شهد وسط العاصمة السورية انفجار سيارة ملغومة صباح امس قرب احد مراكز حزب البعث، وفي مكان غير بعيد عن السفارة الروسية، في حي المزرعة. واسفر الانفجار عن مقتل 53 شخصاً على الاقل واصابة ما لا يقل عن مئتي شخص بجروح، بينهم الامين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة الذي اصيب بجروح طفيفة خلال وجوده في مكتبه القريب من مكان الانفجار. وكان لافتاً ان البيان الذي اصدره"الائتلاف السوري"المعارض تجنب اتهام النظام مباشرة بالمسؤولية، ولكنه اعتبر ان"نظام الأسد الإرهابي فتح الباب على مصراعيه لأصحاب الأجندات المختلفة لدخول سورية والعبث باستقرارها، لكي يستتر خلفها ويتخذ منها حجة لتبرير جرائمه". ودان"بشدة ومن دون تحفظ العمليات الإجرامية البشعة، سواء تلك التي تبرر سقوط المدنيين والأبرياء بتفسيرات خاطئة ومنطق مرفوض، أو تلك التي تستهدفهم عن سبق إصرار وتخطيط إجرامي خبيث". راجع ص 4 و5 وفيما اتهمت بالتفجير الخارجية السورية"مجموعات إرهابية مسلحة ترتبط بالقاعدة وتتلقى دعماً مالياً ولوجستياً وتغطية سياسية وإعلامية من دول في المنطقة وخارجها"، قال بشر الصبان محافظ دمشق إن السيارة كانت تحمل ما بين طن و1.5 طن من المتفجرات. وتلى هذا الانفجار بعد اقل من ثلاث ساعات اطلاق قذيفتي هاون على مبنى الاركان في العاصمة. كما انفجرت سيارتان ملغومتان أمام مركزين أمنيين في حي برزة، شمال شرقي العاصمة، من دون ان ترد انباء او تفاصيل عن ضحايا هذين الانفجارين. الى ذلك قتل 18 شخصا في غارة شنتها طائرات حربية في مدينة درعا اصابت مشفى ميدانيا. وقال ناشطون ان هذا القصف الجوي على الحي القديم في درعا هو الاول منذ بداية الانتفاضة التي انطلقت من هذه المدينة في 15 آذار مارس 2011. وقال ضابط من المعارضة في"لواء توحيد الجنوب"ان المدينة تعرضت امس لخمس غارات جوية على الاقل. وجاءت هذه التطورات الميدانية في الوقت الذي بدأ"الائتلاف الوطني"السوري اجتماعاً في القاهرة لهيئته العامة برئاسة معاذ الخطيب لاقرار مبادرته السياسية لحل الازمة. وأكد مطالبته ب"تنحي بشار الأسد وكل قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية المسؤولين عن شلال الدماء في سورية". واتفق أعضاء الهيئة العامة على أن يتضمن البيان الختامي للاجتماع، والمنتظر صدوره الجمعة، أن"الائتلاف"مستعد للتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الصراع على ألا يكون الرئيس بشار الأسد طرفاً في أي تسوية. ورشح عن الاجتماع أن الهيئة العامة ستخفف من مطالبات سابقة برحيل الأسد قبل أي حوار، ولكنها ستشدد على ضرورة محاسبته مع النخبة الحاكمة على إراقة الدماء، وعلى ان اي اتفاق للسلام ينبغي أن يكون تحت رعاية الولاياتالمتحدة وروسيا. وناقش"الائتلاف"تشكيل حكومة موقتة، وقال هيثم المالح عضو الهيئة السياسية إنه ستتم تسمية رئيس الحكومة، وستترك تسمية الأعضاء لمرحلة لاحقة، كما ناقش المجتمعون ما اعتبروه"تدخلاً سافراً"لمقاتلي إيران و"حزب الله"في الشأن السوري. وعلمت" الحياة"أن غالبية اعضاء الهيئة العامة انتقدت مبادرة الخطيب والشكل الذي تمت به وعدم استشارة أي جهة رسمية داخل"الائتلاف"، واعتبرتها"اجتهادات"تهدف إلى تفنيد مواقف النظام وبيان خداعه وتضليله للرأي العام والمجتمع الدولي، ولا تعكس بالضرورة موقف الائتلاف والتزامات القوى المؤسسة له، كما وجهت الهيئة انتقادات لمضمون المبادرة اكدت على أنها لم تتضمن مطالب سياسية حقيقية كما جاءت تحت سقف أفكار المبعوث العربي - الدولي الأخضر الابراهيمي". واكدت مصادر مطلعة في الهيئة العامة للائتلاف ان البيان الختامي سيتضمن مذكرة داخلية، حصلت"الحياة"على نصها، توضح قواعد العمل لمسؤولي وممثلي"الائتلاف"وتسعى لتنظيم مساراته لسد الثغرات الناشئة عن عدم استكمال البنية المؤسسية، وتركز على: 1 - إنشاء مكتب للعلاقات الخارجية يتولى الإشراف عليه أحد نواب الرئيس ويكون من مهامه إدارة الاتصالات مع الأطراف الخارجية واقتراح أعضاء الوفود وتنظيم الزيارات وتوثيقها. 2 - اعتبار زيارات رئيس الائتلاف ونوابه والأمين العام ذات صفة رسمية وتتم بموافقة الهيئة السياسية وحضور وفد من الائتلاف يقترحه مكتب العلاقات الخارجية وتعتمده الهيئة. 3 - اعتبار الهيئة العامة الجهة الوحيدة المخولة بإطلاق مبادرات سياسية باسم الائتلاف، وللهيئة السياسية متابعة وتقويم الموقف العام ومراجعته في اجتماعات الهيئة الدورية والطارئة. 4 - تصدر المواقف السياسية تجاه القضايا الأساسية عبر بيانات وتصريحات رسمية باسم الهيئة السياسية للائتلاف. 5 - عرض مسودات اتفاقيات التعاون مع أي جهة خارجية على الهيئة العامة للاعتماد. پكما دعت المذكرة الى إعداد الرؤية السياسية للائتلاف بما فيها خطة المرحلة الانتقالية وطرحها على الهيئة العامة لاعتمادها. وإعداد خطة لإنشاء سلطة تنفيذية للائتلاف في الداخل تتولى إدارة المناطق المحررة وعرضها على الهيئة العامة. والتأكيد على العمل بلغة الفريق المتجانس وتفادي الظهور الأحادي لمسؤولي الائتلاف وتفعيل آليات التواصل.