أصدرت القاصة الشابة هديل الحضيف، مجموعة قصصية بطباعة أنيقة، جاءت تحت عنوان"ظلالهم لا تتبعهم"مؤسسة وهج الحياة، وضمت عشرة نصوص قصصية، تميزت بالمزاوجة بين النثر والشعر، "حتى أولئك العائدون من عمق الذاكرة.. لم تعد السماء تُمطرُ لهم!". وتناولت القاصة في مجموعتها وجوهاً مختلفة، لا تحيل إلى زمن محدد أو تاريخ معين، عدا نص"قارب الميدوز"، التي تناولت فيه بطريقة غير مباشرة، أحداث الحرب العالمية الثانية وآثارها على الإنسانية، كما رصدت فيه مأساة السفينة الفرنسية"قارب الميدوز"، عبر شخوص إيطالية، تقرر الهجرة إلى أميركا، بحثاً عن أمنياتها المعطلة, قبل أن تتلاشى على أرضهم الحقيقية. يتراوح السرد في قصص المجموعة، بين أكثر من مستوى، حيث تتداخل الضمائر وتتباين زوايا السرد، من قصة إلى أخرى. وتتمتع الحضيف بنَفَس قصصي طويل، في بعض النصوص، وبقدرة على الاختزال والتكثيف في نصوص أخرى. طغت اللغة الشعرية على النصوص كافة، في شكل واضح. وبدا أن القاصة تسعى إلى جمع القصة بالصورة الشعرية في نصوصها. إلى جانب ذلك، تجلى البعد المعرفي واضحاً في نص"قارب الميدوز"، إذ حاولت تقديم ما يشبه القراءة التاريخية لأحداث بعينها. كذلك حضرت الصحراء عبر الذاكرة. وفيما أطرت بعض القصص أمكنة محددة، تركت البعض الآخر بلا مكان. وأنهت نصاً من هذه الأخيرة، بمقطع للشاعر محمود درويش.