تمكن الكوميديان السعوديان ناصر القصبي وعبدالله السدحان من رصد حالات تحاكي الواقعية، حول تصرفات بعض الدخلاء على الدين، ممن اساؤا استغلال مظاهر التدين والصلاح في خداع الأبرياء من جانب، وتشويه صورة المتدينين الصادقين الذين يشكلون الغالبية من جانب آخر. ومع أن مفتي عام السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ سبق"طاش"إلى التحذير من الفئة التي"تغري الناس بمظاهرها، فيما لا تنطوي حقائقهم إلا على الشر، وأكل أموال الناس بالباطل"، إلا أن العلماء والدعاة في السعودية يجدون في"طاش""تهكماً بالدين والمظاهر الإسلامية، يجعلهم يتخذون منه موقفاً صارماً، دفع الهيئة الدائمة للإفتاء قبل نحو عامين إلى تحريم مشاهدته، وتحذير ممثليه من غضب الله"، كما يعبر داعية سعودي، فضل عدم الكشف عن اسمه. وإذا ما تجاوزنا الجدل حول نظرة العلماء إلى مسلسل طاش في حلقاته الماضية، ورأي القصبي وصديقه في تلك الآراء التي قد يرونها ليست منصفة من جانبهم، فإن ما أضحى نقطة اتفاق بين المشايخ السعوديين وغيرهم من أفراد المجتمع هو"نبذ أي فئة تتخذ الدين وسيلة لأكل أموال الناس بالباطل، أو الحماسة والغيرة ذريعة للإرهاب وقتل الأنفس الذي حرمه الله إلا بالحق". لكن هذه الفئة لا ترى أيضاً كل النقد الذي يوجهه أبطال"طاش"للمتدينين والمجتمع واقعياً، وإن دافع عنها مثقفون وأنصار للدراما والكوميديا محلياً وعالمياً، ناهيك عن التجريح الذي قلما تخلو منه أي حلقة في"طاش"، بغض النظر عمن يشقى بها أو يسعد. جدل قريب لم تبشر حلقة"طاش"الخامسة"وشو من لحية"بخير تألق. فمن بدايتها كانت أشبه بالحلقات الماضية التي كادت تعلن احتضار"طاش"، فحتى حلقة"السهم الملتهب"التي عول عليها منتجو البرنامج الكثير لم تكن أكثر من تصوير واقعي مع قليل من المبالغة. لكن لعل الحلقة الخامسة التي عُرضت أمس وتحديداً بعد ظهور مساعد ناصر القصبي ملتحياً - لأن الطبيب طلب منه ذلك بسبب الحساسية، وبثوب قصير، أعلنت عن أن إثارة وجرأة ينتظرها المشاهدون من القصبي والسدحان في كل حلقات"طاش"، موجودة في هذه الحلقة. لتبدأ بعدها أحداث ربما تنبئ بجدل سيثور في الأيام القليلة المقبلة وتذكر بحلقات مميزة في أجزاء"طاش"الماضية ك"واتعليماه"، و"المحرم"، وغيرهما. مساعد الذي تحول بالصدفة إلى ملتح ويلبس الثوب القصير تفاجأ بمعاملة المجتمع، الصغير والكبير، بل وكسب التصدر في المجلس والعناية والدعاء والابتسامة من كل الذين يقابلونه. ليضيف بعد ذلك كله إلى المظاهر دهنَ العود الذي اشتراه من عامل هندي عبدالله السدحان في مقهى يرتاده. وكان دهن العود هذا سر النجاح، ومن بيعه على زملائه في مكان عمله، إلى افتتاح محال ليملك مساعد شركة ويصبح تاجر عود، ومن ثم عقارياً يعلن عن مساهمة جمع منها 70 مليون ريال، ويطير بها إلى خارج البلاد. حاول صانعو العمل أن يخففوا من حدة نقدهم، ويبينوا أن ليس كل من التحى وقصر ثوبه يُشبه مساعد وساعده الأيمن عبدالإله السناني، فظهرت شخصية أخرى ثانوية تلطف حدة النقد مشعل المطيري. ويقول المطيري الذي لعب دور الشاب الملتزم أو الوجه الآخر للشخصيتين اللتين مثلهما القصبي والسناني:"الواضح أن منتجي العمل - السدحان والقصبي - كانا حريصين على الشخصية، واعتبراها مهمة وضرورية، وحساسة ومحورية في الحلقة على رغم أنها تظهر في مشهدين فقط. وسبب هذا الاهتمام بهذه الشخصية، ضرورة حضور الوجه الإيجابي وعدم تشويه صورة الملتحين، وبالتالي توازن الطرح في الحلقة". ويضيف المطيري الذي يلعب دور البطولة في مسلسل"الحور العين":"إن حلقات طاش تحاول محاكاة الواقع وليس التقليل من شأن فئة أمام فئة، وربما كان ذلك في معظم المسلسلات والبرامج الجريئة، ويجب ألا نتسرع في إطلاق الأحكام".