تحدث الكثير من المراقبين والمتابعين لمسيرة المنتخب السعودي الأول، عن الكثير من الأمور التي أثرت وبسلبية على برامج وخطط الاتحاد السعودي، واتفق الجميع أن أهم هذه النقاط، هو الرضوخ للضغوط الجماهيرية والإعلامية على خلفية الخروج المحزن من نهائيات كأس العالم 2002، وما صاحبه من نتائج مخيبة لمحبي "الأخضر". وقد اتخذ الاتحاد السعودي حينها خطوات تصحيحية، على رأسها التعاقد مع جهاز فني عالمي يشرف على بناء منتخب شاب جديد، يعقد عليه الأمل الكبير مستقبلاً، ويكون تجهيزه مدة أربع سنوات ليكون مهيئاً وبشكل لائق للمونديال القادم بألمانيا 2006. ولم يمض مع خطط المدرب الهولندي فاندرليم الكثير من الوقت، حتى تم إقالتة والعودة بالاستعانة بعناصر الخبرة لقيادة المنتخب في المشاركات الدولية. والسؤال الذي يفرض نفسه علينا كرياضيين، ما الاستراتيجية العلمية التي يتم بها إعداد منتخب شاب، في زمن قصير تكون مدته ثلاث إلى أربع سنوات، ويدخل هذا المنتخب معترك المنافسة القوية على المستوى العربي والآسيوي والعالمي؟ وفي تصوري أن إعداد منتخب بهذه المواصفات، يحتاج إلى عدة ركائز رئيسة، يأتي بطليعتها إعادة النظر في برمجة المسابقات السنية، وتفعيل دورها بشكل أفضل ليتناسب مع تطلعات المتابعين. ومن المؤكد أن اللاعب الموهوب والذي يفتقد للخبرة الميدانية، يحتاج إلى صقل هذه الموهبة بإعداد علمي ومدروس، وأن لا تستعجل النتائج سريعاً، بل المطلوب منح الثقة كاملة لهؤلاء الواعدين. وبما أن الكرة السعودية على مشارف الخوض في غمار التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2006، فلندع مسألة التجديد جانباً، ولندعم المدرب الأرجنتيتي كالديرون، ونمنحه الثقة الكاملة ليعمل بهدوء بعيداً عن الضغوط، ولتكون دورة الخليج الأخيرة بمرارتها دروساً مستفادة للجميع. وأمام اللجنة المشرفة الجديدة على المنتخبات السعودية مهمة شاقة، تبدأ بالتخطيط للتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2006، وكم أتمنى كذلك التخطيط منذ الآن لتصفيات كأس العالم لعام 2010. ولكي نطالب بتحقيق إنجازات متلاحقة للكرة السعودية، ونلحق بركب المنتخبات المتطورة فنياً وبدنياً فإن التساؤلات تدور حول: ? وجود مدارس كروية بجميع الأندية السعودية تهتم بالبراعم والناشئين، ويشرف عليها خبراء مختصون بصقل هذه المواهب. ? وجود خبير بالاتحاد السعودي يقدم البرمجة السليمة لجميع المسابقات السنية بمشاركة مدربي المنتخبات السنية. ? إعطاء مسابقة الأمير فيصل بن فهد تحت 23 عاماً استقلاليتها، ومنح اللاعبين الفرصة الكاملة للمشاركة بهذه البطولة واختصارها على لاعبي الأولمبي لتعم الفائدة على اللاعبين والأندية. ? تقليص وجود اللاعب الأجنبي في هذه المرحلة الحساسة للكرة السعودية ودراسة مدى الفائدة من وجوده. ? إعادة النظر في فقرات وبنود الاحتراف السعودي وتقويم المرحلة السابقة بعناية تامة وإجراء التعديلات الضرورية. وأخيراً بالنقد الهادف والبناء والطرح العقلاني البعيد عن التعصب والتشنج، وإستعجال النتائج ستتحقق للكرة السعودية مكاسب كبيرة، خصوصاً في ظل الدعم الكبير التي تجده الرياضة السعودية من القيادات الرياضية.