تدب الحركة النشطة من جديد في شارع "عكاظ" في الطائف، ويستعيد شعبيته بين الأهالي خلال شهر رمضان المبارك، إذ تقصده يومياً مئات السيارات ويزدحم بالمارة والمتسوقين، خصوصاً في وقت الذروة التي عادة ما تكون بعد صلاة العصر الى وقت الغروب. ويجد الصائم في شارع عكاظ الذي استمد اسمه من سوق عكاظ الشعري الجاهلي ويتفرع من شارع خالد بن الوليد بمسار واحد جميع حاجات مائدة الإفطار، مع تناثر المطاعم ومحال الحلويات وبسطات المأكولات الشعبية على جنبات الشارع وازدياد عدد الباعة الجائلون الذين يسوقون المأكولات والمشروبات الرمضانية. ولا يقف الأمر عند التسوق بل يتعدى ذلك إلى الاستمتاع بمشاهدة التجمعات الشبابية التي تشكل المحور الرئيس لتميز الشارع ونشاط الحركة التجارية فيه، وهي تتجاذب أطراف الحديث وتراقب أرتال السيارات المارة والحركة الدؤوبة في الموقع، ولا تخلو هذه التجمعات من المشاجرات وأصوات أبواق السيارات المرتفعة. في شارع عكاظ يصطف الصائمون أمام المطاعم ومحال الفول والتميس والسوبيا الشهيرة لاستكمال نواقص المائدة التي يتوجب الحصول عليها من خارج المنزل، وترتفع نسبة تشغيل المطاعم والمحال بشكل ملحوظ، ويجد فيه أصحاب البسطات موقعاً مميزاً لترويج بضائعهم من المأكولات الشعبية والفواكه والتمور. ويعتقد الشبان في الطائف أن المرور على شارع عكاظ قبل الإفطار أصبح عادة يومية محببة يستطيع من خلالها الصائم قضاء ساعة أو نصف الساعة لشراء لوازمه من المأكولات والمشروبات، والاستمتاع في الوقت نفسه بمشاهدة التجمعات البشرية التي تعبّر بكل تلقائية عن سلوكياتها قبل ساعات الإفطار، ويعتبر عدد منهم الشارع ملتقى الأصدقاء الذين غالباً ما تجمعهم الصدفة وخصوصية الشهر الكريم. وفيما يشارك رجال الأمن بشكل مكثف في تنظيم حركة السير خلال ساعات ما قبل الإفطار التي تشهد تدفقاً بشرياً لا يرى إلا في شهر رمضان المبارك، تشارك الجهات الحكومية ممثلة في البلدية وفرع وزارة التجارة في تشديد الرقابة على هذا الشارع وما يروج فيه من مأكولات ومشروبات، وذلك من خلال فرق تنفذ جولاتها اليومية للوقوف على مدى صلاحية المواد المقدمة والتزام الباعة بالاشتراطات الصحية والبلدية، ويحدث أن تضبط مواد غذائية منتهية الصلاحية على هذا الشارع الذي يحتوي كل شيء في رمضان بما في ذلك"أخلاق"الصائمين.