دخل العراق عامه العاشر وهو لا يزال يعيش أزمة أمنية حالكة، اذ بلغ عدد الضحايا منذ مطلع عام 2013 وحتى نهاية أيلول سبتمبر 5740 قتيلاً، فيما بلغ مجموع العمليات الإرهابية أكثر من 1000 عملية شهرياً. وقدرت إحصاءات أن عدد القتلى من المدنيين منذ العام 2003 بلغ حوالى 460 ألف شخص. وبسبب عدم التزام القوى السياسية والأمنية بواجباتها بصورة صحيحة وحمايتها للمدنيين، بدأ العراقيون يفكرون في الاندماج مع جماعات مسلحة من أجل حماية المناطق المستهدفة، الأمر الذي يعتبر اختباراً للأهالي في صبرهم على الأوضاع الأمنية السيئة. وتفتقر قوات الأمن العراقية إلى عوامل الخبرة والقوة، كما أن التنسيق بين المؤسسات الأمنية شبه منعدم، فضلاً عن تأثر هذه المؤسسات بالمناحرات السياسية بين الكتل. أما خارج المدن، فيشكو الجيش العراقي من انعدام المعلومة الاستخبارية وضعف القدرات اللوجستية، حيث هناك مساحات زراعية وصحراوية واسعة تستغلها التنظيمات الإرهابية. وعلى رغم إنفاق الحكومة العراقية ملايين الدولارات على أجهزة الأمن وتسليحها، إلا أنها عاجزة عن تكوين استراتيجية قوية ومتماسكة، فضلاً عن فقدان الأجهزة الأمنية عناصر استراتيجية مهمة تشمل معالجة التطرف والشعور بالظلم والغبن من قبل أبناء المناطق التي يتواجد فيها التنظيم الذي يستغل بدوره الفقر والحرمان وانعدام الأمن والثقافة. القوات العراقية من جانبها تخلت عن الحل الواقعي لمكافحة الإرهاب حيث أوقفت دعمها في فترات سابقة لحلفائها وقامت بممارسات أمنية تقليدية وأخرى مسيئة. لذا يتعين على قادة العراق دعم إجراءات من أهمها: - التنسيق مع البرامج الإقليمية والدولية الخاصة بمكافحة الإرهاب بعدما أخفق العراقيون في إيجاد صيغة تعاون عملية مع واشنطن التي ترتبط مع العراق بمعاهدة أمنية. - إيجاد حلفاء من الداخل يحظون بالاحترام ولديهم خبرة في فض النزاعات ويعملون من أجل القضاء على التنظيمات الإرهابية. - دعم مشروع"قوات الصحوات"وهو أحد الخيارات المهمة، حيث أثبتت التجربة خلال السنوات الماضية أن هذه القوات قادرة على أن تحد من نشاط تنظيم"القاعدة." - الحث على إجراء انتخابات نزيهة يشترك فيها الجميع من أحزاب سياسية ومواطنين، من أجل عدم لجوء بعض المواطنين إلى تنظيم"القاعدة"الذي يصور نفسه أنه قادر على إعطائهم الحقوق. - تفعيل دور رجال الدين المعتدلين من خلال بيانات ومؤتمرات موحدة توضح أخطار الفكر الإرهابي، من أجل تقويض السلطة الدينية التي تدعيها قوى الإرهاب. - وفي سبيل تعزيز دور الأجهزة الأمنية، ينبغي على الحكومة العراقية أن تسلسل القيادات الأمنية وفق رؤية مهنية وإدارية منظمة، وتفعيل الدور الرقابي على عمل هذه الأجهزة الأمنية بصورة دقيقة وشفافة ومهنية. - تعيين مبعوثين دائمين للمناطق التي تعاني تواجد تنظيم"القاعدة"، يمتلكون صلاحيات حل النزاعات والمفاوضات ويشرفون على وضع استراتيجيات مكافحة الإرهاب وتنفيذها. علي الطالقاني - العراق