أوساط السكان في باقي المدن والقرى التي تنتشر فيها الأبراج ومحطات التقوية التابعة لها. وتفتح قضية البرج السجال الدائر حول التلوث الكهرومغناطيسي، إضافة إلى تخوف الكثيرين من هذا التلوث، وبخاصة عندما يشاهدون غير برج ومحطة تقوية تنتشر في كافة المناطق السكنية ملاصقة للمنازل. وتذهب نتائج أبحاث أجريت على الهواتف النقالة وأبراجها، إلى أن البرج يصدر موجات غير مؤينة، وتختلف تأثيراتها البيولو1جية في شكل أساسي عن الإشعاع المؤين مثل أشعة X"". ويمكن تمييز الموجات الكهرومغناطيسية من خلال ثلاثة متغيرات أساسية هي التردد والطاقة والطول الموجي. ويعرف باحثون الإشعاع غير المؤين ب"إشعاعات ذات طاقة ضعيفة نسبياً، بحيث لا تستطيع تكسير الروابط بين مكونات المادة، منها الضوء المرئي والأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء والترددات الراديوية والموجات القصيرة مثل الميكروويف. أما الإشعاعات المؤينة فهي إشعاعات مرتفعة الطاقة، بحيث تستطيع تأيين المادة، وتحويلها إلى جسيمات مشحونة أيونات مثل الأشعة السينية، وأشعة"جاما".