يتطلع الكثير من متابعي الكرة السعودية مع بداية هذا الموسم الى ان يتحسن وضع المراكز الاعلامية في الاندية المحلية بعد ان خذلت المتابعين والاعلاميين معا طوال الاعوام الماضية، فرغم حداثة تجربتها في عالم الاحتراف محليا والتي لا تتجاوز عدة اعوام الا انها لم تستطع ان تحقق أي اضافة لمنسوبي الاندية اولا، ولم تكن قادرة بشهادة النقاد والمحللين على المساهمة في ايصال المكتسبات الرياضية والثقافية والاجتماعية والفكرية التي تدار داخل اسوار واروقة الاندية. ويصف النقاد حال القائمين على هذه المراكز انهم ساهموا في تأجيج التعصب في الوسط الرياضي حيث تفرغ غالبيتهم لاصدار البيانات الرنانة والانصراف الى الاستديوهات وتبادل الاتهامات والملاسنات والتعصب المقيت على الهواء مباشرة عبر البرامج الفضائية وعبر المقالات الصحافية التي لا تخلو من التشنج والقاصرة مهنيا ومعلوماتيا. ويتامل المتابعون للحركة الرياضية ان تحظى المراكز الاعلامية هذا الموسم بمراعاة المعايير التي تساعدها على تحسين صورة الاندية وتواصلها مع انصارها ومسانديها بطريقة تتوافق مع المراكز الاعلامية للاندية العالمية مع النظر الى تجارب الدول المتطورة في مجال احتراف كرة القدم ونقل تجربة المراكز الاعلامية منها الى الكرة السعودية وفق آليات تسهم في ارتقاء الكرة السعودية وبلوغها لمراتب عالية من الوعي والادراك والتواصل مع الجمهور بطرق تلتزم بالاخلاقيات اولا وتراعي ان الرياضة ثقافة وليست سلوكا فوضويا.فيما تعالت الاصوات التي تطالب بتخصيص بعض الدورات للقائمين على المراكز الاعلامية للاندية بشكل دوري بهدف تحسين مهاراتهم وتطوير امكانياتهم في اطار زيادة وعيهم بضرورة الالتزام بالتنافس الشريف وتعزيز الوحدة الوطنية من خلال الرياضة وفعالياتها المتنوعة وما يتبعها من انشطة ثقافية واجتماعية والعمل على تحقيق التكييف بين هذه المراكز وجماهير الاندية قبل واثناء وبعد المناسبات الرياضة. الانطلاقة من العميد بدء تنظيم العلاقة بين الاعلام الرياضي والاندية قبل المراكز الاعلامية من خلال نادي الاتحاد والذي اسس لجنة اعلامية حيث كلف عضو شرفه عدنان جستنيه بالاشراف عليها، يقول جستنيه عن هذه التجربة «وضع نادي الاتحاد اللبنة الاساسية للتعامل مع الاعلام، وكان الهدف من هذه اللجنة تدعيم الحضور الاعلامي لنادي الاتحاد والبحث عن سبل كفيلة بتعزيز علاقة الجمهور بالنادي من خلال وسائل الاعلام على اختلاف تنوعاتها وكنا نراعي الا يكون هناك تبعية في التعامل بين النادي والاعلاميين، وان يكون الانصاف والمساوة شعارنا للبحث عن علاقة مودة دائمة بين النادي ووسائل الاعلام المختلفه». واضاف: «من المهم ان تكون تجربة المراكز الاعلامية في الاندية تجربة ثرية خاصة وانها حاليا تتزامن مع انتشار الاقبال على وسائل الاتصال والاهتمام المتزايد بمواقع التواصل الاجتماعي، واعتقد انه لا بد ان يكون المركز الاعلامي للنادي حصنا منيعا للدفاع عنه، وللاسف غالبية رؤساء الاندية يقومون بإبعاد المراكز الاعلامية لانديتهم عن دورها الحقيقي، حيث يتصدون لوسائل الاعلام، فيما يقتصر دور المراكز على اصدار البيانات حول المستجدات التي تحصل في النادي او يتعرض لها، وهذا الامر غير منطقي، فلا يمكن حصر مسؤوليات المركز فقط على اصدار البيانات، اذ ينبغي ان يكون له دور في الاعداد والتنسيق في كل ما يخص مهام وسائل الاعلام مع النادي من اجراء المقابلات الصحافية ورصد الاخبار وتحريرها وتوزيعها على الصحف والاجهزة الاعلامية المتنوعة، والاهم ان يقوم المركز بتأسيس كمية من الفعاليات الداخلية في مقرات الاندية لزيادة العلاقات بين افراد النادي والعاملين فيه والمتعاملين معه من الجمهور، والاهم من ذلك توفير المعلومات التثقيفية لاعضاء النادي في كل ما يخص الرياضات التي يقومون بممارستها تحت لواء ناديهم». نبذ التعصب من جهته علق الاعلامي مدني رحيمي على جانب آخر حيث قال: «دور المراكز الاعلامية في الاندية هام وحيوي فوجودها ليس من اجل (البريستيج) وليس لأن الاتحادات الاقليمية والقارية تطالب بتوفير الاندية لهذه المراكز، فهي تعمل على تعزيز الحضور الاعلامي للنادي، ولا بد ان يكون هذا الامر من خلال رؤية اعلامية ثاقبة ولذا لا بد ان تحرص الاندية على استقطاب الاسماء الاعلامية المميزة والمعتدلة في طرحها والابتعاد عن احضار الاعلامي الذي يميل للنادي لمجرد ارضائه فقط دون الاهتمام بالاستعانة باصحاب الكفاءات والقدرات الاعلامية القابلة للتطوير، واضاف: «من الضروري ان تعمل المراكز الاعلامية على نبذ التعصب الكروي فللأسف بعض المكلفين بادارة هذه المراكز يقومون بالظهور الاعلامي على نهج منبوذ حيث تكون تصريحاتهم مهيجة للجماهير وتزيد من حدة آفة التعصب والتي تعاني منها الاندية، التي لا بد من اقصائها من خلال هذه المراكز والتي يجب ان تعمل بشكل يقرب القلوب بين الجماهير من جانب والنادي من جانب آخر، وكذلك لا بد من العمل على تقديم صورة اعلامية مميزة للنادي في وسائل الاعلام المختلفة» وختم حديثه بقوله: «من الضروري ان تستفيد الاندية المحلية من تجارب الاندية الاعلامية في المراكز الاعلامية، وان تكون طواقم العمل فيها على دراية بكافة الاساليب المتطورة في التعامل مع الاعلام والجمهور من خلال اعطائهم للدورات التأهيلية التي تساعد على اكتسابهم للمعارف والمعلومات التي تحسن من اداء عملهم وتجعلهم قادرين على ابراز شخصية الاندية الاعلامية بالصورة الحضارية». عمل بلا مصداقية من ناحيته اكد الكاتب والاعلامي محمد السراح ورئيس نادي التعاون السابق انه من الطبيعي ان تكون المراكز الاعلامية في أي ناد لها صوت في الوسائل الاعلامية بحيث تقوم باظهار وخدمة كل ما من شأنه ان يكون متوافقا مع مصلحة النادي بصفته كيان لا بد ان يكون ذا شخصية اعلامية مميزة، ومن الضروي ان تتجاوز مهام المراكز مسألة التفرغ لمتابعة الاخبار غير الصحيحة في وسائل الاعلام ومواقع التواصل، والعمل على نفيها وتكذيبها، فمهمته هي العمل على زيادة الوعي والتثقيف من خلال استخدام الاعلام ووسائله المتعددة ولا بد ان تعمل هذه المراكز دون تفضيل صحيفة او وسيلة اعلامية على اخرى، وهذا امر تقوم به بعض الاندية للاسف، واضاف: الاخبار التي تصدر من المراكز الاعلامية تقتصر فقط على كرة القدم وهذا خلل فاضح لا بد من معالجته، لان من مهام المركز العمل على نقل احداث وفعاليات النادي بمختلف الالعاب وان يكون ذلك بمصداقية تامة حتى لا تطمس الحقائق امام الجمهور وتكون هذه المراكز بمثابة المرآة الصادقة عن كل ما يحدث في اروقة الاندية». محاباة وقتية فيما كان للرئيس السابق لنادي الطائي خالد العجلان رأي مختلف حيث قال: «للاسف بعض المراكز تقوم بمحاباة بعض الصحف والقنوات الفضائية على حساب ناديها وجماهيرها، وهذه المحاباة بلا شك وقتية ومثل هذه المراكز هي في الحقيقة تعتبر ناقلة للخبر لانها تتحدث باسم الادارة وليس باسم كيان النادي، بل ان بعضها يعمل على تحسين صورة الرئيس وليس النادي الذي يقوم بإدراته، وللاسف مراكز الاعلام في الاندية بعيدة تمام البعد عن المهمة الاولى لها وهي الوصول لتطوير النادي من خلالها، كونها حلقة وصل بينه وبين فئات المجتمع، بل ان هذه المراكز اذا استطاعت ان تقوم بدورها الفعال سينتج عن ذلك زيادة شعبية وجماهيرية للنادي، وهذا لا يمنع تواجد بعض المراكز التي تقوم بدورها بشكل فعال وتعمل على تحسين آليات عملها بشكل واضح للجميع». واضاف: «لا بد ان تعي ادارة الاندية ان تعاملها مع الاعلام بحساسية مفرطة لن يساعدها على التقدم للامام، ولذا نلاحظ ان بعض الاندية تقوم بالاستعانة بعينة من الاعلاميين الذين لهم حظوة ولكنهم لا يخرجون بمعلومات هامة تشبع نهم القارئ، وهم بعملهم في الاندية يتناسون انهم اعلاميون قبل ان يكونوا من منسوبي الاندية، حيث تكون سياسة النادي هي المشرع لطرق عملهم ولنوعية تواصلهم مع وسائل الاعلام، ومن المهم ايضا ان يكون القائمون على المراكز الاعلامية على دراية تامة بسبل لم شمل الاعلاميين لمصلحة ناديهم دون تزييف للحقائق، وان يكون لديهم المامهم بمهام الصحفي، وان يكون لديهم الحرص على تلبية متطلبات الاعلاميين، والا يكونوا عائقا امامهم في اداء مهامهم».