أعرف الجهود الكبيرة التي يبذلها رجال المرور، خصوصاً في الأحساء، في سبيل ضبط نظام السير، في شوارع غير مهيأة لخدمة طوفان السيارات الحالي، لكن من حقنا أن نقول ونصف المشكلة الكبيرة التي وقعنا فيها، ونحن نستخدم مركباتنا لإمضاء عدد من الرحلات اليومية، وسط جيش من الصغار وكبار السن والعمّال وسائقي العوائل وسيارات المطاعم، وربما قريباً الصبايا إذا سمح لهن بقيادة السيارات.لا يكاد يمر يوم إلاّ ومنظر انتهاك حرمة إشارة ضوئية يقع تحت مرأى ومشهد من الناس، بل يتكرر المشهد أمام ناظريك في اليوم أحياناً مرات عدة، ولا وجود لكاميرات خفية ولا رجال مرور سريين كما بالمناطق والمحافظات الأخرى. أعرف أن الإشارات الضوئية عندنا كثيرة لدرجة أننا سندخل موسوعة غينيس في المدينة الأكثر إشارات ضوئية بالنسبة إلى سكانها ومساحتها، وبشعار إشارة لكل سائق وعابر، وإذا قادت النساء فربما يضعون في التقاطعات مخترعاً جديداً سيسمونه المؤشّر الضوئي، فالشباب لهم الإشارة الصفراء والصبايا لهن المؤشّر الفوشي! لكن كثرة الإشارات الضوئية ليست مبرراً لانتهاكها وانتهاك حرمتها التي قررها علماء الشرع، وللأسف أن هذه الإشارات على رغم كثرتها تفتقر للمزايا الحديثة للإشارات، مثل وجود العداد الزمني والحساسات الذكية لأسبقية الوصول، ويعيبها كذلك كثرة تعطلها، خصوصاً في أيام الأمطار وضعف التنسيق بينها في زمن وصول المركبات. ونظرة منك إلى قائدي السيارات التي من حولك تكفي لتشعر بالغربة والشيخوخة بين مجموعة السيارات المحيطة بك، يقودها صغار لا يكاد أحدهم يصل بقدمه لدوّاسة البنزين، وتتساءل هل كل هؤلاء يحملون رخص سير؟! نحتاج للمصارحة، هل الأطفال مسموح لهم بقيادة السيارة ؟ فيكون ذلك عاماً للناس ليس لأحد من دون أحد، أو أن النظام لا يسمح به فيُتابَع الصغار عند المدارس وعند الإشارات ونقاط التفتيش، ويقال لهم بكل صرامة:"يا شاطر لسّه بدري عليك"! ناهيك عن مشكلات التفحيط والسرعة الزائدة واستخدام الطرق الفرعية والسكك كحلبات سباق، ورفع أصوات المسجلات، وإزعاج المارة بأبواق السيارة والمسيرات الكبيرة والعديد من المخالفات المرورية المتكررة من صغار السن بالذات ومن في حكمهم. لإيجاد حل لا بد من التعاون بين المرور وكل المؤسسات الحكومية والأهلية في نشر ثقافة قيادة المركبات بطريقة تحمينا وتقلل من الحوادث المرورية الكثيرة التي نشاهدها هنا وهناك، وعدم الاعتماد على الغرامات طريقة وحيدة في معاقبة المخالفين، بل تُرسل نسخة من محضر المخالفة إلى مدرسة الطالب، أو إدارة الموظف، وأقترح اختيار مجموعة من المتعاونين يعملون للإبلاغ عن المخالفات ليحاسب مرتكبيها بعد ذلك، وأقترح أيضاً إلحاق المخالفين بدورات تأهيلية في السلوك الصحيح لقيادة السيارات، كأسلوب تهذيبي يتم العمل به في الغرب ربما ينجح هنا. [email protected]