يعتبر كثيرون شهر رمضان بمثابة شهر الولائم التي تختلف عاداتها الرمضانية من مدينة إلى أخرى، منها ما اندثر مع مرور السنين، ومنها تلك التي مازالت تمارس عند فئات اجتماعية عدة. من تلك العادات القديمة للولائم في شهر رمضان، تنظيم وليمة كاملة تبدأ من وجبة الإفطار وتمتد إلى وجبة السحور، وتعتبر الوليمة يوماً كاملاً إذ عندما يدعى الضيف إلى وليمة إفطار في شهر رمضان كان يعرف أن الوليمة هي إفطار أول بعد الأذان وإفطار ثان بعد الانتهاء من صلاة المغرب، ثم ينصرف المدعوون ويعودون في ساعة متأخرة من الليل لتناول وجبة السحور. يقول عبداللطيف علي 45 عاماً"منذ أن وعيت على الدنيا وهذا العرف موجود عند قبيلتي، ولا يزال كثير من الأقارب متمسكين به، إذ أن الداعي يدعو الضيوف في يوم من أيام شهر رمضان، ويكون هذا اليوم كاملاً يتضمن الوجبات الثلاث عنده". وأضاف يقدم الداعي في ذلك اليوم ثلاث وجبات"الإفطار الأول والثاني إضافة إلى وجبة السحور في ساعة متأخرة"، مشيراً إلى أن بيت الداعي يظل مفتوحاً طوال ذلك اليوم، ويقدم لضيوفه المشروبات الساخنة من القهوة والشاهي والمشروبات الباردة كالعصيرات بأنواعها وينتهي ذلك اليوم بانتهاء تناول وجبة السحور. وأشار عبداللطيف إلى وجود فرق بين الماضي والحاضر لجهة دعوات الإفطار الجماعية إذ كان الجيران في الماضي يساعدون أهل الداعي في إعداد وجبات شهر رمضان، بخلاف الحاضر إذ أصبح الاعتماد مقتصراً على أهل البيت والخادمات، ما يسبب إرهاقاً لصاحب البيت وأهله في ذلك اليوم. ويرى عبدالله الشمري أن تلك العادة المتوارثة منذ القدم تقتصر حاضراً على عوائل محدودة، مشيراً إلى أن تلك التجمعات بين العائلات لها مذاق خاص في شهر رمضان، إذ تظهر قوة صلة الرحم بين الناس، إضافة إلى ما تضمه المجالس من مزاح وأحاديث متنوعة يحصل أثناء الاجتماع ويولد روح الترابط بين أفراد العائلة الواحدة. وأشار الشمري إلى أنه في السابق كان الجيران والعائلات يجلبون معهم أكلات معينة تساعد أهل الداعي لكي تقلل من كلفة الوليمة عليه، بعكس ما يحصل الآن، إذ أن صاحب الدعوة يتكفل بالوليمة كاملة، ما يسبب إرهاقاً مادياً كبيراً له. وأضاف أن تلك العادة اندثرت وانشغالات الناس كثيرة، إذ لا يكاد يستطيع أحد أن يفرغ نفسه يوماً كاملاً للحضور إلى وليمة تمتد من موعد الإفطار إلى موعد السحور.