بدا المشهد في قاعة دار الأوبرا السلطانية في مسقط مختلفاً، الأربعاء الماضي، بوجود نحو 850 تلميذاً وتلميذة جاؤوا من أنحاء سلطنة عمان، ليتعرفوا إلى الدار ويشاهدوا عرضاً أُعدّ من أجلهم، ضمن ثلاثة عروض قدمتها الدار كفعاليات عائلية ترفيهية. وبعدما كانت أصوات الطلاب تملأ جنبات القاعة، أسكت دخول أحد مسؤولي الأوبرا إلى خشبة المسرح الجميع للاستماع إلى الكلمة التي عززت سعي الدار إلى"غرس التذوق الفني وتنمية الإحساس بالجمال في نفوس الناشئة"، بدعوة مجانية وبالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم. احتوى العرض على عزف منفرد لمجموعة من الأطفال الموهوبين من عمان ومصر والنروج وألمانيا وفنلندا وإيطاليا، على آلات متنوعة. كما شاركت فرقة عازف الإيقاعات المصري سعيد الأرتيست بتقديم وصلة إيقاعية، تفاعل معها الأطفال الذين ملأوا الصالة تصفيقاً وإعجاباً، مشاركين الإيقاعيين عبر تفاعل عبرت عنه الأيدي الصغيرة بحماسة فنية أنيقة. وقرّب الفتى العماني يوسف اللويهي الموسيقى من آذان الناشئة، حين عزف على العود مقطوعة سماعي من مقام كرد لعبدو داغر. وعرضت فرقة"مسرح سالزبورغ للعرائس"النمسوية مسرحية"بيتر والذئب"لبروكوفييف التي لاقت استحسان الطلاب فتعالت ضحكاتهم وتصفيقهم الحاد وهم يشاهدون مسرح العرائس الذي شهد أيضاً حضوراً لافتاً للفنان العماني عصام الزدجالي وقدرته على تقديم دور الراوي باللغة العربية من خلال أصوات الشخصيات السبع التي قدمها بتنويعات على الصوت حظيت بقبول رائع. ونوّه مستشار دار الأوبرا السلطانية للتعليم والتواصل المجتمعي الدكتور ناصر بن حمد الطائي بأهمية هذه النشاطات في نشر ثقافة الفنون والتواصل مع المجتمع. وأضاف أنه على رغم الفترة القصيرة لميلاد دار الأوبرا السلطانية، انعكس دورها التنويري والثقافي والفني إيجاباً على الساحة العمانية. وترتكز أساسيات الدار ودعائمها على الاستثمار في الطفل والعائلة من خلال برامج تعليمية وفنية وترفيهية تلهب المخيلة بالإبداع والجمال وتثري المواهب الفنية.