على عكس حاله داخل الملعب، تجده عاجزاً عن المراوغة خارجه، هدوءه وحرصه على التعاطي مع الجميع يجبره على قبول كل الأسئلة دونما امتعاض، لذلك يأتي الحديث إليه سهلاً وطبيعياً لكنه لا يخلو من بعض الديبلوماسية الرياضية. عيسى المحياني أحدث مهاجمي نادي الشباب ولاعب الوحدة والهلال والأهلي سابقاً، لا يجد في الأعوام الخمسة الماضية التي نقلته بين المنطقة الغربية والوسطى أكثر من مرة أية عقبات، بل يصفها بالمرحلة الأهم في حياته. فعلى رغم عجزه عن الحصول على الفرصة المنتظرة في الهلال بعد أن فضله على الغريم التقليدي النصر إلا أنه لا يبدي ندماً على تلك الخطوة، مصراً على أن تجربته مع الفريق الأزرق أورثته البطولات الخمسة الأولى في تاريخه الرياضي. لكنه اليوم يظهر بوجه جديد غير آبه بكل ما مر به، مصراً على قدرته على استعادة وهجه من خلال شيخ الأندية، معبراً عن ثقته بالعمل المقدم من إدارة النادي والجهاز الفني. المحياني تطرق في هذا الحوار لكل تفاصيل مسيرته الرياضية، وحتى المشكلات التي تمر بها الرياضة في السعودية بشكل عام، تفاصيل كثيرة أشبعها"طلق المحيا"نقاشاً خلال حديثه ل"الحياة"في الحوار الآتي: عقبات كبيرة مرت خلال الأعوام الخمسة الماضية من حياتك الرياضية، حتى أن بعض اللاعبين ربما يقضي مسيرته كاملة من دون أن يمر بجزء من ما عشته؟ - لك أن ترى في تلك الأعوام ما تراه، واختر لها أيضاً الوصف الذي يناسبك، أما أنا فيمكنني أن أقول لك وببساطة أنني خلال تلك الأعوام حققت خمس بطولات، وشاركت مع ثلاثة من أكبر الأندية السعودية، ومثلت المنتخب في تجارب مهمة، وانتقلت بمسيرتي الكروية إلى مرحلة جديدة. تبدو سعيداً بتلك التجارب؟ - وكيف لا؟ حلمت لفترات طويلة بتحقيق البطولات وكان لي ذلك، وبينما يحلم لاعبون كثر بخوض تجربة مع الهلال أو الأهلي أو الشباب، نجحت أنا في تحقيق ذلك، صدقني أنا قنوع جداً ومؤمن بأن كل تجربة لا تخوضها هي تجربة ستندم عليها بعد الاعتزال. عليك أن تعمل بالأسباب، وبعد ذلك يأتيك ما كان مقدراً، وذلك ما يتركني سعيداً على الدوام. بعيداً عن المجاملة.. ألم تندم على تجاهلك لعرض النصر قبل أن تنتقل من الوحدة للهلال؟ - ما كنت لأندم لو اخترت النصر، فهو ناد كبير، وجماهيره وتاريخه غني عن التعريف، لكني لست نادماً على انتقالي للهلال. تجربتي كانت مميزة حققت البطولات وخضت تجربة مهمة وتطورت بشكل أو بآخر، لا أرى في كل ذلك ما يستحق الندم. بعيداً عن الندم.. لنتحدث عن السعادة الكبيرة التي تعكسها كل صورك أو أحاديثك الإعلامية التي تلي انتقالك للشباب؟ - كانت لدي رغبة كبيرة في تمثيل الشباب، تربطني بالكثير من لاعبي هذا النادي علاقة مميزة، أضف إلى ذلك أنني كنت مقتنعاً جداً بملائمة الطريقة التي يلعب بها الشباب لطريقتي، لذلك شعرت ومع أول يوم حضرت فيه في هذا النادي بالراحة. عموماً أن سريع التأقلم، وكل من يعرفني عن قرب سيؤكد لك ذلك، ويمكنك أيضاً مراجعة الأعوام التي قضيتها في الهلال على رغم أني عشت خلالها للمرة الأولى في الرياض بعيداً عن مكة. لكنك لأجل الشباب رفضت عروضاً كثيرة من بينها العرض الهلالي؟ - لم أرفض أي عرض رسمي. العرض الرسمي الوحيد وصلني من الشباب، وأنا أبديت موافقة سريعة لم تسمح لأي ناد بالدخول على خط المفاوضات، ومن لم يدخل في مفاوضات مع خالد البلطان لا يعرف صعوبة رفض عرضه. ما المختلف في مفاوضات خالد البلطان؟ - أولاً.. أود أن أشكر رئيس النادي خالد البلطان، فله أدين بفضل وجودي مع الشباب اليوم، فهو مفاوض صريح جداً ومباشر ويكره التعقيد، تفاوض معي في شكل سريع دفعني إلى حسم الأمر واتخاذ القرار، على رغم ذلك كان حديثه مريحاً ومقنعاً. ببساطة كان من المستحيل أن أرفض الانتقال للشباب بعض تلك المفاوضات. مرة أخرى تجد نفسك في مرحلة صعبة مع ناديك، فالشباب يغادر البطولة الآسيوية وينهي علاقته بمدربه السابق ميشيل برودوم، وبديل جديد قديم يحل محله، ألا ترى أن الأيام المقبلة ستكون حافلة بالصعوبات التي قد تعوقك عن تقديم مستواك؟ - الأندية الكبيرة تخرج سريعاً من أزماتها، والشباب مرّ بتجارب أكثر صعوبة من هذه بكثير، لا يمكننا التقليل من قيمة برودوم فالكل يعرف سجله مع الشباب أو حتى قبله، لكن علاقات المدربين بالأندية لا بد من أن تصل إلى نهاية، وتبديل المدربين في الغالب يحفز اللاعبين على تقديم المزيد، والأهم أن فريقاً بحجم الشباب من المستحيل أن يتأثر بأي تغيير، أما عني فعشت كل تجارب كرة القدم، وكلاعب محترف أقول لك إني لست معنياً بما يحدث خارج الملعب، كل ما يهمني هو تنفيذ المطلوب مني داخل الملعب أياً كان مصدر الأوامر. لكن التجارب تقول إن الأندية السعودية تتأثر بشكل ملحوظ بالخروج الآسيوي، وينعكس ذلك في الغالب على نتائجها في المباريات الدورية. ألا تخشى على الشباب من المصير ذاته؟ - شاركت الهلال في البطولة الآسيوية ولم يتأثر الفريق بعد الخروج الآسيوي بل عاد ليحقق بطولة الدوري ومن دون هزيمة، والتجربة ذاتها من الممكن أن تتكرر مع الشباب. الموضوع مرتبط في الغالب بقدرة اللاعبين على التعاطي مع الخروج والنظر إلى المستقبل، والعمل على تعويض ما سبق ببطولة مقبلة، ومن خلال العقليات الفنية والإدارية الموجودة في الشباب يمكنني أن أقول بقناعة تامة إن الملف الآسيوي أغلق بالنسبة للاعبين، ونعد الجماهير بصورة مغايرة في الأيام المقبلة. من الطبيعي أن يكون الشباب تعاقد معك بناء على وجهة نظر فنية، بمعنى آخر انتدابك جاء بتوصية من برودوم لكنه اليوم رحل، ألا تخشى ألا يقتنع إيميلو فيريرا بقدراتك، وبالتالي تفقد فرصة المشاركة كأساسي؟ - أنا لاعب محترف أعرف قدراتي جيداً وسأقدم كل ما لدي، وسأثبت لكل مدرب قدرتي على التعاطي مع معطيات المباريات المختلفة، وفي نادي الشباب تتوافر لي مقومات النجاح، وأثق في قدرتي على استغلالها واستعادة مستواي، لذلك سأظهر بإذن الله بالشكل المطلوب وسأعمل على كسب ثقة المدرب الجديد الذي بات يعرفني. أعلنت قبل انتقالك للهلال أنك صليت الاستخارة بحثاً عن قرار يخدم مسيرتك الرياضية، لكن حديثك لم يعجب البعض.. كيف تعلق؟ - أضف إلى معلوماتك أنني صليت الاستخارة أيضاً قبل الانتقال للشباب، والاستخارة سنة أبحث عنها قبل كل قرار مهم أو مصيري، ولا أجد فيها ما يدعو إلى التساؤل، وبفضل استخارتي حققت البطولات التي كنت أبحث عنها، لكني في المقابل أتعجب من أمر من يجدون في تصرفي غرابة، وعلى رغم ذلك أكرر التأكيد على أن هذا النوع من الأسئلة أو الآراء لا يزعجني وسبق أن سئلت السؤال نفسه في مؤتمر تقديمي مع الشباب وأجبت بكل وضوح. على المركز ذاته في الشباب ستكون المنافسة صعبة مع كل من نايف هزازي الذي يقدم مستويات رائعة ومهند عسيري. ألا تخشى تلك المنافسة؟ - لولا تلك المنافسة لكانت مخاوفي أكبر، من دون المنافسة من الصعب أن يقدم أي لاعب كل ما لديه، وأنا مقتنع تماماً بتميز مهاجمي الشباب حتى قبل انتقالي، لكننا في نهاية الأمر سنقدم كثلاثي كل ما لدينا لخدمة الفريق، ويبقى أمر مشاركة أي منّا بيد مدرب الفريق الذي يتلمس فروقاً بين المهاجمين بناء على طريقة اللعب التي يعتمدها، وبالتالي يشرك الأكثر قدرة على دعم النهج الفني في مباراة معينة. هنا تتحدث عن علاقة إدارية مميزة مع الشباب.. لا يبدو أن الأمر مرّ بالطريقة ذاتها مع إدارة الأهلي على الأقل قبل حصولك على المخالصة المالية؟ - تربطني بجماهير الأهلي وإدارته علاقة مميزة، علاقتي مع كل الأندية التي لعبت لها كانت كذلك، سواء في الوحدة أم الهلال وحتى الأهلي والشباب بإذن الله. أشكر إدارة الأهلي على كل شيء، وفي النهاية هذه هي كرة القدم، وعلاقات الأندية باللاعبين ليست أكثر من علاقة عمل، ومتى ما كان النادي غير مقتنعاً بحاجته إليك أو العكس تنتهي العلاقة، وهو أمر طبيعي، ويفترض على اللاعبين أن يتقبلوا ذلك بصدر رحب وهو ما حدث بيني وبين الأهلي، والأمر انتهى بهدوء وأشكر إدارة الأهلي، ففي نهاية الأمر علاقتي بالنادي انتهت في شكل ودي، وعلاقتي بالجماهير ستستمر فأنا أدين لجمهور هذا النادي الكبير بالكثير من الود. ماذا يفترض أن تنتظر منك جماهير الشباب الذي بدأت للتو بتمثيله؟ - عليها أن تنتظر لاعباً سيتفانى لأجل الظهور بأفضل مستوى، وخدمة الفريق للمنافسة على البطولات كافة. لاعب لن يتوانى عن تأدية كل المطلوب منه وأكثر في كل فرصة تتاح له، وأتمنى أن أنجح في إسعاد تلك الجماهير التي استقبلتني بحفاوة بالغة، وأوقعتني في حرج رد الدَين، وهو ما سأسعى إلى إيفائه في أقرب فرصة ممكنة. وأنت ماذا تنتظر من الشباب في المقابل؟ - الكل ينتظر من الشباب كل شيء، فشيخ الأندية قادر على ذلك. الشباب بطل الدوري في الموسم ما قبل الماضي ومنافس على البطولات في كل المواسم، أتمنى أن أعود للصورة التي أرضى بها عن نفسي، وفي المقابل ترضى عني الجماهير من خلالها وواثق من قدرة الشباب على ذلك. موسم انتقالات غريب عشناه هذا الصيف، فالمهاجمون تبعثروا وتغيرت قمصانهم.. ما الأسباب برأيك؟ - السعودية تملك عدداً كبيراً من المهاجمين المميزين، لكن كل مهاجم يختلف عن الآخر حتى لو تشاركوا المركز ذاته، لكل مهاجم طريقة لعب مختلفة البعض يعتمد على الألعاب الهوائية، فيما يتميز آخرون بالقدرة على المراوغة واللعب في المساحات الضيقة، وغيرهم يفضل دعم لاعبي الوسط المتقدم، كل هذه الطرق المختلفة تجبر المدربين على تبديل المهاجمين أياً كانت قيمتهم لأنهم ببساطة لا يناسبون طريقتهم. وبرأيك هل ذلك السبب وراء استغناء مدرب الأهلي بيريرا عن خدماتك في الفريق؟ - لا على الإطلاق. بيريرا كان واضحاً وصريحاً وقال لي ولزملائي في شكل مباشر إنه ومن خلال متابعته لمباريات الموسم الماضي لاحظ قلة مشاركاتنا، وأنه يحتاج في هذه الفترة - وخلال المشاركة الآسيوية تحديداً - للعناصر الجاهزة فقط، ونحن لم نكن في تلك الخانة ما دفعه بالتالي إلى الاستغناء عنا. وهل ترى أن قراره كان عادلاً؟ - طبعاً. بيريرا مدرب مميز جداً على رغم أني لم أتدرب تحت قيادته إلا أني لمست ذلك من خلال التدريبات التي أجراها الفريق في المراحل الأولى، والتغييرات الكبيرة التي طرأت على أسلوب اللعب. أنا أحترم هذا الرجل كثيراً وطريقة عمله، واستغناؤه عني كان قراراً منطقياً واحترافياً بناء على المرحلة التي يمر بها الفريق، وهو أكد صراحة أننا قد ننجح في أندية أخرى، وأن الاستبعاد لم يأت بناء على القدرات الفنية إنما قياساً على جاهزية كل منّا فقط. تصفك الكثير من الجماهير باللاعب المظلوم.. هل تتفق مع تلك الآراء؟ - أنا مقتنع بما قسمه الله لي، لكني في الوقت ذاته واثق تماماً من قدراتي في الكثير من المراحل الماضية، ووقعت في مشكلة واضحة وهي اعتماد المدربين على طريقة لا تتناسب مع طريقة لعبي، لذلك كنت مقتنعاً بقرار البقاء على دكة البدلاء، وفي المقابل عملت على إثبات نفسي في كل فرصة تتاح لي وأتمنى أن أكون نجحت في ذلك. هل انتهت علاقتك بالوحدة بحكم أننا في زمن الاحتراف؟ - أنا وحداوي كنت كذلك وسأظل. أنا لم أتوقف يوماً عن متابعة مباريات الوحدة، ولن أتخلى عن تشجيع هذا النادي سوى في الدقائق ال90 التي ألعب فيها ضده، لكنني أتمنى أن يحقق هذا النادي الانتصارات في كل المباريات التي يلعبها إن لم يكن يواجه الفريق الذي أمثله. ما سر هذه العلاقة بالوحدة؟ - منذ كنت ألعب للوحدة وأنا أشعر بأن هذا النادي هو نادٍ الجميع، يكفي أنه نادي مكةالمكرمة. سأظل ابناً من أبناء أشرف بقاع الأرض وهذا شرف كبير لي، ونادي الوحدة يمثلني دائماً، كذلك جماهيره الرائعة التي لازلت تعاملني بود وكأني أمثل الفريق. وهل يرضيك ما يمر به الوحدة اليوم؟ - لا يرضيني ولا يرضي أحداً، لكن الوحدة أكبر من العثرات، وقادر على العودة إلى سابق عهده وهو ما سيتحقق قريباً. وإلى ماذا يحتاج الوحدة قبل أن يعود؟ - إلى وقفة صادقة من الجميع، وإلى وحدة حقيقية وعمل جاد نحو البناء، وسعي نحو أهداف مستقبلية تبني نادياً قادراً على البقاء في المنافسة، ليقف على تاريخ عظيم يملكه وبالتالي يستعيد وهجه. بالحديث عن استعادة الوهج.. ألا يحزنك حال المنتخب السعودي في الفترة الحالية؟ - لا طبعاً. المنتخب يتصدر اليوم مجموعته في التصفيات المؤهلة لنهائي كأس آسيا بفوزين، أمامنا مباراة مهمة ضد العراق ستحدد مصيرنا في شكل كبير. لكن المنتخب خرج للتو من بطولة ودية بشكل مخيب؟ - مشكلتنا أننا نطلق أحكاماً عاطفية سريعة لا علاقة لها بالواقع، الكثير من الأندية السعودية خسرت مبارياتها الودية في فترة الإعداد، ولم تجد جزءاً من النقد الذي تلقاه المنتخب خلال تجربتين فقط. الكل كان معجباً بأداء المنتخب الإندونيسي، وفجأة تغير الحال بعد الوديات. ألا ترى في ذلك إجحافاً؟ أليس الهدف من التجارب هو الوقوف على التشكيلة ومعرفة الأخطاء؟ وذلك يحقق قياس النقاد، فيفترض أن يُنتظر على الأقل لحين خوض المباريات الرسمية. أفهم مما تقول أنك راض عن أداء المنتخب؟ - كل ما يمكنني قوله أن المنتخب بخير، وأن وضعه في مجموعته ممتاز، وأنه قادر على التأهل، وأنا أثق دائماً بزملائي، وأعرف حرصهم على الظهور في أفضل صورة، وتحقيق أميز النتائج، ونحن بإذن الله قادرون على ذلك. لكن أغلب النقاد يؤكدون اليوم أن اللاعبين فقدوا الدافع في ظل المبالغ المادية الضخمة التي يتقاضونها في أنديتهم مقارنة بالمنتخب؟ - كل سعودي حريص على سمعة بلاده، ويملك أكثر من 26 مليون دافع لتقديم كل ما لديه داخل الملعب. في الأندية الأمور أقل هدوءاً وحتى الدوافع تأتي أقل بكثير من تلك التي نجدها في المنتخب. مجرد سماع النشيد الوطني قبل انطلاق المباراة يشعرك أنك تحمل على عاتقك مسؤولية وطن كامل، لذلك يحاول اللاعبون جميعاً الظهور بأفضل صورة ممكنة، لكن ذلك قد ينجح أحياناً وقد يفشل في أخرى. الرغبة وحدها لا تكفي لتحقيق الانتصارات، فكرة القدم لا تعترف بالطموح فقط، والرياضة بشكل عام منظومة متكاملة لا يمكننا قصرها على نتيجة مباراة. التطوير لا يقتصر على الأسماء أو اللاعبين، ورياضتنا عموماً تمر بمتغيرات كثيرة في الفترة الحالية، والمنتخب جزء منها، وأنا واثق من أن تلك التغييرات ستعود بالنفع على الجميع. هل يعني ذلك أنك ترى بأن مقدمات العقود التي يتقاضها اللاعبون والتي بلغت أرقاماً فلكية، هي طبيعية بالمقارنة مع إمكاناتهم؟ - الموضوع لا يقاس بهذه الطريقة، حتى اقتصادياً الأمر مبني على العرض والطلب، ولو تم العمل على تطوير النشء لزادت المواهب، وبالتالي تراجعت أسعار اللاعبين، لكن اللاعب اليوم يتلقى عروضاً مختلفة، فالأندية كافة بحاجة إلى اللاعبين، ومن حق اللاعب أن يبحث عن مصلحته، وبالمقارنة ببعض العناصر الأجنبية التي تتعاقد معها الأندية بمبالغ خرافية من دون أن تستفيد منها بالشكل المطلوب، أجد اللاعب السعودي مظلوماً في بعض الأحيان. وهل تقارن اللاعب المحلي بالأجنبي سواء على صعيد القيمة السوقية أو المستوى الفني؟ - لا.. بل أرى أن عدداً كبيراً من اللاعبين السعوديين أفضل من الأجانب. راقب الأندية المختلفة وستجد اللاعبين المحليين يصنعون الفارق، بل إن بعض الأندية تبقي أجانبها على دكة البدلاء من دون الاستفادة منهم على الإطلاق، وعلى رغم ذلك يتقاضون أجورهم كاملة. إذاً يمكننا أن نقول بأنك من المؤيدين لإلغاء قرار الاستعانة باللاعب الأجنبي؟ - على العكس.. متى كان الاختيار مناسباً فاللاعب الأجنبي قادر على دعم الفريق وتطوير مستواه، خصوصاً عندما يأتي ذلك بناء على نظرة المدرب ووفق احتياجات الفريق من دون النظر إلى الجوانب الإعلامية في الصفقة أو اسم اللاعب وقيمته المادية.