تبدأ في بوينس آيرس غداً، اول محاكمة لمنفذي خطة"إل كوندور"، وهي شبكة لتصفية معارضين أسستها الأنظمة الديكتاتورية العسكرية في اميركا اللاتينية في سبعينات القرن العشرين وثمانيناته. وسيحاكِم ثلاثة قضاة في المحكمة الفيديرالية الاولى في العاصمة، حوالى عشرين قيادياً أرجنتينياً، على رأسهم الرئيس السابق خورخي فيديلا 87 سنة، لاتهامهم بارتكاب جرائم ضد الانسانية. وبين 1975 ومطلع الثمانينات، سمحت الخطة لحكومات الارجنتينوتشيلي والباراغواي والاوروغواي وبوليفيا والبرازيل، بتبادل معلومات لخطف او تصفية معارضين لاجئين في تلك الدول. وقالت كارولينا فارسكي، محامية الضحايا من الارجنتين والاوروغواي، انها اول محاكمة تتركز على خطة"إل كوندور"، معربة عن أملها بأن تثبت المحكمة"مساندة الولاياتالمتحدة"الخطة. وأضافت:"لإثبات ذلك، لدينا شهادات ناجين ووثائق رُفعت عنها السرية، تتهم واشنطن". وكان مسؤولون بارزون في الأنظمة العسكرية المتعاقبة في الارجنتين، استفادوا من قانون عفو، قبل ان يلغيه الرئيس الراحل نيستور كيرشنر، ما أتاح للقضاء اتهام اكثر من ألف عسكري او شرطي، ومحاكمتهم. وتفيد منظمات مدافعة عن حقوق الانسان، بمقتل أو فقدان حوالى ثلاثين ألف شخص، وسجن مئات الآلاف، خلال الحكم الديكتاتوري في الارجنتين 1976-1983. وفي اطار خطة"إل كوندور"، حُكم عام 2011 على الجنرال السابق ادواردو كابانياس بالسجن المؤبد، اذ كان مدير مركز الاعتقال والتعذيب السري. وسجّل التحقيق في الخطة تقدماً ضخماً، بعد العثور عام 1992 في الباراغواي على وثائق تثبت وجود"إل كوندور"، وبين ضحاياها وزيران سابقان في عهد الرئيس السابق في تشيلي سلفادور ألليندي والرئيس البوليفي السابق خوان خوسيه توريس. وأقرّ العسكريون الارجنتينيون الذين أدلوا بإفاداتهم في محاكمات أخرى، بالاتهامات الموجهة إليهم، وبرّروا الخطة بالدفاع عن الديموقراطية في مواجهة منظمات"إرهابية".