أعلن رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي أمس، أن البنك سيشتري من السوق الثانوية سندات ديون سيادية يراوح استحقاقها ما بين سنة وثلاث سنوات، لخفض تكاليف الاقتراض للدول المتعثرة في منطقة اليورو، من دون وضع حد لكميتها. وأوضح خلال مؤتمر صحافي عقده في ختام اجتماع مجلس حكام البنك في فرانكفورت، أن عمليات الشراء ستتم وفق شروط صارمة تقضي بتوجيه الدول المعنية طلب مساعدة إلى الصندوق الأوروبي للاستقرار المالي. وسعى دراغي إلى إثبات تعهده بعمل كل ما يلزم لحماية اليورو، قائلاً:"البرنامج الجديد لشراء السندات في السوق الثانوية سيحمي استخدام السياسة النقدية في كل دول منطقة اليورو"، مضيفاً أنه"سيعالج التشوهات في سوق السندات ومخاوف المستثمرين في شأن التراجع عن اليورو التي لا أساس لها". وأبقى البنك سعر الفائدة الرئيس عند مستوى قياسي منخفض يبلغ 0.75 في المئة بعدما أبطل ارتفاع التضخم الشهر الماضي تأثير الضغوط التي يتعرض لها البنك لمساعدة اقتصاد منطقة اليورو من خلال خفض تكاليف الاقتراض. وارتفع التضخم السنوي في منطقة اليورو إلى 2.6 في المئة في آب أغسطس الماضي من 2.4 في المئة في تموز، متجاوزاً التوقعات ومبتعداً عن المستوى المستهدف ل"المركزي"الذي يقل قليلاً عن اثنين في المئة. وترك البنك أيضاً سعر الفائدة على الإيداع صفراً في المئة، وهو المستوى المنخفض الذي استخدمه للمرة الأولى في تموز يوليو لتشجيع البنوك على إقراض البنوك الأخرى لأجل ليلة واحدة، إذ تحصل على فائدة أعلى تبلغ حالياً نحو 0.1 في المئة، كما أبقى على فائدة الاقتراض الطارئ عند 1.50 في المئة. وأبقى بنك انكلترا المركزي سياسته لشراء السندات الحكومية من دون تغيير مع ظهور علامات على انحسار الركود في بريطانيا وتعاظم الآمال في خطوة كبيرة من"المركزي"الأوروبي لتخفيف أزمة منطقة اليورو. ولم تغير لجنة السياسة النقدية خطتها الحالية لشراء سندات حكومية بريطانية ب50 بليون جنيه إسترليني 79.5 بليون دولار، ما سيرفع إجمالي مشترياتها إلى 375 بليوناً بحلول تشرين الثاني نوفمبر. وترك البنك أيضاً سعر الفائدة من دونتغيير عند مستوى قياسي منخفض يبلغ 0.5 في المئة. العملات والمعادن إلى ذلك بدّد اليورو مكاسبه أمام الدولار أمس، بعدما أعلن دراغي أن البنك خفض توقعه لنمو منطقة اليورو. وبلغ سعر اليورو 1.2594 دولار، بعدما ارتفع خلال اليوم إلى أعلى مستوياته في شهرين إلى 1.2652 دولار، كما زاد أمام الين إلى 99.299 ين. وكان سعر الذهب ارتفع إلى أعلى مستوياته منذ آذار مارس الماضي قبيل اجتماع البنك المركزي الأوروبي، لكن يُرجّح أن يتحوّل اهتمام الكثير من المستثمرين إلى بيانات التوظيف غير الزراعية الأميركية اليوم، والتي يُتوقع أن تدعم تكهنات بأن يطرح مجلس الاحتياط الفيديرالي مزيداً من إجراءات الإنعاش النقدي خلال الشهر الجاري. وارتفع الذهب في السوق الفورية واحداً في المئة إلى 1710.90 دولار للأونصة مسجلاً أعلى مستوياته في ستة لأشهر، وزاد الذهب المقوم باليورو 0.8 في المئة إلى 1354.96 يورو للأونصة مسجلاً أعلى مستوياته منذ 12 أيلول سبتمبر 2011. وبلغت أسعار الفضة والبلاتين أعلى مستوياته منذ نيسان أبريل الماضي، فسجلت الفضة 32.80 دولار للأونصة بارتفاع 1.71 في المئة، وسجّل البلاتين 1578.24 دولار بارتفاع 0.86 في المئة، في حين صعد سعر البلاديوم 0.7 في المئة إلى 644.47 دولار.