دفع القلق من الاختبارات أول من أمس طالباً في الصف الثالث الثانوي إلى التبول اللاإرادي في إحدى قاعات الاختبارات في المدرسة الثانوية في مدينة صفوى. وعزا المشرف التربوي في المدرسة ذلك إلى "خوف الطالب على نتيجته، بعد ان عجز عن الإجابة عن كثير من أسئلة الاختبار". واذا كان تبول الطالب حادثاً مثيراً، فإن زملاءه ليسوا بعيدين عن احتمال مواجهة موقف مماثل، "فالقلق يسيطر على أكثر من 85 في المئة من طلاب الصف الثالث الثانوي في محافظة القطيف"، وفق ما أظهرته دراسة تربوية أجريت على سلوك هؤلاء الطلاب. ويقول المشرف التربوي: "كلما فكر الطالب في معدله نهاية العام، زاد القلق والتوتر داخله، ودفعه إلى سلوك غير معتاد مثل التبول اللاإرادي". وأشارت الدراسة الى ان "القلق الذي يصيب الطلاب تتفاوت نسبة شدته بين طالب وآخر، بسبب التفكير في إمكانية ان يسعفهم معدلهم في دخول الجامعة، مقارنة بمستواهم في الإجابات عن أسئلة الاختبار"، موضحة ان "القلق يمثل حالاً من الشعور بعدم الارتياح والاضطراب والهم والتوتر الذي يصيب الفرد، ويؤثر في عملياته العقلية المتعلقة بالانتباه والتفكير والتركيز والتذكر. وهذه الوظائف العقلية تعتبر من متطلبات النجاح في الامتحان". ويعرف قلق الامتحان بأنه عبارة عن حالة من القلق العام إذ يتميز بالشعور العالي بالوعي بالذات مع الإحساس باليأس الذي يظهر غالباً في الإنجاز المنخفض للامتحان، وينتاب التلميذ في هذه اللحظات شعور بأن دراسته كانت غير كافية، أو غير فعالة وهذا يثير لديه شعوراً بالذنب. ويتهم مدرسون وتربويون "الآباء بأنهم أحد أسباب قلق أبنائهم، لمبالغتهم في الاهتمام بالمعدل التراكمي"، فيما ينصح اختصاصيون نفسيون بعدم المبالغة في التركيز على الطلاب في فترة الامتحانات، "فمهما كان الأبناء مستعدين للامتحان، فإن تحذيرات آبائهم المستمرة تفقدهم الثقة بأنفسهم، ويمكن أن يشعروا بالحاجز النفسي خلال الامتحان". في المقابل يحمّل طلاب الصف الثالث الثانوي بعض المدرسين مسؤولية فشلهم، ويعتبرونهم "المصدر الرئيس للخوف والقلق، من خلال الأسلوب الذي يتبعونه، والذي يكرس حال القلق في نفوس الطلاب". ويعتقد عدد من الطلبة ان "المعلم هو الذي يخفف من قلق الاختبارات أو يزيدها، ومن هنا تقع عليه مسؤولية إيجاد المناخ التعليمي الإيجابي، الذي يخفف قلق الامتحان، ويمكن ذلك من خلال الجو الدراسي الايجابي منذ اليوم الأول للفصل الدراسي، واتخاذ المعلم سياسة الصديق مع الطالب لا الوحش".