جدد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي في بداية زيارته لغزة، تعهده العمل من اجل تحرير فلسطين شبراً شبراً، معتبراً أنه «لا يجوز لأحد التنازل عن جزء من وطنه». وفي وقت لاقت الزيارة ترحيباً من حكومة «حماس» التي استقبله رئيسها المقال اسماعيل هنية ومنحه جواز سفر وبطاقة هوية فلسطينية، عارضتها السلطة الفلسطينية على اعتبار انها تكرس الانقسام، وانتقدتها فصائل وشخصيات فلسطينية وصفته بأنه «مفتي حلف الناتو»، كما شن ناشطون حملة انتقادات واسعة ضد الزيارة وضد شخص القرضاوي، ردت عليها «حماس» بدفاع شرس. وكان القرضاوي وصل الى القطاع ليل الاربعاء - الخميس عبر معبر رفح الحدودي برفقة وفد ضم 40 شخصية عربية وإسلامية، بينها الرئيس السوادني السابق عبد الرحمن سوار الذهب. ووصف هنية القرضاوي بأنه «شيخ القدس والجهاد على أرض فلسطين، ودخل إلى غزة... في الليل لنقول طلع البدر علينا». وأضاف: «يدخل العلماء اليوم فلسطين من بوابة غزة دخول الفاتحين المنتصرين، دخول الذين رفعوا هذا اللواء في كل ميدان». وتابع: «شاء الله أن يأتي رجالات الأمة والعلماء بعد انتصارات عظيمة حققتها المقاومة في غزة». ورد هنية على منتقدي زيارة القرضاوي لقطاع غزة بالقول إنها «جاءت من دون إذن إسرائيلي أو اتفاق مع أحد». وأكد: «لن نتنازل ولن نفرط ولن نعترف بإسرائيل، ولن نفرط بحقوقنا، ولن نتنازل عن شبر من ارض فلسطين، ولن نقبل لأحد بأن يتنازل عن ذرة من ارض فلسطين». وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني دعا الى تبادل اراض محدود ومساو في القيمة مع اسرائيل في اطار تعديل المبادرة العربية للسلام. من جهته، ذكر القرضاوي إنه يزور غزة للمرة الثالثة بعدما زارها في 1957 و1958 حين كان مدرساً في سيناء، وأنه زار مدن الضفة الغربية حين كانت فلسطين تحت الحكم الملكي الأردني كدولة موحدة، وقال: «إننا على يقين أن الشعب الفلسطيني سينتصر، فلم يدخل معركة إلا وانتصر فيها على الإسرائيليين». وأضاف: «جئنا لنحيي صمود الشعب الفلسطيني، ولا نريد إلا أن تكون فلسطين موحدة ومحررة بالكامل». وزاد: «جئنا لنتعهد معاً تحرير غزةوفلسطين شبراً شبراً، ونعمل على وحدتها». وقال: «لا تنازل ابداً، ولا يجوز لأحد ان يتنازل عن حقه... لا يحق لاحد ان يبيع حق الامة، ولا نسمح لاحد بأن يبيع حق الامة، ولا تسمح الشريعة لاحد بأن يبيع جزءاً من وطنه». وبالتزامن مع وصول القرضاوي، اعتصم عشرات الصحافيين في مدينة غزة احتجاجاً على الاعتداء على خمسة من زملائهم الثلثاء الماضي، وقاطع العشرات منهم الزيارة ورفضوا تغطيتها اعلامياً.