تشهد سوق الأغنام في السعودية ارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار، يتزامن مع موسم الحج، حتى وصل سعر رأس الغنم من أنواع معينة إلى 1200 ريال في بعض المناطق، بينما كان حتى أسابيع قليلة مضت لا يتجاوز 400 ريال. وفي الرياض أكد تجار مواش، أن الأسعار ستشهد ارتفاعاً أكثر مع اقتراب عيد الأضحى، نظراً إلى إقبال الناس على ذبح الأضاحي، إضافة إلى ارتفاع أسعار الأعلاف بواقع 28 ريالاً لكيس الشعير الواحد. وقال أحد تجار المواشي غنام الغنام، إن استمرار ارتفاع أسعار الأعلاف، سيؤدي إلى وصول أسعار المواشي إلى مستويات أعلى من النسبة التي تشهدها السوق الآن، وتمثل 10 في المئة مقارنة بأسعارها الشهر الماضي. وطالب الغنام بفتح المجال للخراف التركية والسماح باستيرادها، لأن أسعارها غير مرتفعة، حيث يصل متوسط أسعارها إلى 400 ريال للرأس، وشدد على ضرورة نقل المواشي المستوردة في شاحنات سعودية إلى داخل البلاد بدلاً عن استخدام الشاحنات الأجنبية الآتية من الخارج. وعزا تاجر الأغنام محسن الدوسري ارتفاع السوق في هذه الآونة إلى حلول موسم الأمطار, الذي ? بحسب وصفه- ساعد في تصاعد الأسعار، مؤكداً في الوقت نفسه أن الشروط التي وضعتها وزارة التجارة لنقل مواشي الجنوب لم تؤثر على سعر السوق في الرياض. وأشار أحد المستهلكين إلى أن سيطرة مجموعة من التجار على سوق المواشي وتحكمهم فيها، يعد عاملاً مساعداً على ارتفاع الأسعار. وفي سوق وادي الدواسر التي تعتبر من أكبر أسواق المواشي في السعودية، قفز السعر إلى 1250 ريالاً حسب النوع والحجم، واستقبل التجار طلبات شراء كميات كبيرة من الأغنام، استعداداً من الأسواق الأخرى لموسم الحج. وفي القصيم ارتفعت أسعار الخراف لتصل إلى 750 ريالاً مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، وقال البائع حماد المطيري، إن سبب ارتفاع الأسعار يعود إلى قلة المراعي الكافية وقلة الأمطار إضافة إلى حظر استيراد أنواع من الأغنام. وأضاف تاجر الأغنام عبد الله الحربي، أن الأسعار وصلت إلى 680-850 ريالاً وأن أكثر الخراف المطلوبة أيام الموسم هي النعيمي ثم النجدي والهرافي الصغيرة التي يصل سعرها إلى 480 ريالاً في حين أن سعرها الطبيعي 350 ريالاً فقط. وتوقع البائع السوداني هارون، أن تنخفض الأسعار بعد وصول الأغنام السورية إلى المنطقة. أما فهد الخضير، فيرى أن الباعة الأجانب هم الذين يتحكمون في الأسعار لوجودهم في السوق على مدار اليوم، بعكس البائع أو المالك السعودي. يذكر أن وزارة الزراعة أعلنت في وقت سابق، أن السعودية ستوقع مذكرة تفاهم بينها وبين الحكومة الأسترالية، تستأنف بموجبها تصدير المواشي الحية للبلاد، بعد اشتراط اختيار تلك المواشي من مناطق خالية من الأوبئة, إضافة إلى اصطحاب الشهادات البيطرية المؤكدة خلوها من الأمراض. وفي مدينة الدمام يعيش باعة في سوق المواشي فترة ترقب في انتظار موسم الذروة مع اقتراب عيد الأضحى. ويقدر باعة في السوق ل "الحياة" عدد رؤوس المواشي المطروحة للبيع فيه بنحو 12 ألف رأس، بيد ان هذا العدد مرشح للارتفاع خلال يوم الذروة وقفة عرفات، ليصل إلى 50 ألف رأس. ويقول البائع سلطان الغامدي ان "السوق يبدأ في التحرك مع مطلع شهر ذي القعدة، وتنشط المبيعات تدريجاً". ويقدر عدد ما يباع الآن بنحو 1000 رأس يومياً. لكنه يؤكد أن "المبيعات تصل إلى 40 ألف رأس في يوم الوقفة"، ما يرجعه الغامدي إلى زيادة إقبال الجميع على الشراء، "فالمواطن أو المقيم يبحثان عن أضحية، وكذلك المطاعم التي تشهد نشاطاً محموماً في فترات الأعياد". ولا تتوقف الحركة بعد يوم العيد، إذ يتواصل إقبال محدودي الدخل. ويقول سعود سلطان: "يؤجل بعض المواطنين والمقيمين شراء الأضاحي، في انتظار هبوط الأسعار. وهو ما يحدث فعلاً، فالباعة يخشون من تكدس المواشي لديهم، فيضطرون إلى تخفيض الأسعار، خصوصاً في ثالث أيام العيد". ويدخل سوق المواشي بعد أيام العيد الثلاثة فترة ركود، يصفها الباعة بأنها "الفترة الميتة". ويقول البائع فيصل عبدالرحمن: "خلال أيام العيد يقبل الناس على أكل اللحوم، ويجمعون كميات كبيرة منها في ثلاجاتهم. فيتجهون بعد العيد إلى استهلاك الدجاج والأسماك". غير ان السوق يعود إلى الانتعاش مرة أخرى، وان كان ذلك بصورة أقل نسبياً، مع حلول مواسم الأعراس والإجازات المدرسية. وتفضل غالبية المشترين الخروف النعيمي البلدي الذي يصل سعره خلال أيام العيد إلى نحو 750 ريالاً، في حين لا يتجاوز سعره الآن 600 ريال. لكن آخرين يفضلون التضحية بالخروف "النجدي" الذي يتراوح سعره حينها بين 1000 و1200 ريال، ويقبل أهالي المنطقة الوسطى من المملكة على شرائه، ويفضلونه لكثرة اللحم فيه، إذ يصل وزن لحمه الصافي إلى 60 كيلوجراماً، ما يعادل ضعف صافي اللحم تقريباً في الخروف النعيمي. ولا يجلب التجار "النجدي" إلى السوق سوى قبيل يوم الأضحية، لذا فهو غير متوفر حالياً. ويصل سعر الموجود منه إلى 700 ريال. ويفضل سكان المنطقة الغربية الخروف من نوع "الحري" الذي يكثر تواجده في محافظة الطائف، ويصل سعره الآن إلى نحو 550 ريالاً، ليرتفع خلال أيام العيد إلى ما بين 600 و650 ريالاً. اما سكان جنوب المملكة المقيمون في المنطقة الشرقية، فيفضلون التيوس التهامية التي يصل سعرها خلال أيام العيد إلى 1000 ريال. ولا تتوافر التيوس التهامية الآن في السوق، ولا تجلب إليه إلا قبيل العيد، فهي تصاب بالأمراض مع تدني درجات الحرارة. ويختلف المقيمون الذين يفضلون ان تكون أضحيتهم من نوع الخراف "السواكني" التي تستورد من السودان، ويبلغ سعرها الآن 400 ريال، ترتفع في أيام العيد إلى 600 ريال. ويرصد الباعة ندرة في الإقبال على الإبل والأبقار خلال أيام العيد، فلا يتجاوز سعر رأس الإبل 2000 ريال، أما الحاشي فيصل سعره إلى 1500 ريال. ويترواح سعر رأس البقر بين 2000 و3500 ريال، ويتحكم الحجم في السعر. ويفضل معظم الباعة في سوق الدمام تصدير إبلهم وأبقارهم إلى مكةالمكرمة خلال أيام العيد، نظراً إلى إقبال الحجاج عليها، إذ يتشارك نحو سبعة حجاج في الرأس الواحد، ليوفروا قيمة رأس غنم لكل واحد منهم. وتفضل المطاعم التيوس "العراضي"، التي تأتي من سورية، ويصل سعرها أيام العيد إلى 330 ريالاً، وأسعارها ثابتة طوال العام. ولا يقبل الراغبون بذبح الأضاحي على التيوس العارضية، فسنها الصغير يجعلها غير متوافقة مع شروط الأضحية. ويعتمد غالبية مشتري خروف الأضحية على البائع في عملية الاختيار. ويقول البائع سلمان محمد: "للأضحية شروط لابد ان تتوافر فيها، ولأن المشترين عادة لا يعرفون هذه الشروط، فانهم يحملون البائع مسؤولية الاختيار وانطباق الشروط على الأضحية المشتراة".