تعقد الأندية السعودية آمالاً عريضة على المراكز الإعلامية التي أنشأتها داخل أروقتها، في سبيل الارتقاء إعلامياً بدرجة عالية، في الألعاب كافة، وكل ما يتعلق بأخبار النادي ومنسوبيه، أسوة بالمراكز الإعلامية في الأندية الأوروبية، إذ ان تلك المراكز لعبت دوراً إعلامياً فعالاً في مواكبة النهضة الحضارية، والثورة المعلوماتية التي يشهدها الإعلام الغربي بوسائله كافة، ونجحت مراكزهم في مهمتها بامتياز، وتنوعت في الطرح الإعلامي، على عكس المراكز الإعلامية داخل الأندية السعودية، التي اقتصرت مهمتها غالباً في تغطية تدريبات كرة القدم، واجتماعات أعضاء الشرف ومجالس الإدارات، وبعض الأخبار المتعلقة بنتائج العاب النادي المختلفة. ولأن الإعلام المقروء والمرئي والمسموع لم يتوسع في تغطية جميع أحداث النادي وأخباره، كان من المفترض في مراكز الأندية الإعلامية عدم التقصير في رسالتها، أو حشر مهامها في نطاق ضيق، مع أن هناك مجالاً واسعاً لتأدية رسالتها، وبشكل أفضل. إضافة إلى أن بعض الصحف، خصوصاً التي تطبع باكراً تشكو من تأخر المعلومة، التي يتحكم فيها المركز المعني، ناهيك عن افتقاره إلى وسائل التكنولوجيا الحديثة التي تعجل بإتمام المعلومة، إضافة على غياب القائد المحنك صاحب الفكر المبدع، الذي يجيد تسويق مناشط ناديه إعلامياً في شكل مثالي ناضج. ويردّ المهتمون قصور المراكز الإعلامية في مهمتها إلى عوامل عدة، منها الحصر في نطاق ضيق، ضعف المقابل المادي، عدم التجديد في طرح الأفكار والإبداع، افتقار المركز إلى منشأة وافية التجهيزات، تمييز وسيلة إعلامية من دون أخرى بأخبار النادي. وفي المقابل، يرى آخرون ضرورة خروج المراكز الإعلامية عن نطاق إنتاج الخبر وإرساله كل مساء للصحافة، في التنويع بين الخبر والتصريح والتقرير، وعمل الريبورتاج والتحقيق والاستطلاع، خصوصاً ان هناك العاباً لم تأخذ حقها. ويرى بعض الإعلاميين أن الاتحاد أفضل الأندية حالياً في استخدام المفهوم الصحيح للمركز الإعلامي، إذ يتميز بموقع واسع شبه متكامل، في استخدام الفاكسات الحديثة والشبكة العنكبوتية، وإرسال الأخبار أولاً بأول لوسائل الإعلام كافة، مرفقة بالصور الحديثة بحسب أهمية الخبر، إضافة إلى سرعة تجاوب موظفيه مع الإعلاميين من دون تفرقة بين صحيفة وأخرى. مسؤول المركز الإعلامي في نادي الهلال سعود السيف قال:"من خلال عملي في هذا المجال لم أجد معوقات، لان الهدف وصول المعلومة أو الخبر بأسرع وقت ممكن إلى الصحف وموقع الزعيم، لكن هذا لا يمنع من توفير وسائل التكنولوجيا الحديثة، مثل الفاكسات المستحدثة والشبكة العنكبوتية، كونها عوامل مساعدة في إيصال المعلومة بالصورة سريعاً، ما يوفر جهداً كبيراً على الجميع، وسيكون ذلك في مرحلة التطوير التي ستنطلق قريباً" وأضاف:"نهتم بالخبر ونشره، وعلى رغم أن كرة القدم أخذت المساحة الواسعة من اهتمام الإعلاميين، في حضورهم ومتابعتهم تدريبات فريق القدم، ولكن نسعى لتغطية أخبار الألعاب الأخرى في النادي قدر الإمكان". وأشار السيف إلى أهمية معاملة الصحف سواسية"من حق الصحافيين كافة أخذ المعلومة، وغير ذلك يفتح علينا جبهات نحن في غنى عنها". ويقول مسؤول المركز الإعلامي في نادي النصر حمود العصيمى:"لاشك في أن وجود مراكز إعلامية أمر جيد، ويدل في وضوح على تفهم الأندية لدور الإعلام وأهميته، إذ المراكز تعتبر همزة الوصل بين الإعلاميين من جهة، والنادي إدارة ولاعبين من جهة أخرى، وتعمل على تسهيل ما يخدم الإعلام من توفير المعلومة الصحيحة منتقاة من مصادرها المعتمدة داخل النادي، وتظل فكرة المراكز الإعلامية خطوة موفقة تشكر عليها الأندية". وعن أبرز المعوقات التي تواجه الأندية قال العصيمي:"عدم وجود متحدث رسمي يلتقي الإعلاميين في شكل يومي منتظم، ولو لدقائق معدودة يرد من خلالها على استفسارات رجال الإعلام على حد سواء". وعن انحياز بعض هذه المراكز لجهة إعلامية معينة من دون غيرها، قال:"متى كان المركز الإعلامي منحازاً لوسيلة إعلامية معينة، فإنه بذلك يفتقد عوامل النجاح التي من أجلها ولد المركز الإعلامي داخل أروقة النادي، ويفترض أن يكون في متناول الجميع، ويلبي حاجتهم المعلوماتية على حد سواء، فالتعاون مطلب حضاري، لأنه يخلق صداقة حميمة وبين النادي وجماهيره، والإعلام بوسائله كافة". رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي الدكتور عبد الرزاق أبو داود قال:"معظم الأندية السعودية شرعت في إنشاء هذه المراكز، وخير برهان تجربة الأهلي، إذ انه حديث التتويج، ومضت على وجوده فترة قصيرة، وبالتالي، من الصعب الحكم على مدى نجاحه، ولكن من خلال اطلاعي على أداء المنسق الإعلامي محمد الشيخي، في اعتقادي أنه يقوم بدور ممتاز، لاسيما أنه في طور التتويج، ومازال المركز يستكمل أرشيفه ومنافذه الإعلامية والتخزينية المكتوبة والمصورة، والنضوج في ذلك يحتاج إلى وقت وجهد ومال، وبالتالي نحن راضون عن أداء المركز في ظل الإمكانات الموجودة". وأضاف:"لعل فكرة وجود المراكز الإعلامية داخل الأندية جيدة، ولكن عليها ألا تخرج عن دورها المناط بها وألاّ يجعل مدير المركز الإعلامي من نفسه وصياً على رئيس النادي أو على الصحافة، وإتمام مهمته في توفير المعلومة الصحيحة بأسرع وقت ممكن، وإدارة النادي أدرى بتيسير أمور ناديها". وأكد أبو داود أن تطوير المراكز الإعلامية"يحتاج إلى خبراء متخصصين، وكوادر فنية مؤهلة في شكل جيد، وتوفير الإمكانات المتطورة الحديثة، والمادة والوسائط، كي يعمل في نشاط فعال" وأشاد رئيس الأهلي بضرورة التعاون"ذلك ضرورة ضمان نجاح العمل، فالتعاون مطلب مهم بين المراكز الإعلامية والإدارات على الأصعدة كافة، وأن يكون له تواصل فعال مع وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة، والمواقع والمنتديات الرياضية على الشبكة العنكبوتية، وهذا الأخير أتحفظ عليه كثيراً" وختم أبو داود أن كرة القدم أخذت الحيز الأكبر في الإعلام، كونها الرياضة الشعبية الأولى في رياضات العالم"استطاعت أن تتغلب على السياسة في وسائل الإعلام الخارجية، وأتمنى من المراكز الإعلامية الاهتمام بألعاب النادي كافة".