توصلت "الحياة" إلى حقائق جديدة، ربما تنهي الجدل في قصة المعلم الذي تداول المجتمع السعودي، إلكترونياً وإعلامياً، مقطع فيديو له وهو يضرب أحد الطلاب بسلك كهربائي بصورة قاسية. وبحسب الحقائق التي كشف عنها المعلم، الذي تحتفظ"الحياة"باسمه بالكامل والمدرسة التي يعمل فيها، فإن الحادثة وقعت في مدرسة ابتدائية في إحدى محافظات منطقة مكةالمكرمة، منذ عام ونصف العام تقريباً، وانتهت بصلح ودي بين المعلم وولي أمر الطالب. وقال المعلم الذي تنشر الصحيفة اسمه بالرموز الأولى م.أ.ب في حديث خصها به:"إن الطالب هو ابن زميل لي في المدرسة التي نعمل فيها سوياً، إذ يشغل والده وظيفة عامل في المدرسة نفسها، وتربطني به علاقة صداقة قوية منذ أعوام عدة". وسألت"الحياة"المعلم عن سبب ضربه الطالب بقسوة، أثارت استفزاز مشاعر كل من شاهد مقطع الفيلم المصور، فأجاب:"إن الدافع وراء ضربي له بتلك القسوة كان الحرص على مصلحته، وتعديل سلوكه في حادثة علمت أنه ارتكبها للمرة الثانية". وعادت"الحياة"وسألت المعلم عن الجرم الذي يبرر به عقاب الطالب بتلك الصورة، فقال:"أعتذر عن عدم ذكرها". وأضاف:"عندما علمت أنه كرر الخطأ ثانية نسيت أني معلم، ووجدت نفسي أباً يعاقب ابنه"، على حد تعبيره. ومضى المعلم الذي شاهد بنفسه الفيلم المصور الذي أحدث ضجيجاً اجتماعياً وإعلامياً يقول:"تسبب نشر المشهد بغضب زميلي مني مرة أخرى، بعد مرور أكثر من عام ونصف العام على الحادثة، ما أجبرني على تقديم اعتذار جديد بسبب تكرار الذكرى". وأضاف:"اجتمعنا أنا وهو سوياً على مائدة طعام واحدة خلال اليومين الماضيين، ولا يوجد حالياً أي خلاف بيني وبينه، إذ اننا نلتقي معاً كل يوم". من جهته، أكد مصدر موثوق مقرب من إدارة المدرسة الابتدائية"أن أحد زملاء المعلم هو من صور المشهد بهاتفه الجوال في غرفة المدرسين، لكنه أزاله لاحقاً من هاتفه". وقال المصدر:"مقطع الفيلم المصور لم يتم تسريبه إلى العلن، لكن المواقع الالكترونية وأجهزة الهاتف الجوال تناقلته، بعد أن باع المعلم هاتفه لأحد الأشخاص في مدينة جدة، وغالب الظن أن الفيلم المصور سحب من ذاكرة الجهاز ووزع لاحقاً". من جهة أخرى، أعرب نائب وزير التربية والتعليم عن أسفه من تفاصيل الحادثة المنشورة أول من أمس، التي وصفها ب"المخزية"، وأكد أن الوزارة كلفت القطاعات المعنية فيها أمس بفتح تحقيق حول القضية. راجع ص3 وكانت القضية أحدثت خلال اليومين الماضيين ردود فعل واسعة في المجتمع السعودي، والوسطين التعليمي والتربوي، خصوصاً من المشرفين ومديري المدارس والمعلمين، إضافة إلى أولياء الأمور، إذ ان تعليمات وزارة التربية والتعليم في تعميمات صارمة سابقة، تؤكد منع الضرب في جميع مدارس البلاد. لكن الملاحظ أن تلك التعليمات لم تسن لوائح محددة تنظم معاقبة المعلمين المخالفين للقرار، إذ تصدر تلك العقوبات من اللجان المشكلة في إدارات التربية والتعليم في المناطق والمحافظات، للنظر في تلك المخالفات.