قبل خمس سنوات، كانت موزمبيق تضم حوالى 15 ألف فيل، لكن هذه الحيوانات مهددة بالانقراض في السنوات العشر المقبلة في حال عدم اتخاذ أية تدابير جدية لمكافحة الصيد غير الشرعي، كما يقول بعض المدافعين عن البيئة الذين يعتبرون أن جنوب أفريقيا المجاورة قد تصبح بدورها مهددة لاحقاً. وأظهر تعداد أجري من الجو عام 2011 وجود 2667 جيفة في محمية نياسا الواقعة عند الحدود مع تنزانيا في أقصى شمال البلاد، تعود إلى فيلة أجهز عليها في السنتين الماضيتين. وتشير التقديرات إلى أن الصيادين يجهزون على ألف فيل سنوياً. ويأسف كارلوس لوبيس بيريرا، المستشار في منظمة المحافظة على الحياة البرية، لكون"عدد الفيلة التي تُقتل أكبر من تلك التي تولد". ويتوقع أنه"إذا استمرت هذه الوتيرة، قد تنقرض الفيلة في غضون 8 سنوات". ولا تزال موزمبيق التي دمرتها حرب أهلية انتهت عام 1992، من البلدان الأفريقية الأكثر فقراً على رغم اكتشاف احتياط هائل من الغاز والفحم أخيراً. فموازنة الدولة لا تكفي لتلبية حاجات السكان الأساسية وحماية الطبيعة ليست من الأولويات. كما أن حراس المتنزهات قليلون ويحملون بنادق قديمة تعود إلى فترة الحرب العالمية الثانية، فيما يملك الصيادون أسلحة حديثة وآليات تسمح لهم بالصيد على نطاق واسع. ويقول بيريرا:"هم قادرون على قتل حيوانات عدة في الوقت ذاته". وبما أن الصيادين يعرفون جيداً عادات الفيلة، فإنهم يجهزون أولاً على قائد المجموعة، ما يدفع الفيلة الأخرى إلى الجنون والدوران في مكانها، فيقتل الصيادون خمسة أو ستة منها. ويلاحظ حراس المتنزهات ارتفاعاً في نفوق الفيلة اليتيمة الصغيرة التي غالباً ما تقع ضحية الأسود. وتؤكد سلطات موزمبيق أن القتلة يأتون من القرن الأفريقي، متبعين تقليداً قديماً جداً. ويقول المدير الوطني لحماية البيئة فرنسيسكو بارييلا:"على مر التاريخ، اعتاد الصيادون المجيء من الصومال مروراً بكينيا". وهم يوظفون مواطنين من موزمبيق ويدفعون لهم للحصول على معلومات عن تنقّل الفيلة، بمن فيهم"موظفون حكوميون وسكان من المنطقة".