كلما مسّني الشوقُ أو هالني نبأٌ في مواضي السنينِ هببتُ وقلتُ: دمشقَ... دمشقُ التي اتّجَرَتْ بالنجوم الى الصين والتبْتِ حيثُ طريقُ الحريرِ، دمشقُ التي سوَّقتْ قمراً لسمرقندَ شمساً لآسيا، دمشقُ التي أبرَدَتْ في البريدِ النهاوندَ همسَ البياتِ وساقتْ ترائفَ من موسلين، فواتنَ من رقّةٍ عُجنتْ بالنضارِ لتوصلها لتراب القواصي، دمشقُ التي أُترِعَتْ بالعيون السواحرِ تمتدُّ في سوحَرٍ نابتٍ في السماءِ وفي سوسنٍ طالعٍ في أخفّ الصبايا دمشقُ التي وهَبَتْ شعلةً للغريبِ دمشقُ التي سبقتْ خطواتِ الزمانِ بأنملةٍ إنها تحترقْ... حرائقُ في الروحِ والغيم والسنديانِ حرائقُ في الماءِ والصمتِ والمشتري، في مخيلة الشعراءِ حرائقُ في نبتة الهندباءِ وفي الثلجِ، رضّاعةِ الطفلِ، تبغِ العجائزِ والأقحوانِ حرائقُ في الأغنيات الجميلةِ في الذكرياتِ وفي ربطة الخبزِ في الكتب الأدبيّةِ في شحنة الكبرياءِ وفي بذرةِ السمسمِ الموسميِّ حرائقُ... 12 - 12 - 2013