تسبب الحفر الذي تنفذه شبكات الصرف الصحي، في بعض الأحياء في مدينة الرياض، في شل الحركة المرورية داخل تلك الأحياء، وحرمان السكان من إيقاف سياراتهم بالقرب من منازلهم، خصوصاً مع استغراق تنفيذ المشروع الواحد فترة زمنية طويلة. وعمدت أمانة الرياض إلى إغلاق الشوارع الفرعية والرئيسية، التي يمر بها مشروع الحفريات، ما تسبب في وقوع حوادث مرورية نتيجة عدم وجود يافطات تشير إلى أماكن الحفريات، في الكثير من الشوارع الفرعية خصوصاً والعامة في بعض الأحيان، مما تسبب في العديد من المشاكل كما يقول الأهالي. وقال أبو علي القحطاني، إن الحفريات التي تمر أمام منزله لم تخلف سوى المشاكل والحوادث المرورية، منذ أن بدأ العمل في المشروع قبل نحو عام في مختلف أنحاء الرياض. وأضاف أن إغلاق الشوارع الفرعية بالتحديد، جعلنا نركن سياراتنا لمسافات بعيدة عن منازلنا، بل في بعض الأحيان لا يستطيع كبار السن عبور السقالات للوصول إلى منازلهم. وأشار إلى أنه قبل نحو أسبوعين، سقطت طفلة تبلغ الرابعة من العمر في إحدى الحفر، فأغمي عليها داخل الحفرة لمدة عشر دقائق إلى أن وجدها شقيقها وأخرجها، ومن ثم قدمت لها الإسعافات الأولية. أما عبد الله الجهني فيقول، إن الحفريات أزعجتنا كثيراً من دون أن نرى إنجازاً سريعاً لهذا المشروع. ويلاحظ أن العمال يحفرون الأرض لمسافة مترين أو أكثر ثم ينصرفون، مما سبب الكثير من المشاكل في المنطقة، إضافة إلى أننا أصبحنا لا نستطيع التنقل في سهولة من مكان إلى آخر. وأضاف الجهني:"في الشارع الرئيسي المقابل لمنازلنا، وقعت حوادث عدة للسيارات، أذكر منها وقوع سيارة"جيب لكزس"في حفرة كبيرة جداً، حتى أنها كانت لا ترى إلا عند الاقتراب من الحفرة لضخامتها واتساعها، والمزعج في الأمر، أن هذه الحفريات لا تحمل أي يافطات تدل على وجودها كي يتحاشاها الآخرون". بينما يقول عوض الفرحان ساخراً، إن معدات مشروع الصرف الصحي، الكبيرة منها والصغيرة، أصبحت إحدى الألعاب المسلية للأطفال، الذين يتسلقونها كل يوم من دون أن يمر عليها أحد من العمال، إذ إنهم لا يظهرون إلا ليوم واحد ويتغيبون لأيام عدة فكيف نأمن على أطفالنا وأسرنا في ظل هذا الإهمال على رغم أننا تفاءلنا كثيراً في البداية، وما زلنا، لولا وجود هذه الأخطاء التي أزعجتنا كثيراً، وحالت بيننا وبين منازلنا. وأضاف الفرحان، منذ أسابيع عدة، وأنا أركن سيارتي لمسافة تبعد عن منزلي لما يربو على المئتي متر أو أكثر، وهذا حال الكثير من الناس، بسبب إغلاق مداخل ومخارج العديد من الشوارع، لوجود الحفريات التي لا تبعد عن أبواب المنازل سوى أربعة أمتار، حيث يتفاوت عمق هذه الحفر من ثلاثة إلى ما يقارب الخمسة أمتار، ولا يوجد في الكثير من الحفريات معبر خاص للأطفال والعائلات، سوى أن تذهب إلى أول الشارع وتعود إلى سيارتك من جديد، وهكذا في العودة إلى المنزل.