سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خادم الحرمين وهولاند ناقشا آفاق التعاون ... والرئيس اللبناني يعلن عن منحة ثلاثة بلايين دولار من الرياض لتزويد الجيش بأسلحة تؤمنها باريس . توافق سعودي - فرنسي في الملفات الإقليمية
بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في روضة خريم أمس، ملفات المنطقة والإقليم، وتركزت المحادثات على الملف النووي الإيراني، وضرورة التوصل إلى حلّ نهائي بين إيران ودول 5+1 في شأن هذا الملف. كما تناولت الأزمة السورية بشكل معمّق ومفصل. وكانت وجهات نظر الرياض وباريس متطابقة في شأن الملف السوري، خصوصاً ضرورة الحل السلمي وجدول أعمال"جنيف 2". وقالت مصادر فرنسية إن هناك توافقاً ثنائياً في شأن الملفات الإقليمية. راجع ص 8 وتعهد الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس في الرياض ب"تلبية"طلبات تسليح الجيش اللبناني لدعم الرئيس ميشال سليمان. وقال:"تربطني علاقات مع الرئيس وإذا وجهت إلينا طلبات فإننا سنلبيها". وتجنب الحديث عن قيمة صفقة سلاح للجيش اللبناني بعدما كان الرئيس اللبناني أعلن في كلمة في بيروت التزام السعودية تقديم مساعدات عسكرية إلى الجيش اللبناني بقيمة ثلاثة بلايين دولار يتم شراؤها من فرنسا. وأفادت المصادر أن خادم الحرمين وهولاند بحثا بشكل مفصل في الوضع اللبناني، وخلصا إلى ضرورة العمل سوياً لمساعدة لبنان على تشكيل حكومة، ووقف مسلسل الاغتيالات الذي كان آخره اغتيال الوزير السابق محمد شطح المنتمي إلى فريق"14 آذار". ولفتت المصادر إلى أن الرياض وباريس عازمتان في الشأن السوري على أن يُفضي مؤتمر"جنيف 2"إلى حل سياسي، وإلى انتقال سلس للسلطة يؤدي إلى حقن دماء السوريين، على أن تعمل السلطة الانتقالية على وقف أعمال الجماعات المتشددة، وإخراج الأجانب منها وإعادتهم إلى بلدانهم. وذكرت وكالة"الأنباء السعودية"أن خادم الحرمين الشريفين استقبل الرئيس الفرنسي في روضة خريم قرب الرياض وبحث معه في آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين في كل المجالات، وأضافت أن الجانبين عرضا مجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، وموقف البلدين منها. إثر ذلك، وبحضور خادم الحرمين والرئيس هولاند، جرت مراسم توقيع مذكرة تفاهم للتعاون في المجالات الصحية بين وزارتي الصحة السعودية والشؤون الاجتماعية والصحة الفرنسية، وقّعها عن الجانب الفرنسي وزير الخارجية لوران فابيوس وعن الجانب السعودي وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة. وبعد ذلك، عقد خادم الحرمين الشريفين والرئيس هولاند اجتماعاً ثنائياً حضره ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز. وفي شأن التعاون بين المملكة وفرنسا، أكدت المصادر ل"الحياة"أن العلاقات بين البلدين ممتازة، وأنهما يسعيان إلى التكامل الكلي في العلاقات، خصوصاً في مجالي الدفاع والتجارة الخارجية. وكان الرئيس الفرنسي وصل إلى الرياض أمس، إذ استقبله في مطار الملك خالد الدولي ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وعدد من المسؤولين، وبعد استراحة قصيرة اصطحب ولي العهد هولاند إلى مقر خادم الحرمين في روضة خريم. وأولم خادم الحرمين في مقره بروضة خريم لضيفه الرئيس الفرنسي والوفد المرافق. وحضر الحفلة سفيرا البلدين وعدد كبير من المسؤولين السعوديين. رافق هولاند في زيارته للمملكة وزير الخارجية فابيوس، ووزيرة التجارة الخارجية نيكول بريك، ووزير التطوير والإنتاج الصناعي أرنو مونتبورغ ووزير الدفاع إيف لودريان وعدد من كبار المسؤولين في الحكومة الفرنسية وعدد من رجال الأعمال والصناعة. وعلمت"الحياة"أن هولاند التقى ليل أمس رئيس وزراء لبنان السابق سعد الحريري، ورئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا، كلاً على حدة. ويعتقد بأن المحادثات مع الحريري شملت الوضع في لبنان والعمل مع الشركاء على وقف مسلسل التفجيرات والاغتيالات وتشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت. وتطرقت محادثات هولاند مع الجربا إلى العمل على توحيد صفوف المعارضة المدنية والعسكرية قبيل الذهاب إلى"جنيف 2". وقال مصدر فرنسي للصحافيين المرافقين لهولاند إن العاهل السعودي أعرب عن قلقه حيال الأزمات الإقليمية إيران وسورية ومصر وحيّا الموقف الفرنسي الشجاع تجاه هذه الملفات، وأكد توافق وجهات النظر السعودية والفرنسية بذلك الشأن. وأضاف أن هولاند أكد لمضيفه أن العلاقات بين البلدين ممتازة، وأن مواقفهما إزاء المحن التي مر بها العالم، خصوصاً الوضع السوري والمفاوضات مع إيران، كانت متطابقة. وأوضح أن هولاند أثار قضايا السلام والديموقراطية والحريات في العالم العربي، وأشار بوجه خاص إلى مصر ولبنان، وأكد لمضيفه السعودي أنه يجب منع تحول البرنامج النووي في إيران إلى أغراض عسكرية. وفي شأن إيران، قال هولاند خلال المؤتمر الصحافي"لن نرفع العقوبات عن إيران إلا بعد أن نتأكد من التزام طهران باتفاق جنيف". وأضاف:"أعرف الدور الذي لعبته السعودية في دعم الائتلاف السوري ومحاربة المتطرفين في سورية، وسنذهب إلى جنيف من أجل حل سياسي، لأن هناك خطراً حقيقياً على سورية ولبنان، إذا استمر الوضع في سورية على ما هو عليه". أكد هولاند، تطابق وجهات نظر البلدين في شأن سورية، واتفاقهما على معارضة انتشار الأسلحة النووية في المنطقة. وقال في شأن لبنان:"نطمئن اللبنانيين إلى أن بلدهم سيبقى موحداً". وشدد على وحدة لبنان واستقلاله. وذكر أن فرنسا"تترقب حدوث مرحلة انتقالية في مصر، تؤدي إلى استقرار". وأوضح الرئيس الفرنسي أن التبادل التجاري بين الرياض وباريس تجاوز 8 بلايين يورو. وقال:"السعودية شريكنا الأول في المنطقة، ولدينا مشاريع مشتركة ونريد مواصلة التعاون ولا نريد الصفقات فقط، بل نبحث عن تنمية وتطوير التعاون". وأضاف:"بحثت مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز تطوير التعاون في أكثر من مجال: الصناعات الدوائية، وتحلية المياه، والتعاون الثقافي، وتعليم اللغة الفرنسية، ومشاريع الطاقة والقطارات السريعة، والمفاعلات السلمية ? كما اتفقنا على تطوير استثماراتنا المتبادلة". وأكد أن فرنسا لها شراكة في مجال الدفاع مع السعودية. وقال:"لدينا تعاون مع السعودية في مجال التسليح البحري والبري والجوي، وتعاوننا مع المملكة ليس موجهاً ضد أحد، بل بهدف استقرار المنطقة". وفي بيروت لقي اعلان الرئيس سليمان عن المساعدة السعودية لتقوية الجيش اللبناني ردود فعل لبنانية عدة ليل أمس، فرحب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي"بالمساعدة الجديدة من المملكة للجيش"، وقال:"هذا الدعم المشكور ليس جديداً على المملكة التي وقفت الى جانب لبنان في كل المراحل الصعبة وهو سيمكن الجيش اللبناني من تعزيز قدراته ليتمكن من القيام بالمهمات المطلوبة منه. وأشاد الرئيس المكلف تأليف الحكومة تمام سلام بإعلان سليمان معتبراً أنه"ثمرة لجهد وطني قام به في خدمة لبنان وجيشه، وتثبت انه قيمة وطنية كبرى". ورأى"أنه تطور كبير". وأضاف سلام"ان القرار بتعزيز الجيش في هذه المرحلة الدقيقة يفترض أن يستكمل بتشكيل حكومة جديدة في وقت قريب، وأن يجري دعمه بمواقف وخطوات من كل القوى الفاعلة التي تريد الخير لهذا الوطن". وتوجه بالشكر الكبير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على كرمه وحدبه الأبوي على لبنان وحرصه على دعم كل ما يقوي منعته الداخلية ومؤسساته الشرعية. ان لبنان لن ينسى من حضن ويحضن عشرات الآلاف من أبنائه، ومن دعم دائماً كل ما يعزز وحدته وتقارب أبنائه وتقوية نهج الاعتدال بينهم، ومن أثبت مراراً وتكراراً استعداده لمدّ يد العون لهم في الشدائد". وأضاف الرئيس سلام:"ان التفاهم بين لبنان والمملكة العربية السعودية وفرنسا، الذي جاء نتيجة الجهد الكبير الذي بذله الرئيس سليمان بعيداً من الأضواء مع قيادتي البلدين، يشكل فسحة ضوء في قلب العتمة التي تظلّل واقعنا في هذه الأيام، ويؤكد ان لبنان ما زال يحظى بدعم من أشقاء واصدقاء في هذا العالم مستعدين للوقوف الى جانبه ولدعم كل ما يعزز قواه ومؤسساته الشرعية". وكان زعيم تيار"المستقبل"رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أول من أصدر بياناً في هذا الصدد معتبراً ان سليمان وضع النقاط على الحروف وأعلن عن خطوة استثنائية في العبور الى الدولة الحقيقية التي يجب ألا تعلو فوق سلطتها أي سلطة وألا يتقدم على جيشها أي جيش والا يشاركها في دستورها أي دستور". وإذ أكد أن سليمان شدد بالفم الملآن على أنه سيغادر الولاية مرتاح الضمير، مشيراً الى"الدعم غير المسبوق الذي قرر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تقديمه الى لبنان وجيشه. وأكد ان"جيش لبنان أمانة في وجدان العرب، واستقرار لبنان كان ولا يزال أمانة في قلب المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين، وجاءت كلمة الرئيس سليمان لتشكل بلسماً فوق جراح آلاف اللبنانيين الذين أصابتهم جريمة اغتيال الشهيد محمد شطح ورفاقه في الصميم ولتقول ان الأمل في قيام الدولة واعادة الاعتبار للمؤسسات هو أمل غير مفقود، وأن دعم الأشقاء الأوفياء لهذه الدولة وجيشها يجب أن يُبنى عليه في سبيل حماية لبنان ومواجهة المخاطر التي تتهدده". وتوجه باسم تيار"المستقبل"والجمهور العريض للرئيس الشهيد رفيق الحريري بالتحية الى سليمان وبالشكر المقرون بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين"ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يحمي لبنان وشعبه من كل شر".