تشتعل في نفس المسلم رغبة جامحة لأداء عمرة رمضان، التي تعدل حجة مع الرسول عليه الصلاة والسلام، كما جاء في الحديث النبوي الشريف. ولا يعد مبالغة أن مكةالمكرمة تستقبل طوال هذا الشهر أكثر من عشرة ملايين معتمر، جاؤوا من كل فج عميق لأداء العمرة والصلاة والدعاء. ويكتظ المسجد الحرام في مكةالمكرمة بأكثر من 500 ألف معتمر يومياً، ويصل هذا العدد في العشر الأواخر من رمضان إلى مليون وأكثر، هذا غير عدد المصلين الذين يتخطون سقف المليونين. في هذا المسجد، يكتسي الناس بالبياض ويعلو محياهم الخشوع والطمأنينة، وترصد كاميرات المسجد دموعاً تنهمر وقلوباً تنتحب في الصلاة. الكل يؤدي العبادة ذاتها، ولكن المشاعر والشعور تختلف من شخص الى آخر. كل هذه الروحانية والطمأنينة التي تحف رؤوس أكثر من مليوني معتمر ومصلٍ، لن تكونا ما لم تكن هنالك أعين تحرس وأيد تنظم وأرجل تقف ساعات، وهو ما يقوم به أفراد قوات أمن الحرم الذين ينتشرون في ساحة الحرم وباحاته الخارجية، وفي كل الأنحاء على مدار اليوم والليلة. ويؤكد قائد قوات أمن الحرم المكي اللواء يوسف مطر في تصريح إلى"الحياة، أن أفراده لا يألون جهداً في تقديم العون والمساعدة للمعتمرين وزوار بيت الله، ويلخص مهامهم في تنظيم استقبال المعتمرين والإشراف عليهم والعمل على منع تدافعهم أثناء الدخول والخروج, وتنظيم حركة السير على المشايات المخصصة، وعدم السماح للمعتمرين بالمشي في غير المواقع المخصصة، الى جانب تقديم الخدمة للمرضى بالتنسيق مع فرق الدفاع المدني والهلال الأحمر. ويقول مطر:"إن أكثر من 1500 عسكري من إأراد الأمن العام ممن يقومون على خدمة المعتمرين خلال شهر رمضان، يتلقون التدريبات اللازمة والمحاضرات قبل دخول الشهر بوقت كاف، لمعرفة طرق التعامل مع الزوار والمعتمرين، وتشتمل التدريبات على دراسة خرائط ومخطط أبواب وأروقة الحرم المكي، إضافة الى الدروس التطبيقية والميدانية."وأضاف مطر:"ان موسم العمرة لهذا العام لم يشهد تسجيل أي حادثة على رغم التجمع الكبير الذي تشهده الأيام الأخيرة لشهر رمضان". وعلى مداخل المسجد الحرام وبواباته ينتشر أكثر من 100 موظف من أبناء مكة المخلصين ما بين حراس ومراقبين ومطوفين يعملون على مدار الساعة بكل أريحية لخدمة زوار المسجد ومعتمريه. ومن الخدمات التي حرصت إدارة المسجد المكي على تقديمها للزوار هواتف الإفتاء الفوري التي وضعت على جدران الحرم بحيث يتمكن المعتمر من طرح سؤاله عبر الهاتف ليجد الجواب الشرعي من أحد المشايخ الذين يوجدون على الطرف الآخر من الخط الساخن على مدار الأربع وعشرين ساعة.