أكدت مصادر ديبلوماسية أوروبية ل"الحياة"أن الجهات المختصة في إدارة الأزمات في الاتحاد الأوروبي عقدت سلسلة اجتماعات من أجل وضع خطة لإجلاء الرعايا الأوروبيين من سورية"وهم عمال الإغاثة الإنسانية وعائلات مواطنين سوريين يحملون جنسيات أوروبية وقلة من الديبلوماسيين". وذكرت المصادر أن"عدد الرعايا الأوروبيين المتداول في الاجتماع يبلغ 26 ألفاً". ويمثل لبنان وقبرص الوجهتين الرئيسيتين لإجلاء الرعايا تحسباً لتدعيات الضربات الجوية. وأوضحت المصادر نفسها أن"وحدة الموقف الأوروبي إزاء الرد الدولي على استخدام السلاح الكيماوي في سورية ستزداد قوة بفعل النتائج التي ستفرزها تحقيقات خبراء الأممالمتحدة". وتقدم منسقة السياسة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون تقريراً حول الموقف الأوروبي أمام أعضاء البرلمان الأوروبي غداً في ستراسبورغ. وتتزامن نقاشات البرلمان الأوروبي مع مداولات الكونغرس الأميركي حول الضربات المزمعة ضد النظام السوري. وكان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي طالبوا بعد اجتماعهم مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري السبت الماضي في ليتوانيا، باتخاذ"رد قوي وحاسم من أجل التأكيد بأن ارتكاب مثل الجرائم لا يمر من دون عقاب". وتعتقد آشتون بأن"الحل السياسي وحده كفيل بوقف حد لإراقة الدماء" على صعيد آخر، دعت مفوضة الأممالمتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي القوى الكبرى إلى وضع حد لانقساماتها حول حل الأزمة السورية. وقالت في افتتاح دورة مجلس حقوق الإنسان أمس في جنيف"لا شك اليوم في أن الأسلحة الكيماوية استخدمت في سورية حتى وإن كانت ظروف استخدامها والجهات المسؤولة عن ذلك لا تزال غير واضحة". وقالت بيلاي إن"المجموعة الدولية تأخرت كثيراً عن القيام بعمل مشترك حازم من أجل وقف سقوط سورية في دوامة ذبح شعبها وتدمير مدنها. ولا مجال أمام المجموعة الدولية لمواصلة الانقسام حول سبل الخروج من الأزمة أو لضمان مصالح جيوسياسية والتخلي عن واجباتها الأخلاقية والقانونية من أجل وضع حد للنزاع". وشددت على أن"الوضع المفزع يقتضي التحرك الدولي من أجل حل النزاع"، ورأت أن"الرد العسكري أو مواصلة تزويد الأسلحة قد يفجر المنطقة ويزيد في عدد القتلى وحجم المعاناة". وأكدت أن"لا وجود لأي مخرج أو طريق بديهي لوقف الحلم المزعج سوى التفاوض المباشر والخطوات الملموسة لوقف النزاع". ودعت بيلاي إلى التعاون بين الأممالمتحدة والدول الأعضاء من أجل"إيجاد سبيل لجمع الأطراف المتحاربين حول طاولة المفاوضات ووقف إراقة الدماء". وقالت إن عدد القتلى بلغ في أيلول سبتمبر 2011 نحو 2600 وهو اليوم فاق 100 ألف، فيما تجاوز عدد اللاجئين مليونين في الأسبوع الماضي والمهجرين 4 ملايين"وبلغت المعاناة الانسانية حداً لا يطاق". وينتظر أن تنشر لجنة التحقيق الدولية حول سورية غداً تقريرها الأخير الذي يغطي الفترة من أيار مايو حتى تموز يوليو الماضيين. وسيتضمن نتائج التحقيق في المواجهات التي شهدتها مدينة القصير في نهاية أيار مايو الماضي. وستعرض اللجنة تقريرها على مجلس حقوق الإنسان الإثنين المقبل.