أعلن الفاتيكان أمس أن الاجتماع المغلق لاختيار خليفة للبابا بنديكتوس السادس عشر قد يبدأ قبل 15 آذار مارس المقبل، إذا حضر عدد كاف من الكرادلة إلى روما لانتخابه. وأوضح الأب اليسوعي فيديريكو لومباردي الناطق باسم الفاتيكان إن القواعد الكنسية التي تنظم مواعيد الاجتماعات المغلقة يمكن"تفسيرها"في شكل مختلف هذه المرة بسبب الظروف الفريدة للاستقالة التاريخية للبابا. وسبق أن أُعلن أن اجتماع الكرادلة الانتخابي سيبدأ بين 15 و20 آذار بموجب القواعد الحالية. لكن تقديم عقد الاجتماع وارد لأن الكنيسة تتعامل مع استقالة معلنة وليس وفاة مفاجئة للبابا. ويريد البابا مغادرة الفاتيكان في 28 شباط فبراير الجاري من دون احتفالات. فبعد وصوله إلى كاستل غندولفو على متن مروحية في الساعة الخامسة بعد الظهر، يتناول العشاء، يودّع الموظفين ثم يتلو صلاة في الكنيسة الصغيرة. وفي الساعة الثامنة يصبح بابا سابقاً. وفي اليوم الأخير، بعد نحو ثمانية أعوام على كرسي بطرس، سيودّع الكرادلة الموجودون في روما يوزف راتسينغر 85 سنة في قاعة كليمنتين الفخمة في الفاتيكان. وكان الأب لومباردي قال الاثنين:"لا تتوقعوا وداعاً احتفالياً رسمياً جداً. لن يقام احتفال كبير تتخلله خطابات مسهبة". ومواعيد البابا في الأيام الأخيرة من حبريته غير مثقلة. فيوم السبت المقبل، سيستقبل الرئيس الإيطالي الشيوعي السابق جورجيو نابوليتانو الذي تربطه به صداقة، في زيارة بروتوكولية. ويوم الأحد، سيخاطب من شرفة شقته المصلين في ساحة القديس بطرس في آخر صلاة بشارة. وسيلتقي الاثنين بعض الكرادلة، ويخلو يوم الثلثاء من أي نشاط. أما يوم الوداع الحقيقي، فسيكون الأربعاء 27 شباط خلال اللقاء العام صباحاً في ساحة القديس بطرس على رغم الطقس البارد. وفي هذا اليوم، دعا الفاتيكان الكاثوليك إلى المجيء بأعداد غفيرة للإعراب عن محبتهم للبابا المستقيل. وحتى لو أن من المستبعد توافد جموع غفيرة، لأن الموسم السياحي لم يبدأ بعد، ستبث مباشرة وقائع هذه"التظاهرة الكبيرة"، وستقام في ساحة القديس بطرس حواجز خشبية لاحتواء تزاحم الناس. لكن لن يقام احتفال رسمي كبير، كما أورد بعض الصحف. ولن تكون تلك التظاهرة احتفالاً تدعى إليه شخصيات وبالتالي رؤساء دول وحكومات، كما حرص لومباردي على القول. ولحظة مغادرة الفاتيكان في 28 شباط، لن يقام أيضاً أي احتفال خاص للبابا. وقال لومباردي:"يوم الاثنين الماضي 11 شباط، أصدر وثيقة باللغة اللاتينية اللغة الرسمية للكنيسة موقعة منه أمام الكرادلة. وليس مطلوباً أن يوافق أحد عليها". وزاد:"لا حاجة لشيء آخر. وسبق أن أعلن أنه يتخلّى عن مهماته وهذا يكفي". وعندما سيصل يوزف راتسينغر إلى كاستل غندولفو الذي يحب أن يأتي إليه في الصيف خصوصاً،"سيتناول عشاءه، وسيذهب للصلاة في الكنيسة الصغيرة وسيحيي الأشخاص الحاضرين بطريقة طبيعية. بساطة تامة وصفاء". ويشتهر البابا بتحفّظه ورفضه لأي عبادة للشخصية والمغالاة في التكريم. فمغادرته قاعة كليمنتين فور تلاوته إعلانه التاريخي، قد فاجأت الكرادلة. وعندما صفقوا له بضع دقائق خلال قداسه الأخير في كاتدرائية القديس بطرس، وضع حداً لهذه الحماسة بقوله"فلنعد إلى الصلاة". وتساءل صحافيون كثر لماذا أراد أن ينهي حبريته في الساعة الثامنة مساء وليس عند منتصف الليل؟ على هذا السؤال أجابت مصادر في الفاتيكان بالقول إن الساعة الثامنة هي ببساطة"ساعة انتهاء يوم عمل عادي"في الكرسي الرسولي. أي ثوب، وأي لون سيرتدي يوزف راتسينغر بعد انتهاء حبريته؟ فاستقالة البابا حدث غير مسبوق بحيث أن جهاز المعلومات في الفاتيكان يعترف بأنه لا يعرف الجواب عن أسئلة عدة. أما إقامته مع"عائلته الصغيرة"من العلمانيين المكرسين وسكرتيره الشخصي يورغ غانسفين في دير ضمن الفاتيكان، بعد إقامة قصيرة في كاستل غوندولفو، فغير معقدة."فما يحتاج إليه البابا متواضع جداً. والذين يعرفونه عن كثب يعرفون ذلك جيداً، فهو لا يحتاج إلى أمور كبيرة"، كما قال لومباردي.