شهدت المطاعم والمطابخ ارتفاعاً في الطلب عليها خلال أيام العيد، بسبب عزوف نساء كثيرات عن الطبخ خلال هذه الأيام، بعد نحو شهر كامل، لازمن فيه المطابخ، لإعداد الأطباق الرمضانية. فبعد تخبط طويل بين الأواني والزيوت، وتحضير الطعام في مواعيد محددة، قررت نساء عدم دخول المطابخ في أيام العيد، معتبرين أيامه"فترة استجمام وراحة"، وأخذ قسط وافر من النوم، وأيضاً التفرغ للزيارات واستقبال الضيوف، ويكون ذلك أفضل بكثير من المكوث في المطبخ لساعات طويلة، تلبية لطلبات الأسرة ورغباتها، وما يصاحب ذلك من حالات اكتئاب، إضافة إلى الملل والضجر. وتقول هدى سلمان:"العيد عيدان، فرحة وهروب من المطبخ، الذي لم أخرج يوماً واحداً منه طوال رمضان، وكل يوم أفكر في طبخة جديدة، وهذا يأخذ وقتاً طويلاً، لذلك جعلنا العيد فترة راحة، وتوجهنا للمأكولات الجاهزة". وتعرب سميرة عبدالله عن اشتياقها للأواني، ولهفتها بعد الانقطاع خلال أيام العيد. وتقول:"أضحك عندما أطل على المطبخ ليلاً أو خلال ساعات النهار". وتجد أن ما يثير الانتباه وجود مجموعة كبيرة من النساء في كل عيد، يهجرن المطبخ، وكأنه عبء، وأصبحت عادة تتسرب إلى من كانت تلتزم بالطبخ، وتحضير الأطباق خلال أيام العيد. وتوضح أن"النساء اللاتي تربطهن علاقة صداقة يعرفن ذلك، وكأنها عدوى مرضية تنتقل بينهن". وغالباً ما تكون إجازة العيد إجازة من المطبخ أيضاً، وتلجأ عوائل إلى المطاعم والمأكولات الجاهزة، وهذا ما يبدو واضحاً عند حاويات القمامة التي أصبحت كالتلال تزينها أسماء المطاعم، وينعكس ذلك على سهولة التنظيف في البيوت، فلا توجد أطباق كثيرة تحتاج إلى الغسل، وكذلك تخف أعباء الخادمات من غسل الأواني، ويتولين مهاماً أخرى قد تكون أصعب من الغسيل. وتبدي منى الغامدي فرحتها بالعيد، ولكن تبقى لترك المطبخ نكهة خاصة وسمة مميزة، تكون ذات طابع غريب بعد طول عناء ومشقة. وتقول:"انتهت قوائم الأطباق وتكرار طبخها". وتشير إلى أنها، ومنذ أول أيام العيد، تطلب جميع الوجبات من المطعم، سواء وجبة الغداء أو العشاء. معتبرة ذلك"أمراً طبيعياً". وتضيف"تكون الإجازة من التعب والطبخ ثلاثة أيام مقابل شهر كامل". ولكن الضحية الوحيدة في كل ذلك التوقف عن دخول المطبخ هو الرجل، خصوصاً الذي اعتاد المأكولات المنزلية. وأعرب بعضهم عن أسفه لهذا التوجه. ويقول أمجد الصديق:"تعبنا وتعبت بطوننا من الأكل الجاهز، والمفاجأة تتجدد كل عام، حيث يتم تعليق الطبخ طوال فترة العيد، ما يضطرنا إلى السكوت من دون إبداء رأي". ويشيد بنساء من أقاربه، يلتزمن النهج نفسه من دون تغيير، ويقمن بإعداد الأطباق خلال أيام العيد، وهذا ما يثير الغيظ في نفسه. ويضيف:"عندما أسمع أزواجهن يتحدثون عن الطبخ المنزلي بتلذذ، أشعر بالغيرة والغيظ".