سجلت جرائم السرقة ارتفاعاً ملحوظاً في مدن وقرى المنطقة الشرقية خلال العام 2004، مقارنة بالأعوام السابقة. وشكلت جريمة السرقة هاجساً لدى الجهات الأمنية في المنطقة. وكانت حالات سرقة محتويات السيارات من أمام المساجد والمصارف هي الأكثر من حالات سرقة السيارات. واستطاعت شرطة المنطقة الحد من هذه الظاهرة، عن طريق حصر المساجد التي تكثر بلاغات سرقة السيارات من أمامها، والعمل على تكثيف الوجود الأمني في تلك المواقع. وقال مصدر أمني ل"الحياة": "ان غالبية السيارات التي تتعرض للسرقة يتركها أصحابها من دون إيقاف محركها، ما يغري بعضهم بسرقتها". وكانت مديرية الأمن العام قد أصدرت إحصائية عن حوادث السرقة في السعودية عام 2002 ذكرت فيها ان حوادث سرقة السيارات سجلت 22079 حادثة سرقة سيارات من بينها 3362 حادثة سرقة مقتنيات من داخلها. ويعتبر الرقم قفزة لافتة عن الرقم السابق المسجل في العام 2001 وهو 16367 حادث سرقة، ما يعني أن الزيادة بلغت 35 في المئة. واحتلت المنطقة الشرقية المركز الثالث بعد الرياض ومكة المكرمة على التوالي بواقع 779 حادثاً. وتعد حادثة الاعتداء التي نفذها لصان على 15 سيارة في شارع واحد في حي أحد في مخطط 71 في الدمام العام الماضي، من أشهر حوادث الاعتداء على السيارات في المنطقة. وتشير مصادر أمنية إلى ان الرغبة في "التفحيط" من أبرز أسباب السرقات التي رصدت في الأعوام الماضية. وتقول المصادر ان السرقات تزداد في أيام نهاية الأسبوع من قبل مراهقين يسطون على سيارات لبضع ساعات، كي يمارسوا بها "التفحيط"، ثم يتركونها في أحد الشوارع الفرعية. وتثير السيارات اليابانية شهوة المراهقين للسرقة، إذ تعتبر الأفضل في ممارسة "التفحيط". ويصبح الأمر أكثر خطورة مع احتمال استخدام السيارات المسروقة في جرائم جنائية، أو إرهابية، ما تكرر في أكثر من مدينة سعودية. لكن مدير شرطة المنطقة الشرقية اللواء عبدالعزيز عبدالله البعادي يعتقد أن جرائم السرقة في المنطقة لم تصل إلى مستوى الظاهرة، لاسيما ان الجهات الأمنية في المنطقة أوقفت عدداً من الجناة، بعضهم متلبس بالجريمة، والبعض الآخر أوقف لاحقاً بعد التحري والبحث. وأضاف: "غالباً ما يكون وراء تلك الجرائم أحداث". وأكد البعادي أن شرطة الشرقية لم تسجل أي حوادث سرقة كبيرة خلال الفترة الماضية، عدا حوادث يكون سببها إهمال صاحب السيارة، داعياً إلى "ضرورة التعاون مع رجال الأمن، والإبلاغ عما قد يسيء لأمنهم وأمن ممتلكاتهم". وفي المقابل، أرجع مواطنون ومقيمون تعرضوا للسرقة أسباب انتشار هذه الجريمة في المنطقة إلى ضعف الانتشار الأمني وقلة الدوريات الأمنية العاملة في الميدان، في حين عزاها بعضهم إلى الانتشار الكثيف للعمالة المخالفة. وتتلقى أقسام الشرطة في مدن ومحافظات المنطقة يومياً عدداً من البلاغات من مواطنين ومقيمين، تتنوع بين سرقة منزل أو سيارة أو محل تجاري. ويسرد بعض من تعرضوا لجرائم سرقة وقائع الجريمة، ومنهم محمد القحطاني الذي حطم اللصوص زجاج سيارته وسرقوا هاتفه الجوال من داخلها أثناء نزوله لشراء بعض المستلزمات من أحد المجمعات التجارية الكبرى في محافظة الخبر. ويقول: "فعلوا ذلك على رغم إحكامي إغلاق السيارة، وفتشوا ما بداخلها وسرقوا بعض مقتنياتي الشخصية". وتساءل عن سبب ضعف الوجود الأمني في مثل هذه الأماكن، على رغم أنها مواقع حيوية يزورها مئات الآلاف. أما صالح محمد البلوي من سكان مدينة الدمام فيتساءل عن ضعف الوجود الأمني، وبخاصة الدوريات الأمنية في الأحياء بعد تعرض سيارته للسرقة أثناء وقوفها أمام المنزل، وطالب المسؤولين بضرورة "تكثيف الدوريات داخل الأحياء، وعدم الاكتفاء بدورية واحدة داخل كل حي". ومن جهة أخرى، سجلت سرقات منازل ومحلات تجارية كثيرة، إذ يعمد لصوص إلى ارتكابها أثناء العطل الأسبوعية في ساعات متأخرة من الليل أو الصباح الباكر، بطرق مختلفة. وتعرضت شقة سعد الدوسري من سكان مدينة الظهران للسرقة أثناء مغادرته هو وأسرته إلى مدينة الرياض. وعمد الجناة إلى تكسير بعض التحف، وسرقة بعضها الآخر، كما سرقوا العديد من المقتنيات الشخصية.