الصفحة: 21 - الاقتصادية أكد الخبير السعودي في أسواق الذهب والمجوهرات سامي المهنا أن مبيعات الذهب والمجوهرات انخفضت في السعودية بنحو 60 في المئة عن السابق، بسبب ارتفاع سعر الذهب في البورصة العالمية. الذي دفع سعر الاونصة خلال الأشهر الماضية إلى 458 دولاراً. وقال ل"الحياة"أن الذهب لم يصل إلى هذا السعر منذ 16 عاماً أي منذ حرب الخليج الثانية الذي شهد بلوغ سعر الأونصه 440 دولاراً كأعلى حد. وقال: إن"حالة الركود التي تشهدها أسواق الذهب في السعودية نتيجة لارتفاع أسعار الذهب في البورصات العالمية، تزامن مع زيادة أسعار البترول وهبوط سعر صرف الدولار ولجوء أغلب المستثمرين إلى شراء الذهب لتجميد أموالهم". إلا أن المهنا أكد أن السبب المباشر في ارتفاع أسعار الذهب يعود الى انخفاض سعر الدولار ما جعل المستثمرين يتوجهون إلى الذهب الذي يعد الملاذ الآمن لأصحاب رؤس الأموال، كما أدى ضعف الاقتصاد الأميركي لهز الثقة في الدولار. وكان لأصحاب مناجم الذهب دور كبير في ارتفاع الأسعار عالمياً إذ يلجأ البعض إلى تخزين إنتاجها وحجبه عن السوق العالمية طلباً في ارتفاع الأسعار, كما أن بعض تجار وصناع الذهب يشترون إنتاج المناجم قبل استخراجه. ويعزي السبب في انخفاض الذهب خلال الفترة القريبة الماضية على رغم أنها ما زالت في سياق ارتفاع الأسعار، إذ تتراوح بين 423-437 دولاراً للأونصة، إلى إغلاق جميع البورصات العالمية لميزانياتها مع نهاية السنة، وتعرض كثير من تجار الذهب المفتوح شراء الذهب بالسعر المفتوح للخسارة، كما أن كثيراً من تجار روسيا باعوا الكثير من مخزونهم من الذهب في الفترة الماضية ما ساعد في هبوط قليل للأسعار. وفي حين شجع المهنا المستثمرين على الاستثمار في الذهب لما يقدمه من ضمانات للمستثمر، إلا أنه حذر من التعامل والاتجار بطريقة السعر المفتوح لأنه يتسبب في خسارة المستثمر وخروجه من السوق. وعن أسباب هروب مستثمر الذهب السعودي إلى دول مجاورة قال:"الكثير من التجار لجأوا إلى الخارج بسبب القوانين الصارمة التي ما زالت تطبق في السعودية على رغم اختفائها عالمياً"، ويضيف"إن إصدار القوانين الخاصة بالاستثمار في سوق الذهب غير مدروسة. وطالب الجهات الحكومية بضرورة سن القوانين التي تخص مهنة الذهب بالتشاور مع أصحاب الخبرة كون الذهب يعد من أهم دعائم الاقتصاد على مستوى العالم، إضافة إلى دراسة كل القوانين الخاصة بها على ألا تكون القرارات عشوائية، وأن تكون مدروسة بشكل علمي بعيداً عن أرض الواقع. وطالب المهنا من الجهات المعنية أن تعيد النظر في قرار وقف استقدام العمالة الخاصة بالذهب، وقال:"يعاني صناع الذهب من قلة الأيدي العاملة المتخصصة في صناعة الذهب وصياغته"، ويضيف"يمكن تدريب السعوديين على التقنيات التجارية وكيفية التعامل في البيع والشراء ولكن نواجه صعوبة في إعداد كوادر لصياغة الذهب حيث إنها حرف تكتسب منذ الصغر وتتطور مع العمر، ولا يمكن اتقانها من خلال تعلمها في دورات تدريبية".