في اليد 5 أصابع، وفي كل إصبع 3 سلاميات، إلا الإبهام فهو مكون من سلاميتين، والإنسان يتفرد عن غيره من المخلوقات بوجود الإبهام الذي لولاه لما كان هناك من قيمة للأصابع، فالشخص لا يستطيع أن يكتب أو يخيط أو يرتدي ثيابه وغيرها من الوظائف من دون إبهام. جرب، إنك لن تستطيع. وفي سلاميات الأصابع يوجد مفاصل تغطي سطوحها غضاريف شبه شفافة بيضاء اللون تميل إلى الزرقة، وتتمتع بمواصفات لم يتوصل العلماء إلى ابتكار أجسام تحاكيها من ناحية النعومة والمرونة، اللتين تسمحان للعظام بالتحرك فوق بعضها بأقل احتكاك ممكن. إن أصابع اليدين هي من أكثر المناطق تعرضاً للآلام والالتهابات بسبب اعتمادنا عليها كثيراً في إنجاز المهام الحياتية، وهناك أمراض كثيرة تحد أو تعطل من وظيفة مفاصل الأصابع، خصوصاً حركتها. هنا عرض لبعضها: خشونة مفاصل أصابع اليدين، وهو مرض مزمن نادراً ما يشاهد قبل سن الخامسة والأربعين، لكن يلاحظ بكثرة لدى المتقدمين في العمر، خصوصاً النساء منهم . إن أكثر من 12 في المئة ممن تجاوزوا سن الخمسين يعانون عدم القدرة على تحريك اليدين بسبب مرض خشونة مفاصل الأصابع، ويجدون صعوبات محددة في تنفيذ أعمالهم اليومية. ويحدث المرض نتيجة الضياع التدريجي في المادة الغضروفية في مفاصل الأصابع وعدم إمكان تجددها مرة أخرى، أما السبب فما زال مجهولاً، لكن هناك بعض العوامل التي تساهم في إشعاله، خصوصاً العوامل الوراثية والرضوض والشيخوخة والبدانة والإصابة ببعض الأمراض. يتظاهر مرض خشونة مفاصل اليدين بعوارض تختلف من شخص إلى آخر، وتضم هذه: - الألم الذي يسوء مع الحركة ويتحسن بالراحة. - التيبس في المفصل، وهو يبرز صباحاً عند الاستيقاظ، لكنه يتلاشى بمرور نصف ساعة. - التحدد في حركات المفاصل المصابة. - النتوءات العظمية، وتنشأ مع تقدم المرض، وتزيد حجماً مع الوقت. - التشوهات في مفصل أو أكثر من مفاصل أصابع اليد. كيف يشخص المرض؟ إن الوصف المذكور تواً يكفي عادة لتشخيص مرض خشونة المفاصل، وقد يلجأ الطبيب إلى إجراء صور شعاعية لتقويم وضع المفاصل. ما العلاج؟ يهدف العلاج إلى لجم العوارض والحد من تطور المرض وتأخير المضاعفات قدر المستطاع، من أجل تمكين المصاب من ممارسة حياته الطبيعية. إن الراحة وأخذ المسكنات يكفيان عادة في التخفيف من وطأة العوارض، أما إذا لم تتم الاستجابة المتوقعة فإن الاستعانة بمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية قد تفي بالغرض المطلوب، وفي حال فشل الأخيرة فإن جعبة الطبيب لا تخلو من تدابير أخرى. الورم الكيسي في مفاصل الأصابع، وهو عبارة عن كيس سليم مليء بسائل زلالي يشبه السائل الموجود داخل المفاصل. وعلى رغم أن السبب الفعلي لظهور هذا الورم الكيسي غير معروف لدى غالبية المصابين، إلا أنه قد يكون هناك إجهاد أو تاريخ إصابة رضية في المنطقة التي يظهر فيها الورم الكيسي. كيف يتظاهر الورم الكيسي؟ قد يكون هذا الورم صغيراً لا يسبب مشاكل مهمة، أما إذا كان كبيراً فقد يترافق مع الألم الذي يشتد حدة كلما كبر حجمه نتيجة زيادة انسكاب السائل المفصلي في داخله، وبالتالي تزداد معاناة المريض أو المريضة. كيف يشخص؟ يتم التشخيص بسهولة من خلال الفحص السريري، خصوصاً عند القيام بحركات ثني الأصابع لأن الحركة تزيد من حجم التورم تحت الجلد ويصبح قاسياً. وإذا استدعى الأمر فقد يلجأ الطبيب إلى فحوص خاصة من أجل كشف ملابسات التورم، خصوصاً علاقته بالمفصل. ما العلاج؟ يعتمد علاج الورم الكيسي على حجمه وعلى شدة الآلام الناتجة منه. فإذا كان الورم صغيراً وآلامه يمكن تحملها ولا يسبب تشوهاً يذكر فإن تركه وشأنه هو الحل الأمثل، مع الحرص على تفادي الأعمال المجهدة التي تساهم في زيادة حجم الورم، ويمكن أخذ أحد المسكنات من وقت إلى آخر في حال تطلب الأمر ذلك. في المقابل، إذا كان الورم كبيراً نسبياً ويترافق مع آلام وتشوه صريح، فإن بضعه جراحياً يصبح أمراً لا مفر منه، لأن اللجوء إلى شفط السائل مباشرة من قلب الورم الكيسي بواسطة الإبرة غير مجد. التهاب مفاصل الأصابع الصدفي، إن داء الصدفية وهو من الأمراض الجلدية المزمنة يمكن أن يسبب التهابات تطاول مفاصل عدة في أنحاء الجسم، ومن بينها مفاصل أصابع اليدين، فتصبح هذه محمرة اللون، متيبسة، تغطيها قشور بيضاء أو فضية اللون. ويمكن لالتهاب المفاصل الصدفي أن يظهر قبل ظهور الإصابة الجلدية ما قد يوجه التشخيص في اتجاهات خاطئة أحياناً. ويشاهد التهاب المفاصل الصدفي في كل الأعمار، ويطاول الرجال والنساء بشكل متساو، وهو يصيب عادة الشريحة العمرية بين العشرين والخمسين. وتلعب الوراثة دوراً مهماً في ظهور المرض، خصوصاً أنه يشاهد لدى أكثر من فرد في العائلة الواحدة. كيف يشخص المرض؟ إن التشخيص المؤكد لمرض التهاب مفاصل الأصابع الصدفي مهم جداً من أجل علاجه ومنع تطوره. إن القصة المرضية والفحص السريري وإجراء بعض التحاليل غالباً ما تمكن الطبيب من وضع النقاط على حروف المرض. ما العلاج؟ يوصف للمريض مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية التي تعطي نتائج طيبة في السيطرة على الألم والتورم والالتهاب الحاصل في المفاصل. التهاب مفاصل الأصابع النقرسي، وهو التهاب حاد ينتج من ترسب حمض البول في المفاصل بسبب زيادة إنتاج الحمض المذكور أو لعدم قدرة الكلى على التخلص منه، وسمي قديماً بداء الملوك لارتباطه بتناول الوجبات الغنية باللحوم. ويضرب المرض الذكور البالغين غالباً. وفي نصف الحالات تكون إصبع القدم الكبرى المحطة الأولى لمرض النقرس، لكن وفي السنوات اللاحقة على بدء المرض قد تشاهد الإصابة في أمكنة أخرى، من بينها أصابع اليدين. وهناك عوامل تحرض على الإصابة بالتهاب المفاصل النقرسي، مثل الرضوض، والشدة النفسية، والعمليات الجراحية، ونقص الوزن المفاجئ، وتناول الطعام المفرط، وعدم تناول السوائل بكميات كافية، والعطش في الجو الحار، والمشروبات الكحولية، وبعض الأدوية. كيف يتظاهر المرض؟ يتظاهر التهاب مفاصل أصابع اليد النقرسي بنوبة من الألم والانتفاخ والاحمرار في المفصل المصاب. كيف يتم التشخيص؟ إن زيادة حمض البول في الدم هي من أهم علامات مرض النقرس، لكن هناك حالات يكون فيها مستوى الحمض في الدم دون الحد الطبيعي وهنا يجب الاعتماد على الفحص السريري وربما فحص السائل داخل المفصل من أجل وضع التشخيص. ما العلاج؟ يتم علاج النقرس بوصف أدوية نوعية تسيطر على الألم والالتهاب. وفي حال تكرار نوبات النقرس الحادة وارتفاع حامض البول فوق مستويات معينة يصف الطبيب لمريضه خافضات حامض البول ليأخذها في شكل دائم. في المختصر، إن مفاصل أصابع اليدين يمكن أن تتعرض لأمراض تسبب الألم، والتيبس، والتورم، والتحدد في الحركة، وهذه العوارض قد تكون في البداية خفيفة لا يكترث لأمرها الكثيرون، فتكون النتيجة تأخراً في التشخيص، وبالتالي تأخراً في العلاج، وهذا ما يفتح الباب لاستيطان المضاعفات، من هنا يجب عدم إهمال العوارض والعلامات التحذيرية، مثل تيبس الأصابع عند الاستيقاظ صباحاً، والآلام عند استعمالها، والآلام المفاجئة فيها أو التي توقظ من النوم، وتغير مظهرها. إن مثل هذه المظاهر يجب أن تدفع إلى الاستشارة الطبية لأنها قد تخفي وراءها ظروفاً ساخنة. فرقعة من منا لم يقم بفرقعة أصابعه ولو لمرة في حياته، فهذه العادة منتشرة على نطاق واسع، وهناك من لا يهدأ له بال إلا بعد تنفيذها، وكثيرون يقومون بها في شكل عفوي عندما يكونون متورطين في مواقف حرجة ويفكرون في طريقة للخلاص منها، أو عندما يستعدون للقيام بعمل ما يتطلب الدقة والحذر في تنفيذها. والسؤال هو: هل فرقعة الأصابع مضرة؟ أُعدت دراسة حول هذا الموضوع من جانب فريق من أطباء الأشعة في مستشفى بيلفاست لكشف أضرار فرقعة الأصابع، فجاءت عصارة الدراسة لتقول بأن الذين اعتادوا الإكثار من الفرقعة إنما يتعرضون لأضرار بالغة في أربطة ومفاصل الأصابع، وأن هذه العادة تؤدي، على المدى الطويل، إلى حدوث خلل مزمن في المفاصل فتجعل الشخص غير قادر على تحريك أصابعه.