تكاد إنعام عبد المجيد أن تكون الوحيدة من بين الفنانات العراقيات التي جمعت بين الترجمة والإعلام والسينما في آن، الأمر الذي شكل الخلفية والأرضية للانطلاق، ورقماً مضافاً إلى مخرجات السينما في العراق، اللائي لا يتجاوز عددهن أصابع اليد الواحدة. من تلفزيون السويد كانت انطلاقة هذه المبدعة إعلامياً، لتعمل في ما بعد مديرة للإنتاج والبرامج في قناة الفيحاء، حيث قدمت برامج عدة، أبرزها"مقهى الفيحاء"، الذي يهتم بالشؤون الثقافية، وبالذات السينما، وذلك لشغفها بها منذ الطفولة. وهي شاركت في فيلم"المغني"للمخرج قاسم حول، كمساعد مخرج أول وممثلة رئيسية، وأخرجت فيلماً وثائقيا يتحدث عن أزمة سوريا، وصولاً إلى لعبها دوراً رئيسياً في فيلم"صمت الراعي"للمخرج رعد مشتت. ولقد أخرجت عبد المجيد في الآونة الأخيرة الفيلم الروائي القصير"شروق"، وكانت الممثلةَ الرئيسية فيه. وهو عمل أتى ضمن أفلام بغداد عاصمة الثقافة العربية لعام 2013، وشاركها في لعب الأدوار في الفيلم كاتب سيناريو الفيلم ومساعد المخرج الفنان سمر قحطان، والفنانون رؤى خالد وذو الفقار خضر وعلاء قحطان وغيرهم، إضافة إلى الطفل يوسف مكي. في حين أدار تصويره وصوره الفنان عمار جمال، وأدار إنتاجه الفنان إياد حامد.. ولمناسبة إنجاز هذا العمل السينمائي العراقي الجديد، كان لنا هذا اللقاء مع المخرجة حول الفيلم: ما الذي تنطوي عليه فكرة الفيلم ومعالجته؟ - يطرح الفيلم معاناة المرأة العراقية برؤية سينمائية حديثة. حيث يحكي عن معاناة شروق، المرأة التي تعيش في عزلة عن المجتمع، نتيجة الضغوط التي يمارسها الرجل ضد المرأة. ونحن من خلال هذه الشخصية نحاول تسليط الضوء على معاناة المرأة التي تعيش في مجتمع ذكوري بحت، وتحاول أن تبحث عن ذاتها، وتحقق طموحها في ظل المخاطر التي تتعرض لها. ونراها في الفيلم بالمصادفة وهي تمسك خيوط شمس أشرقت عليها في أحد أيام بغداد، عبر رسالة حب وإعجاب تصل إليها. صحيح أن تلك الرسالة لم تصلها إلا من طريق الخطأ ولكنها مع هذا تتمسك بها لتعيش لحظات الحب الحقيقي. كيف تنظرين إلى أدائك كمخرجة وبطلة للفيلم في آن؟ - أترك هذا التقييم لطاقم العمل، من كاتب وممثلين ومساعدي إخراج وفنيين، فضلاً عن النقاد والجمهور، برغم أن الشخصية التي جسدتها، كانت صعبة جداً، لأنها شخصية مركبة. وما الرسالة التي تريدين إيصالها عبر الفيلم؟ - الدعوة لأن تكون المرأة العراقية حرة قوية، تحتفظ بحقها في الحياة والاختيار، كما أحلم وأتمنى... وكيف كانت كانت خياراتك على صعيد الممثلين والفنيين؟ - كنت حريصة جداً على أن أستبعد الطارئين، وعلى أن اعمل مع أناس يحملون هماً حقيقاً اسمه السينما، والرغبة في التغيير والتأثير من خلالها، وهذا ينطبق على جميع كادر العمل، الذي صنع فيلم"شروق"، أما الفنيون فهؤلاء هم أبطالي الحقيقيون.. وهل واجهت صعوبات تذكر، في ظل الذكورية الطاغية هنا وهناك؟ - لم أواجه أي صعوبات، بل عملت على أن تنتقل هذه الذكورية إلى ثيمة الفيلم. إنها الصلابة التي يجب أن تكون في مكان، والمرونة في موقع آخر.. وعلى ماذا تراهنين في هذه التجربة؟ - أراهن في"شروق"على أن يكون فيلماً يمتلك لغته السينمائية ليس أكثر، وأراهن على شخصية شروق الحق التي ألعبها في الفيلم وأود أن أكونها في الحياة، وأن يكون فيلماً صادقاً بخلجات تتفقد الكائن وتعبر عنه، في دواخل كل امرأة... وكيف تنظرين إلى الحراك السينمائي العراقي الحالي، الذي تمخض عنه مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013؟ - مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية، حقق لي حلم حياتي في إخراج فيلم، يطرح قضية لطالما وقفت عندها. هذا المشروع الذي كان حاضنة لانطلاقة جديدة لسينما عراقية خالصة، إذا ما توافرت من خلاله ديمومة واضحة للمسار السينمائي. ولا شك في أن هذا يتطلب من القائمين عليها دراسة الإيجابيات والسلبيات، والاستفادة من هذه التجربة، في تطوير صناعة السينما في العراق. كلمة أخيرة. - أتمنى إنصاف المرأة... وأعشق السينما.