يتسابق مجموعة من الشباب على إيقاف عابري طريق خريص الخدمة المتاخم لمعارض النسيم للسيارات في الرياض بهدف شراء السيارات التي يتزايد عليها الطلب في سوق المعارض. ويقول نواف العوني 19 عاماً أحضر بعد صلاة العصر مباشرة وكلما نجحت في اقناع صاحب سيارة ببيعها، أذهب معه إلى معرض والدي الذي يدفع له الثمن المتفق عليه لنبيعها بعد ذلك بسعر أفضل. ويفعل صالح العتيبي 17عاماً الشيء نفسه إلا أنه يستأثر وحده بالربح المتحقق، ويقول أذهب مع صاحب السيارة للمعرض حيث يدفع والدي السعر وبعد ذلك أقوم ببيعها في الحراج، والمكسب يكون لي وحدي، ويأخذ والدي فقط سعي المعرض. وعن المبالغ التي أكتسبها من هذه المهنة التي يمارسها منذ عام ونصف العام اكتفى العتيبي بقوله "اذكر الله". ومعظم الذين يمارسون هذا العمل هم من طلاب المرحلة الثانوية، ويلاحظ أنهم أثناء ممارسته يخفون وجوههم، وعن ذلك يقول العتيبي: "نخفي وجوهنا حتى لا يتعرف علينا زملاؤنا الطلاب أو المدرسون فيحرجوننا إما بالسخرية منا في المدرسة أو بطلب تأجيل الدفع إذا قدر لهم أن يكونوا من زبائننا. ويضيف العتيبي أن أسرته تفاخر بأنه إلى جانب عمله هذا متفوق في دراسته علماً أنه في الصف الأول الثانوي. ويقول ان هذا الثناء المستمر يجعلني اضاعف جهدي لأكون عند حسن الظن وأجد هذا عند جميع الشباب الذين يعملون معي فهم يقولون إن أهلهم يفتخرون بهم. وفي هذا السياق يقول أحمد المطيري 17عاماً: أقوم بتوقيف السيارات الجيدة وأقدر لها سعراً معيناً ثم أذهب مع صاحب السيارة إلى المعرض وبعد الشراء يقوم صاحب المعرض بإعطائي مكافأة تتراوح ما بين 300 - 500 ريال، ويصل دخلي الشهري إلى أكثر من ثلاثة آلاف ريال. وطبعاً صاحب المعرض أعمل معه منذ سنتين تقريباً وفرصة العمل كانت عن طريق "الواسطة"، والسبب الرئيس في عملنا على الشارع العام وتركنا لوسط السوق وقوته الشرائية هو الوجود الأجنبي فيه الذي جعلنا نهجره كشباب جدد ليس معنا رأس مال نعمل به في شكل حر.