شهدت مغاسل السيارات في مدن المنطقة الشرقية إقبالاً متزايداً، بعد الأمطار الغزيرة التي هطلت على المنطقة خلال الأيام الماضية. وفي المقابل اتهم عدد من زبائن المغاسل العاملين فيها باستغلال المناسبة، لرفع الأسعار الى ضعفين تقريباً. كما علقوا على استخدام بعض المغاسل زيوتاً محروقة في غسيل السيارات، خلافاً لقرارات أمانة مدينة الدمام. ويقول محمد الفرج:"فوجئت بالسعر المحدد في مقابل غسيل السيارة ولا سيما انهم تقاضوا مني قبل نحو أسبوعين 20 ريالاً نحو 5 دولارات، أما اليوم أمس الثلثاء فطلبوا مني 40 ريالاً 10.6 دولار. أما حسن العلي، فكانت شكواه من التأخير، ويقول"استغرق غسيل سيارتي أكثر من ثلاث ساعات ، فالزحام في المغسلة كان كبيراً". وعلى رغم الزحام الذي تشهده المغاسل، إلا أن روح المنافسة تبدو شديدة بينها. وتقدم بعض المغاسل خيارات عدة أمام الزبائن، فبعضها يقدم سعراً خاصاً لغسيل السيارة المتوسطة يصل إلى نحو 35 ريالاً نحو 10 دولارات، تضاف إليها 5 ريالات 1.3 دولار، إذا رغب الزبون في إضافة الزيت المحروق إلى الماء، أثناء غسيل السيارة، أما استخدام الزيت الجديد فيكلف صاحب السيارة 10 ريالات 2.6 دولار. وتقدم بعض المغاسل وسائل إغراءات أخرى لجذب الزبائن، مثل تنظيف السيارة بالزيت المحروق من دون أخذ أجر إضافي، أو استخدام الديزل الكيروسين في الغسيل، وهو ما يفضله كثير من أصحاب السيارات. وتجد المغاسل الاتوماتيكية إقبالاً أكبر من العادية، بسبب انخفاض اسعارها التي لا تتجاوز 15 ريالاً 4 دولارات، ويبقى السعر ثابتاً حتى بعد سقوط المطر. وتعتمد المغسلة الاتوماتيكية على الصابون بشكل رئيس، ولا تترك مخلفات من الزيوت، فالسيارة لا تنظف من الأسفل، كما هو الحال في المغاسل العادية. ويفضل جعفر السياقات تنظيف حافلته في هذه المغاسل. مبرراً ذلك بانخفاض السعر وجودة الغسيل وعدم الانتظار الطويل، ويضيف"لا أذهب الى المغسلة العادية إلا إذا أردت تربيط السيارة من الأسفل، حيث أطلب"تشحيمها"ووضع الزيت لحماية الأجزاء السفلية منها". ويعتقد أن المغسلة العادية تحول دون وقوع مشكلات فنية أسفل السيارة مثل التآكل، وهذا ما لا يوفره الغسيل الاتوماتيكي، التي يرى أنها تعطي تنظيفاً أفضل لواجهة السيارة وجوانبها. ولا تبدي بعض المغاسل، وخصوصاً العادية منها، اهتماماً كبيراً بالبيئة، فتضع الزيت المحروق الذي تحصل عليه من محلات تغيير الزيوت بأسعار مخفضة جداً، كما تقوم برمي مخلفاتها في الجوار. وتقع غالبية المغاسل قرب بساتين للنخيل التي يعاني أصحابها من"السموم التي ترمي بها المغاسل مع فائض الماء"على حد قول عيسى سالم، الذي لا يبعد بستانه عن إحدى المغاسل سوى أربعة أمتار. ويعتقد المهندس الزراعي محمد السعيد أن ضرراً بيئياً كبيراً لحق بالبساتين المجاورة لمغاسل السيارات، ويقول:"قضى التلوث على خصوبة التربة في هذه المزارع". وأضاف"أن تلوث التربة يكون عن طريق طمر النفايات الجامدة والسائلة"، مشيراً إلى أن الزيوت المحروقة تحوي سموماً ثقيلة تبقى في التربة عشرات السنين. وحذر من مضاعفات التلوث الخطرة على التربة، ومن أهمها انتشار الروائح الكريهة واشتعال النيران بسبب بكتيريا من نوع خاص تساعد على نشوب الحرائق، كما تشكل التربة الملوثة بيئة خصبة لظهور الحشرات، مثل الذباب والناموس والفئران وتكاثر الميكروبات التي تسبب الإصابة بالإسهال والكوليرا والتهاب الكبد الوبائي والتيتانوس والسل، والاضطرابات البصرية وانتشار جراثيم تصيب الماشية بالأمراض. ويطالب مصطفى الحمادي بضرورة خلق وعي بيئي لدى زبائن المغاسل، ويقول:"هذا الوعي سيجعل الزبائن يمتنعون عن غسيل سياراتهم بالزيوت المحروقة". وكانت أمانة الدمام أصدرت في وقت سابق قراراً بمنع استخدام الزيوت المحروقة أو الجديدة في غسيل السيارات، وتوعدت بتطبيق عقوبات تتضمن غرامات على من يقوم بذلك، بيد ان القرار لم يطبق على أرض الواقع، حيث لا يزال عدد من المغاسل تستخدمها وعلى نطاق واسع