سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
انتقادات لزيارة "مفتي الناتو" ... والسلطة تعارضها ل "تعزيزها الانقسام" ... و "فتح" تقاطع حفلة استقباله القرضاوي يتعهد من غزة العمل لتحرير فلسطين ووحدتها
أكد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي خلال زيارته غزة أمس، أنه"لا يجوز لأحد التنازل عن جزء من أرض فلسطين"، متعهداً العمل معاً على تحريرها شبراً شبراً، في وقت لاقت زيارته معارضة من السلطة الفلسطينية ومن فصائل أخرى، باعتبارها تعزز الانقسام. وقال القرضاوي في كلمة خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية وحكومته:"ستنتصر غزةوفلسطين وسورية وكل المظلومين في الأرض، وكل الذين يقاتلون في سبيل الله لا في سبيل الطاغوت، لا في سبيل الظلم، في سبيل الحق لا في سبيل الباطل، في سبيل الشعوب لا في سبيل الطغاة". وأضاف:"سننتصر على أولئك الذين يتبجحون بما يملكون من أسلحة دمار شامل ونووية وأسلحة كيماوية وجرثومية إن شاء الله لن تغني عنهم أسلحتهم". وأكد أن"فلسطين ما كانت يوماً يهودية ... فلسطين عربية وإسلامية، وستظل إسلامية وعربية. سينتصر الإسلام ستنتصر الأمة الإسلامية". وأضاف:"لا تنازل أبداً، ولا يجوز التنازل، لا يجوز لأحد أن يتنازل عن حقه ... ليس من حقك أن تبيع حق الأمة، لا يحق لاحد أن يبيع حق الأمة، ولا نسمح لأحد أن يبيع حق الأمة، ولا تسمح الشريعة لأحد أن يبيع جزءاً من وطنه". من جهة أخرى، منح هنية الشيخ القرضاوي جواز سفر وهوية فلسطينية، وقال:"نؤكد أننا لن نتنازل ولن نفرط ولن نعترف بإسرائيل، ولن نفرط بحقوقنا، ولن نتنازل عن شبر من أرض فلسطين. لن نقبل من أحد أن يتنازل عن ذرة من أرض فلسطين". وشارك القرضاوي في مؤتمر لنصرة الأقصى والأسرى عُقد في غزة بمشاركة وفد من العلماء من دول عربية وأجنبية. وكان رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، دعا إلى تبادل الأراضي مع إسرائيل في إطار المبادرة العربية، مؤكداً دعمه اقتراحات الرئيس باراك اوباما في شأن"تبادل متماثل ومحدود للأراضي يتفق عليه"بين الإسرائيليين والفلسطينيين يعكس الواقع على الأرض. وكان القرضاوي وصل إلى قطاع غزة ليل الأربعاء - الخميس عبر معبر رفح جنوب القطاع على الحدود المصرية. وقال عقب وصوله إنه قدم إلى القطاع"ليجدد العهد بالعمل على تحرير فلسطين شبراً شبراً". ويقيم القرضاوي 87 عاماً في قطر، وعلى مدى العامين الماضيين عبَّر بشكل صريح عن مناصرته القوية لانتفاضات الربيع العربي التي أدت إلى صعود حكام جدد في تونس ومصر وليبيا واليمن. وجاءت زيارة القرضاوي وسط معارضة السلطة الفلسطينية، التي اعتبرتها تكريساً للانقسام، إذ قال وزير الأوقاف والشؤون الدينية بالسلطة الفلسطينية محمود الهباش، إن الزيارة ستعزز الانقسامات الداخلية، وستدعم"الكيان الانفصالي"الذي أنشأته"حماس"في القطاع. وقاطع أنصار حركة"فتح"حفلة الاستقبال التي أقيمت للقرضاوي، كما لاقت الزيارة انتقادات لاذعة من عدد من الفصائل والمثقفين الفلسطينيين الذين وصفوه بأنه"مفتي حلف الناتو". وشن ناشطون حملة انتقادات واسعة ضد الزيارة وشخص القرضاوي وصلت إلى حد التخوين، الأمر الذي أثار حفيظة كثير من الفلسطينيين، فيما دافعت"حماس"بشراسة عن القرضاوي وهاجمت منتقديه. إلى ذلك، قالت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان إنها"تنظر بخطورة بالغة إلى حادث فض تجمع سلمي بالقوة في مدينة خان يونس والاعتداء على المشاركين فيه والصحافيين ومنعهم من التغطية الإعلامية واعتقال عدد منهم". وشددت في بيان أمس على أن"الحق في التجمع السلمي والحق في الحريات الإعلامية والصحافية كفلها القانون الأساسي الفلسطيني وقانون الاجتماعات العامة، والمواثيق الدولية ذات العلاقة بحقوق الإنسان". وطالبت الجهات الرسمية"التزام القوانين والمحافظة على الحريات العامة، وعدم تقييدها وضمان حرية التجمعات السلمية والعمل الإعلامي وعدم التعرض للصحافيين أو التضييق عليهم، واتخاذ ما يلزم من إجراءات في حق المخالفين وفقاً للقانون".